يتجه منتدى بغداد الاقتصادي نحو تبني ستراتيجية جديدة تبحث خلالها دراسة الاوضاع الصعبة التي يمر بها اقتصاد البلاد والمخاطر الجمة التي تكتنف القطاعات الاقتصادية والانتاجية والخدمية نتيجة غياب التخطيط وعدم التحسب للصدمات والازمات الطارئة وللوقوف على واقع
يتجه منتدى بغداد الاقتصادي نحو تبني ستراتيجية جديدة تبحث خلالها دراسة الاوضاع الصعبة التي يمر بها اقتصاد البلاد والمخاطر الجمة التي تكتنف القطاعات الاقتصادية والانتاجية والخدمية نتيجة غياب التخطيط وعدم التحسب للصدمات والازمات الطارئة وللوقوف على واقع التداعيات الناجمة عن ذلك والتي تطال حاضر ومستقبل البلاد .
وقال رئيس المنتدى فارس آل سلمان في تصريحات لـ"المدى"، ان"غياب التخطيط الستراتيجي السليم وغياب خطط الطوارئ وعدم التحسب للصدمات والازمات الطارئة واعتماد الحكومات المتعاقبة على اسلوب رد الفعل الآني غير المدروس و استخدام اسلوب التجربة والخطأ دون استخدام اسلوب البحث العلمي أدى الى هدر موارد الدولة الهائلة وضياع الفرص التنموية".
واضاف ان" تراكم الاخطاء أدى الى ارتفاع نسبة الأمية الى 25 بالمائة مع وجود 25 بالمائة من الشعب بين نازح ومهجر بالاضافة الى انتشار الفقر والبطالة على نحو واسع" .
وأكد الـ سلمان ان"الآثار المترتبة على انخفاض اسعار النفط عالميا انعكس على الانفاق المالي للدولة وحجم موازناتها السنوية الأمر الذي يتطلب اعادة النظر بمنظومة ادارة الدولة ككل و ليس الشروع بإصلاحات ترقيعية لا يحصد منها المواطن سوى الخيبة وهدر المزيد من فرص النمو مشيرا الى معاناة الشعب جراء الحرب مع ايران واحتلال الكويت والحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق مشيرا الى ان الشعب العراقي كان يأمل ان يكون تغيير النظام عام 2003 نهاية للمعاناة لكن الذي حدث كان ضياع المزيد من فرص البناء وتحقيق الامال" .
ولفت الـ سلمان الى ان "ما يحتاجه العراق ليس تغييرا حكوميا او مجموعة إصلاحات ، و انما نحتاج الى ثورة شاملة ، إدارية ، أخلاقية ، قانونية ، تنموية ترتكز على إعادة بناء الانسان العراقي لانه الثروة الأهم و الاسمى ، يرافقها اعادة بناء الهوية العراقية ، و هوية المجتمع الانساني المتسامح ، يتلازم معها إعادة بناء الولاء للوطن" .
وشدد الـ سلمان في تصريحاته على"أهمية تعظيم إيرادات الدولة غير النفطية عادا القطاع الخاص محورا حيويا في برامج تنشيط بنية الاقتصاد العراقي وتنمية القطاعات الزراعية والصناعية والخدمية". ولفت الى أن "مقدمة أهداف منتدى بغداد تعنى بتأشير مكامن الحاجة الى تنمية الإيرادات غير النفطية وتشخيص المشاكل التي تحول دون ذلك".
وتابع ان "الستراتيجية التى يبحثها المنتدى حاليا ومن خلال دراسات شارك في وضعها مختصون في القطاعات المهمة تتركز على محاور مهمة ذات صلة بهدف تعظيم إيرادات الدولة في القطاعات غير النفطية وتحفيز القطاع الخاص على ان يأخذ دوره الحيوي في تنشيط خطط البناء والقضاء على البطالة وترشيد الانفاق التشغيلي و الاستثماري بالشكل الذي يتوافق مع متطلبات حاجة الدولة المالية" .
وأشار الى "وجوب تنمية الموارد غير النفطية ، فضلا عن التحول بالموارد النفطية الى منتجات و سلع ذات ريع أعلى من بيع النفط كخام و كمشتقات نفطية كي نتمكن من المناورة لتحقيق عائد مالي مجدِ بعيدا عن التخمة النفطية في الاسواق العالمية و بعيدا عن حرب الاسعار لا سيما و ان واقع الاسواق فرض حقيقة و هو ان السوق هو سوق المشتري و ليس سوق البائع
وهذا فرض واقعا وتحديا و منافسة جديدة و هي كيفية الاحتفاظ بالاسواق اي كيفية الاحتفاظ بالزبائن" .
واوضح رئيس المنتدى ان" مشكلة الاقتصاد العراقي تكمن بإعتماده على نحو شبه كلي على الإيرادات النفطية التي تتعدى نسبتها 90 بالمائة من الإيرادات العامة ما جعل الاوضاع المالية للبلد رهنا لتقلبات اسعار سوق النفط العالمية مبينا إن جانبا مهما من ستراتيجية المنتدى هذه تعتمد على تحديد هوية الاقتصاد العراقي واعادة هيكلته من خلال خارطة طريق علمية تنموية، بحيث يكون دور الحكومة تنفيذيا و تحت رقابة حقيقية من البرلمان وبإشراف الجهات الرقابية مع سن التشريعات اللازمة لوضع الاطار القانوني الذي سيدعم عملية إعادة بناء دولة العراق والتي ستزول لا محالة فيما اذا استمرت الحكومة على النهج الحالي".
ويرى آل سلمان ان "الستراتيجية التي يعتمدها المنتدى حاليا على صعيد رسم خارطة الطريق الجديدة للنهوض بأقتصاد البلاد من شأنها توفير قدر اكبر من فرص الاستثمار والتنمية مستقبلا وجذب المزيد من رؤوس الاموال اذا ما توافرت نوايانا الصادقة مع خطوات سليمة في تحديد معالم المرحلة المقبلة".