اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بعد أن استشرت وتفاقمت! .. الاعتداءات تُفقـِد المستشفيات أطباء الاختصاص

بعد أن استشرت وتفاقمت! .. الاعتداءات تُفقـِد المستشفيات أطباء الاختصاص

نشر في: 13 نوفمبر, 2015: 09:01 م

يتناقل العديد من وسائل الإعلام ظاهرة الاعتداء المتكرر على الكوادر الطبية في المستشفيات. البعض يقدّر حالات التعاطف وأهمية تقديم يد العون إلى الأطباء والآخر يتهم تلك الكوادر غير الحريصة واصفاً أنها لا تمتلك خبرة! يُفسِّر البعض على أنها حالة طبيعية في

يتناقل العديد من وسائل الإعلام ظاهرة الاعتداء المتكرر على الكوادر الطبية في المستشفيات. البعض يقدّر حالات التعاطف وأهمية تقديم يد العون إلى الأطباء والآخر يتهم تلك الكوادر غير الحريصة واصفاً أنها لا تمتلك خبرة! يُفسِّر البعض على أنها حالة طبيعية في ظل غياب القانون من قبل البعض الذي أتاح لنفسه حرية التصرف والاعتداء على الأطباء، لكن يصل الأمر الى قيام أحد المواطنين الاعتداء بالضرب على طبيبة أشرفت على عملية الولادة لزوجته بسبب أن المولود (أسمر) أمر يُثير الكثير من المخاوف المستقبلية على الكوادر الطبية والصحية؟!
(المدى) إذ تبحث تفاصيل أدق عن هذه الحادثة والتحقيق في الحادثة لكن (الطبيبة) رفضت الخوض بالتفاصيل لتخوفها من اعتداء آخر ربما يكون أشــد من سابقه.

 

الخلـل في النظام الصحي! 

الوكيل الإداري الأسبق لوزارة الصحة الدكتور خميس السعد يقول لـ(المدى) حول تكرار ظاهرة الاعتداء على الأطباء: إن ضعف المحاسبة وتدهور الوضع الأمني وعدم احترام القانون من أهم ألاسباب التي أدت الى زيادة وتكرار ظاهرة ألاعتداء على الأطباء خصوصاً في المستشفيات التى تضم صالات طوارى كبيرة، موضحا: هناك مشاكل أخرى تُسهم في تفشي الظاهرة منها في بعض"المؤسسات الصحية وعلى سبيل المثال بعض الملاكات تنتقد أو توصل رسائل للمريض وأهله أن علاجه السابق خاطئ من قبل الطبيب أو الملاك الفلاني، مشيراً إلى ان اغلب تلك الرسائل لدوافع شخصية"! 
وأضاف السعد: علينا أن نقسم أسباب الاعتداءات بعضها شأن داخلي في المؤسسة الصحية المعنية وآخر خارجي بسبب السلوك غير المنضبط لبعض المراجعين، منوِّهاً: ان أعداد الملاكات الطبية العاملة في المستشفيات والمراكز الصحية في عموم البلد قليلة قياسا بحجم المراجعين الذين يصل عددهم في بعض المستشفيات الى خمسة آلاف يضاف إليهم مرافقوهم، لافتاً: هناك خلل في النظام الصحي المعمول به في العراق وهذا ما نعمل عليه الآن بإكمال مشروع قانون الضمان الصحي الذي سيكفل للمواطن الكثير من حقوقه في العلاج المتميز.
ثـروة وطنية 
وزيرة الصحة الدكتورة عديلة حمود تقول لـ(المدى) إن الوزارة تواجهها العديد من التحديات ومنها ظاهرة الاعتداء على الملاكات الطبية التي أخذت بالزيادة، مبينة: نحن كوزارة طالبنا وناقشنا ألأمر في مجلس الوزراء الذي هو الآخر دعا الى أهمية حماية ألاطباء واتخاذ الاجراءات الكفيلة لذلك.
وكشفت الوزيرة: أن الوزارة ستعقد السبت القادم مؤتمرا خاصا بحماية الأطباء بحضور شخصيات حكومية وبرلمانية نافذة، مشيرة: الى أهمية دور وسائل الإعلام في موضوعة حماية الأطباء من العنف وبث رسائل التوعية والتثقيف لحماية الأطباء الذين يعدون ثروة وطنية وكنوزاً علمية علينا المحافظة عليها.
مشكلة يومية 
الدكتور محمد العبودي طبيب استشاري في مستشفى ابن رشد التعليمي للامراض النفسية يقول لـ(المدى) إن خطورة الاعتداء على العاملين في الحقل الطبي أثار اهتماماً واسعاً في السنوات الأخيرة. مبينا: ان الاعتداء اصبح مشكلة يومية تواجه العاملين الصحيين في عملهم، مشيراً: أن العنف والسلامة الشخصية اصبحتا من الاهتمامات الرئيسة للاطباء المقيمين العاملين في ردهات الطوارىء. 
وأضاف العبودي: إن خطورة التعرض للعنف لدى العاملين الصحيين لا زالت غير موثقة بشكل صحيح في مناطق عدة من العالم مما يجعل الاحصاءات الدقيقة غير متوفرة، موضحاً: ان معظم المقيمين قد تعرضوا للإساءة من قبل المرضى او أقاربهم بسبب صعوبة حالة المريض، لافتا: الى أن ضحايا تلك الاعتداءات والإساءات لا يزالون يعانون من تبعاتها!
القوات الأمنية تتفرج؟!
في حين يرى الدكتور الصيدلاني ياسر عشير بحديثه لـ(المدى) أن قانون المحاسبة ضعيف جداً اذا لم يدرك المعنيون أن معظم الأطباء يعيشون بحياة مكرسة لأداء واجبهم ألإنساني بعيداً عن الانشغال في الأمور العشائرية القائمة في الوقت الحاضر. مشيرا: الى عدم اهتمام وزارة الداخلية ومحاسبة المقصرين من الحمايات المسؤولة عن المسمتشفيات والتي تتعرض كوادرها الطبية الى ألاعتداء وهم (يتفرجون)! داعيا: الى ضرورة أن تتبنى منظمات المجتمع المدني ووسائل ألإعلام حملة التوعية الإعلامية للتنديد بهذه الظاهرة والحـد منها ومحاسبة المعتدين.
تشكيل غرفة عمليات 
الأمانة العامة لمجلس الوزراء شكلت غرفة عمليات تضم دائرة المتابعة والتنسيق الحكومي للجهات المعنية من وزارتي الصحة والداخلية لحماية المنشآت الصحية والكوادر الطبية، حيث اتخذت سلسلة من الإجراءات الجديدة والتي تسهم في توفير الحماية الكافية للمنشآت الحكومية لتأمين سلامة الأطباء من الاعتداءات التي تطالهم من تجاوزات وخطف وابتزاز مادي، وذلك من خلال التعاون المشترك بين الجهات ذات العلاقة والأجهزة التابعة لها، كما وجه مجلس الوزراء الأمانة العامة العمل بموجب قراره رقم (379) المتخذ بشأن الحد من الاعتداءات على المؤسسات الصحية. ونصت التوصيات أيضا على الطلب من الجهات ذات العلاقة كافة وشيوخ العشائر ومنظمات المجتمع المدني والوزارات والجهات الأخرى للعمل ضمن مساحاتها البشرية بالتثقيف والتوعية والتحذير بخصوص خطورة ما تقدم، والطلب من وسائل الإعلام المختلفة للمشاركة في مجال التوعية.
الاعتداءات تحصل من المرافقين 
الدكتور الذي تعرّض الى اعتداء مؤخراً في مستشفي الإمام علي التابع لدائرة صحة الرصافة رفض الكشف عن اسمة لأسباب تتعلق بـ(الكوامة) العشائرية يقول لـ(المدى): تعرضت لضرب من قبل شباب يرافقون احد المرضى من كبار السن ولحد الآن لا اعرف لماذا حصل ألاعتداء كون المريض كان في حالة حرجة وعليه طلبت حضور عدد من ألاطباء الزملاء الى ردهة الطوارىء فوراً. مبيناً: أتهموني بأني أرفض تقديم الخدمة الطبية لمريض، وانهالوا عليَّ بالضرب والشتـم.
وأوضح الدكتور المعتدى عليه: أن مسلسل الاعتداءات لم يتوقف اذ لم تكن هناك وقفة جادة من جميع شرائح المجمتع، مؤكداً: أن الأجهزة الأمنية المكلفة بحماية المستشفيات والكوادر الصحية لم تقم بواجبها الصحيح، وان بعضهم يخشى على نفسه من القتل او المحاسبة العشائرية!
إصدار المواثيق بحرمة الاعتداء 
نقابة الأطباء في بغداد أوضحت عبر البيان الصادر عنها: من المؤسف جداً أن الطبيب يعمل اليوم في جو من القلق والخوف الدائم من الإعتداءات والمطالبات العشائرية التي قد يتعرض لها في حال حصول مضاعفات لهذا المريض او ذاك، الأمر الذي أدى بالكثير من الزملاء الى العزوف عن إجراء التداخلات لبعض الحالات أو ترك المهنة أو مغادرة البلد وفي ذلك استنزاف لا يعوض لجزء مهم من ثروات العراق العقلية.
واضافت النقابة في بيانها: لا يخفى على أحد أن الطبيب يتعامل بحكم طبيعة مهنته مع الحالات المرضية التي يكون بعضها حرجاً ويؤدي بالمريض الى الوفاة أثناء المعالجة، وفي الغالبية العظمى من تلك الحالات تكون الوفاة ناشئة من مضاعفات الحالة المرضية، النقابة طالبت الشيوخ والوجهاء احتواء هذه الحالات السلبية وإصدار المواثيق التي تحرّم الاعتداء على الأطباء وتحميهم لأداء واجبهم المقدس وتمنع تكرار الحوادث التي تسيء الى سمعة مجتمعنا وتعود بالضرر على إستقراره ورفاهيته.
90 اعتداء وتوصيات عشائرية 
مدير إعلام دائرة صحة بغداد الرصافة قاسم عبد الهادي بيّن لـ(المدى) أن المؤسسات الصحية التابعة لدائرة صحة بغداد الرصافة شهدت منذ بداية العام وحتى الآن أكثر من (90) اعتداءً على الكوادر الطبية وتحديداً في أقسام الطوارىء قبل المرافقين للمرضي، مبينا: ان هذه الاعتداءات نتج عنها مغادرة أكثر من (28) طبيب اختصاص العمل خارج البلد، مطالبين بتوفير الحماية اللازمة لهم لغرض العودة ومزاولة أعمالهم. 
واشار عبد الهادي: الى أن الدائرة قامت بالعديد من الاجراءات ومنها إقامة أكثر من مؤتمر عشائري لوجهاء وشيوخ مدينة الصدر وخرجنا بالعديد من التوصيات الكفيلة للحد من هذه الظاهرة لكن جميع هذه التوصيات لم تجد لها مكاناً في أرض الواقع. لافتا: الى ان المؤسسات الصحية في مدينة الصدر تعمل في الوقت الحاضر بربع الحاجة الفعلية للكوادر الطبية خصوصاً من الأطباء الاختصاص.
50 اعتداءً في ديالى
دائرة صحة محافظة ديالى سجلت هي الاخرى أكثر من (50) اعتداءً على الكوادر الطبية في مدينة بعقوبة وقضاء المقدادية خلال العام الحالي، المتحدث باسم الدائرة فارس العزاوي بيّن بحديثه لـ(المدى) أن المؤسسات الصحية شهدت اكثر من (50) اعتداءً على الكوادر الطبية في بعقوبة وقضاء المقدادية خلال العام الحالي وقد ادت هذه الظاهرة الى الهجرة الجماعية للاطباء والكفاءات الصحية الأمر الذي تسبب بنقص كبير في الكوادر خاصة الاختصاصات المهمة.
76 اعتداءً في المثنى 
نقابة ذوي المهن الصحية في محافظة المثنى اعلنت عن تسجيل (76) حالة اعتداء على الكوادر الطبية العاملة في المحافظة منذ بداية العام الحالي، مبينة: ان المرصد الإحصائي في النقابة سجل هذه الحالات التي حدث أغلبها داخل المؤسسات الصحية. مشيرة: الى ان الكوادر الطبية تعرضت في الآونة الأخيرة الى حملة وصفت بالشرسة لتشويه سمعتها بسبب بعض الأخطاء الطبية إذ اتهمت بالبحث عن المال فقط وعدم الاهتمام بالمرضى.
اليرموك والكندي 
الأكثـر تعرضاً 
الدكتور المقيم مصطفي محمد طبيب يقول لـ(المدى): عملت كمقيم في عدد من المستشفيات ومنها الكندي ولي زملاء عملوا في مستشفي اليرموك. مبينا: ان صالات الطوارىء تشهد حالات الاعتداء المتكررة وبشكل ملحوظ من مرافقي المرضى او حتى المرافقين العسكريين في حال حصول عمل إرهابي يكون الجرحى من منتسبي القوات الأمنية. مستطرداً: نقدِّر معاناة الناس ومشاعرهم لكن أن يصل الأمر الى التدخل بعملنا، فهذا الأمر خطير جداً.
الاحتماء بالسلطة القضائية
الى ذلك بحث رئيس السلطة القضائية الاتحادية مدحت المحمود مع وفــدٍ من الأطباء يترأسهم مدير عام صحة الرصافة وعددٍ من مدراء المستشفيات مبادرة السلطة القضائية في تشكيل محاكم متخصصة في دعاوى الأطباء.
وقال القاضي عبدالستار بيرقدار المتحدث الرسمي باسم السلطة القضائية الاتحادية: ان الجانبين بحثنا مبادرة رئيس السلطة القضائية الاتحادية في تشكيل محاكم متخصصة في دعاوى الأطباء، موضحا: بان السلطة القضائية لم تجد مَن يدعمها في هذه المبادرة من الجهات التنفيذية والرأي العام.
واضاف البيرقدار: ان رئيس السلطة القضائية شدد على اهمية الدور الذي يقوم به الاطباء في المجمتع عاداً إياه أنه يوازي دور تحقيق العدالة، مشيرا: الى صدور العديد من القرارات والأحكام بحق المعتدين على الأطباء.
من جهته ذكر الناطق الإعلامي لوزارة الصحة احــمد الرديني: ان الوزارة طالبت في وقت سابق السلطة القضائية بتفعيل قانون حماية الاطباء نتيجة الاعتداءات الكثيرة في الآونة الأخيرة على الأطباء، وان الإجراءات والقرارات التي أصدرها القضاء بحق المعتدين ستقلل من حوادث الاعتداء على الأطباء، موضحا: ان القانون سيلزم المواطنين بعدم الاعتداء على الأطباء لتشريع قانون يُحاسب المعتدي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram