TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا بدّ مما ليس منه بدّ

لا بدّ مما ليس منه بدّ

نشر في: 14 نوفمبر, 2015: 09:01 م

ألم اقل لكم أمس إن "ظل العالم هكذا متفرجاً ولم يزحف صوب الدواعش بكل ما يمتلك من ثقل عسكري وبشري، فسيجدهم قد أتوه بأنفسهم"؟ وها انتم ترون ما حدث بباريس بعد ساعات من نشر ما كتبت. عاد القارئ الفطن "علي المقهور" ليسألني بالنص "هل هي مصادفة ابا امجد ان يكون مقالك اليوم كاشفا عن الجبن (بضم الجيم وتسكين الباء) الفرنسي المهين امام الدواعش؟ مصادفة او استنباء او استقراء للعالم بشمولية؟". جوابي انه لا هذا ولا ذاك، انما هو واقع مكشوف يصيح لأمه وابيه وكل من لا يراه فهو أما اعمى بصر او بصيرة.
العالم يحارب داعش وكأنها هدف ثابت في المكان والزمان بينما هو في الحقيقة يمشي تحت الأرض وفوقها وفي السماء وما تحتها من بحار وهواء ورمال وجبال. أي مكان فيه رائحة للحياة او الإنسانية يثير إغراءه. السكاكين والأحزمة الناسفة تترصد كل بسمة وفرحة ورقصة واغنية. ولا خلاص للبشرية غير البحث عن شرايين الإرهاب في التاريخ وقلعها.
لا خلاص الا اذا خرج العالم كله لاقتلاع الإرهاب كله. قد يرى البعض ما أقوله أقرب لروايات الخيال العلمي منه الى الواقع. لكن الحقيقة هي هكذا. اما ان يخرج محبو الحياة صوب بؤر الإرهاب لسحقها أينما وجدت، او ليدفعوا الثمن وهم في مكانهم صاغرين.
الحل تعرفه فرنسا واميركا كما نعرفه نحن وكل اهل السماء والأرض: هذه الأدمغة المغسولة التي صارت تتغذى على الدم لا ينفع معها أي صبر او تبرير او مجاملة حتى ولو بكلمة واحدة . احرار العالم شرقا وغربا، ان هم أرادوا ديمومتها لهم ولأجيالهم القادمة، فليخرجوا بزحف عالمي حتى وان كان مشيا على الاقدام تحميهم الطائرات وتتقدمهم المدافع والدبابات. وحينما يصلون أي شبر يشي بإمكانية ان ينبت به داعشي ينبشونه ليسحقوا بذرة التطرف التي فيه ويغرسون بدلها اغنية او رقصة او ابتسامة او وردة. حتى الرايات يجب ان تتغير كلها لتحل محلها راية واحدة بلون الحب وقد كتب عليها "هنا الحياة مقدسة".
ان كان لفرنسا عقل فهذا وقته. والعقل السليم ليس في الجسم السليم، كما يقال، بل في القرار الشجاع. والشجاع من يقلب المحنة منحة والا سيظل جبانا. أكرر ان العالم يعرف الحل. نعم انه قد يكون صعبا او قاسيا لكنه ليس أصعب من ان يفارق حياته بالتقسيط.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram