مَن هم منفذو تفجيرات باريس؟
تقول صحيفة "الغارديان" البريطانية إن التفجيرات في باريس تتضمن ثلاثة سيناريوهات الأول: أنها نفذت بتخطيط جماعة يديرها داعش حيث طلب التنظيم من أتباعه في مدينة سيناء المصرية تفجير الطائرة الروسية، وربما طلب من أتباعه الأوروبي

مَن هم منفذو تفجيرات باريس؟

تقول صحيفة "الغارديان" البريطانية إن التفجيرات في باريس تتضمن ثلاثة سيناريوهات الأول: أنها نفذت بتخطيط جماعة يديرها داعش حيث طلب التنظيم من أتباعه في مدينة سيناء المصرية تفجير الطائرة الروسية، وربما طلب من أتباعه الأوروبيين تنظيم التفجيرات، ويستنتج التقرير أنه بناء عليه فقد يكون بعث التنظيم فريقا إلى فرنسا، أو نظم عددا من المقاتلين الجدد في داخل فرنسا، أو أقام شبكة من المقاتلين الفرنسيين في صفوفه ومتطوعين جددا داخل البلاد. ويعتقد أن هناك أكثر من 520 مقاتلا فرنسيا يشاركون في الحرب داخل سوريا، و250 مقاتلا في العراق.
اما السيناريو الثاني: فقد يكون المنظم للمذبحة الجديدة أشخاصاً مرتبطين بمن قاموا بهجمات فرنسا قبل عشرة أشهر. وقد يكون المنظم تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة، وربما تعاون التنظيمان في العملية. ففي كانون الثاني/ يناير، أعلن أحد المنفذين ولاءه لتنظيم الدولة، أما الاثنان الآخران فقد تلقيا تدريبات في معسكرات في اليمن على يد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ويورد التقرير أن السيناريو الثالث هو تنفيذ جماعة محلية للعملية. مشيرا إلى أن غالبية مهمشة من الشباب المسلمين والمحرومين والغاضبين تعيش في فرنسا، وكانوا مصدرا لخروج العديد من المتطرفين. ولكن معظمهم ذهب للقتال في سوريا، ولم يكن هناك إرسال مقاتلين إلى فرنسا. وظهر بينهم أفراد قاموا بعمليات بطريقة فردية، أو ما يطلق عليه "الذئب المتوحد"، ومن هؤلاء محمد مراح عام 2012، ومهدي ميموش، الذي قتل أربعة في متحف يهودي في بروكسل. ولكن هجوم ليلة الجمعة لا يشير إلى أنه من تنظيم أفراد هواة.وتبين الصحيفة أن الأساليب التي استخدمها المنفذون في باريس، تذكر بما استخدم في هجمات مومباي في الهند عام 2008، فقد هاجموا فنادق ومعبدا يهوديا ومطعما وقطارات.وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن هناك إمكانية بأن يكون هجوم باريس قد حاول إرسال الرسالة ذاتها، فالأهداف لم تكن سفارات محروسة ومواقع سياحية ومحال بيع البضائع الراقية أو متاحف. وباستثناء إستاد فرنسا، فإن الأهداف الأخرى تظل عادية، وكلها تعيش فيها أقليات متعددة الثقافات. وقد تكون استهدفت لهذا أو لأنها معروفة للمهاجمين.

هجمات باريس تعكس تغييرات في تكتيكيات داعش

قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن الإرهاب عاد إلى مدينة النور بعد 10 أشهر على هجمات "تشارلى إبدو" التي خلفت 17 قتيلا في شهر يناير/كانون الثاني الماضى، معتبرة أن تورط داعش في هجمات باريس الأخيرة يعكس عواقب وخيمة للأمن في أوروبا وأبعد منها، ويظهر تغييرا في تكتيكيات التنظيم الإرهابي. ومضت تقول "إن فرنسا جزء من التحالف الأميركي ضد داعش في سوريا، وأطلق أول غارات جوية لها في سبتمبر/أيلول الماضي". وبرغم الهجمات، كتب المحلل السياسي والكاتب ماثيو فالنكورت، على صفحات الإندبندنت مقالا يؤكد فيه أن باريس لن تدع هذه الهجمات المروعة تكسر روحها، "فهذا العمل الوحشي، أو غيره لن يخيفوا الشعب الفرنسي ليغيّر سلوكه أو أسلوب حياته". واعتبر الكاتب أن هذه الهجمات بين الأسوأ التي تشهدها الأراضي الأوروبية في التاريخ الحديث، ناهيك عن التنظيم المحكم، والتنسيق والجدول الزمني، الأمر الذي كان مخيفا. وقال الكاتب إن هجمات شارلى إبدو شهر يناير/كانون الثاني الماضي، كانت قوية للغاية لأنها كانت هجومًا على رمز الثقافة الأوروبية، وهي حرية التعبير، ولكن هجمات الأمس أكثر قوة لأنها استهدفت عموم الشعب الفرنسي بشكل عشوائي. ومضى يقول إن الفرنسيين قتلوا لأنهم اختاروا أن يتناولوا طعامهم في مطعم كمبودي، وآخرين فقدوا حياتهم لأنهم ذهبوا للاستمتاع بحفلة موسيقية، ومع ذلك "الحياة ستستمر في العاصمة الفرنسية". وأكد أن باريس ستظل عاصمة النور، لأن الفرنسيين شعب عنيد وقوي، وسيستمر في حياته اليومية مثل فعل أبناء نيويورك بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول ، لأن هذه هي الطريقة التي سيفقد بها الإرهاب والتعصب معركته الدعائية. ودعا الكاتب السائحين والزائرين للذهاب إلى باريس لإرسال رسالة إلى الإرهابيين والمتعاطفين معهم، بأن هذه الفاجعة لن توقف حياتهم.