اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بغداد وباريس ومحنة الفيسبوك

بغداد وباريس ومحنة الفيسبوك

نشر في: 14 نوفمبر, 2015: 09:01 م

العام الماضي تذكرتْ جامعة مونبلية الفرنسية مرور أربعين عاماً على غياب محمد مهدي البصير الذي كان احد طلبتها ، نحن لم نتذكر ، او بالاحرى لانريد ان نتذكر ، لأننا غارقون في التنظير السياسي ، دعوا فرنسا تهتم بالبصير وبالحفاظ على آثار العراق ! كل مخلوق يهتم بما يراه مناسبا له ، ونحن مهتمون بسقيفة بني ساعدة ، وأي اهتمام بالثقافة والفكر مؤجل الى إشعار آخر .
أراد محمد مهدي البصير ان يضطهد الظلام ، فكتب عن الدعوة الى النور ، وفيما نسير نحن اليوم بحماسة خلف المالكي والنجيفي والمطلك ومن شابههم وهم بالآلاف ، ، اخترق الرجل الضرير الحياة السياسية والفكرية في العراق . وأصر مقارعة جميع انواع الظلم ، وكان معلمه في ذلك الفرنسي فولتير ، فقد آمن مثله ان الكلمة أمضى سلاحاً يطلق النار في كل اتجاهات الخراب ، لكننا تركنا كل ما كتب لنصغي الى خطب السياسيين التي اوصلتنا الى ما نحن فيه اليوم.
لا أعرف أين تقع فرنسا من نفس البصير . لكني اطلعت منذ مدة على اسرار رحلته الباريسية التي اراد ان يقلد فيها سير خط معلمه البصير الآخر طه حسين ، كانت فرنسا وظلت منذ زمن البصير تواجه الفاشية في الفكر ومقاهي الثقافة وتظاهرات سارتر وأشعار بول ايلور ورسوم بيكاسو وشاجال ، اكتشف البصير ان الحرية اثمن ما تقدمه باريس لأبنائها وزارها ، ولهذا احتضنت اناساً من كل الاطياف والاجناس .
بالامس اكتشفت من خلال ابطال الفيسبوك ، وهم فرحون ، بما جرى تحت شعار ذوقوا ما ذقناه ، بأن باريس هي التي صدّرت لنا "أبو بكر البغدادي "وافكاره " النيرة " وهي التي تخوض حوار إرضاع الكبير وعلى مقاهيها تدور معارك جهاد النكاح .
هل تريدون ان نقارن ، ارجوكم بلا مزاح ، في كل يوم نسير عكس اتجاه العالم ، لكننا في الصباح نشكو المؤامرة الامبريالية التي تقف بالضد من رفع الازبال عن شوارع بغداد ، ونشتم الرئيس الفرنسي ، لانه تسبب في ضياع الموصل ، كل ما نحن فيه مؤامرة يقودها الغرب " الكافر" الذي يريد ان يسرق الابتكارات العلمية الحديثة التي حققها محمود الحسن خلال السنوات الماضية
بعد دقائق من التفجيرات التي ضربت باريس تكتب عمدة العاصمة الفرنسية على صفحتها في الفيسبوك :" اننا مخلصون اننا متحدون بكل اطيافنا " رسالة لطمأنة المسلمين ، فيما كتب البعض من عراقيي الفيسبك :" لتذق باريس العذاب والالم مثلنا " ..
هل تصحّ المقارنة في بلاد تنسى محمد مهدي البصير وتتغزل ببطولات مشعان الجبوري ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. د عادل على

    النازيه والفاشيه والبعثيه تلغى الثقافه-هتلر احرق جبالا من الكتب والفاشيه الغت الفكر والبعثيه اختارت جاهلا سفاكا وقاتلا من عهد الصبا قائدا مطلق الصلاحيات كقائد للبعث وعراق البعث----هتلر كان جاهلا وقاد العالم نحو الدمار الكامل فى سبيل ان يقول امه المانيه وا

  2. كمال يلدو

    الوجه الآخر للهمجية وللثقافة التي تقاوم التحضر. شكرا لقلمك

  3. د عادل على

    النازيه والفاشيه والبعثيه تلغى الثقافه-هتلر احرق جبالا من الكتب والفاشيه الغت الفكر والبعثيه اختارت جاهلا سفاكا وقاتلا من عهد الصبا قائدا مطلق الصلاحيات كقائد للبعث وعراق البعث----هتلر كان جاهلا وقاد العالم نحو الدمار الكامل فى سبيل ان يقول امه المانيه وا

  4. كمال يلدو

    الوجه الآخر للهمجية وللثقافة التي تقاوم التحضر. شكرا لقلمك

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram