العام الماضي تذكرتْ جامعة مونبلية الفرنسية مرور أربعين عاماً على غياب محمد مهدي البصير الذي كان احد طلبتها ، نحن لم نتذكر ، او بالاحرى لانريد ان نتذكر ، لأننا غارقون في التنظير السياسي ، دعوا فرنسا تهتم بالبصير وبالحفاظ على آثار العراق ! كل مخلوق يهتم بما يراه مناسبا له ، ونحن مهتمون بسقيفة بني ساعدة ، وأي اهتمام بالثقافة والفكر مؤجل الى إشعار آخر .
أراد محمد مهدي البصير ان يضطهد الظلام ، فكتب عن الدعوة الى النور ، وفيما نسير نحن اليوم بحماسة خلف المالكي والنجيفي والمطلك ومن شابههم وهم بالآلاف ، ، اخترق الرجل الضرير الحياة السياسية والفكرية في العراق . وأصر مقارعة جميع انواع الظلم ، وكان معلمه في ذلك الفرنسي فولتير ، فقد آمن مثله ان الكلمة أمضى سلاحاً يطلق النار في كل اتجاهات الخراب ، لكننا تركنا كل ما كتب لنصغي الى خطب السياسيين التي اوصلتنا الى ما نحن فيه اليوم.
لا أعرف أين تقع فرنسا من نفس البصير . لكني اطلعت منذ مدة على اسرار رحلته الباريسية التي اراد ان يقلد فيها سير خط معلمه البصير الآخر طه حسين ، كانت فرنسا وظلت منذ زمن البصير تواجه الفاشية في الفكر ومقاهي الثقافة وتظاهرات سارتر وأشعار بول ايلور ورسوم بيكاسو وشاجال ، اكتشف البصير ان الحرية اثمن ما تقدمه باريس لأبنائها وزارها ، ولهذا احتضنت اناساً من كل الاطياف والاجناس .
بالامس اكتشفت من خلال ابطال الفيسبوك ، وهم فرحون ، بما جرى تحت شعار ذوقوا ما ذقناه ، بأن باريس هي التي صدّرت لنا "أبو بكر البغدادي "وافكاره " النيرة " وهي التي تخوض حوار إرضاع الكبير وعلى مقاهيها تدور معارك جهاد النكاح .
هل تريدون ان نقارن ، ارجوكم بلا مزاح ، في كل يوم نسير عكس اتجاه العالم ، لكننا في الصباح نشكو المؤامرة الامبريالية التي تقف بالضد من رفع الازبال عن شوارع بغداد ، ونشتم الرئيس الفرنسي ، لانه تسبب في ضياع الموصل ، كل ما نحن فيه مؤامرة يقودها الغرب " الكافر" الذي يريد ان يسرق الابتكارات العلمية الحديثة التي حققها محمود الحسن خلال السنوات الماضية
بعد دقائق من التفجيرات التي ضربت باريس تكتب عمدة العاصمة الفرنسية على صفحتها في الفيسبوك :" اننا مخلصون اننا متحدون بكل اطيافنا " رسالة لطمأنة المسلمين ، فيما كتب البعض من عراقيي الفيسبك :" لتذق باريس العذاب والالم مثلنا " ..
هل تصحّ المقارنة في بلاد تنسى محمد مهدي البصير وتتغزل ببطولات مشعان الجبوري ؟!
بغداد وباريس ومحنة الفيسبوك
[post-views]
نشر في: 14 نوفمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 4
د عادل على
النازيه والفاشيه والبعثيه تلغى الثقافه-هتلر احرق جبالا من الكتب والفاشيه الغت الفكر والبعثيه اختارت جاهلا سفاكا وقاتلا من عهد الصبا قائدا مطلق الصلاحيات كقائد للبعث وعراق البعث----هتلر كان جاهلا وقاد العالم نحو الدمار الكامل فى سبيل ان يقول امه المانيه وا
كمال يلدو
الوجه الآخر للهمجية وللثقافة التي تقاوم التحضر. شكرا لقلمك
د عادل على
النازيه والفاشيه والبعثيه تلغى الثقافه-هتلر احرق جبالا من الكتب والفاشيه الغت الفكر والبعثيه اختارت جاهلا سفاكا وقاتلا من عهد الصبا قائدا مطلق الصلاحيات كقائد للبعث وعراق البعث----هتلر كان جاهلا وقاد العالم نحو الدمار الكامل فى سبيل ان يقول امه المانيه وا
كمال يلدو
الوجه الآخر للهمجية وللثقافة التي تقاوم التحضر. شكرا لقلمك