TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العيش في الوطن غربة؟!

العيش في الوطن غربة؟!

نشر في: 15 نوفمبر, 2015: 09:01 م

ليتني ما غامرت بالإتصال بصديقة قديمة، لم تغادر البصرة إلا عبر زيارات قصيرة متباعدة لدول اوروبية، حين كانت السيدة في عنفوان: الشباب والصحة والتدرج الوظيفي والراتب المضمون.
جاء صوتها ضعيفا، راعفا بالخيبة والخذلان… بادرتني قبل رد التحية المعتادة:
— خبريني،، هل تشعرين بمحنة الغربة تكوي ضلوعك، ويسحقك الإحساس بالإغتراب؟؟
حيرني سؤالها المباغت، ولم تسعفني لغتي بالعثور على جواب ناجز، حسبتها ملطوعة على حدود بلد ما،، حسبتها غادرت العراق مع من غادروا هربا من لظى الحاجةوواللاأمان،،، نحو المجهول.
سألتها مشفقة: —آين انت الآن؟ على حدود المانيا؟ فرنسا؟ السويد؟ بريطانيا؟
قاطعتني وصوتها محشور باللوم …
— لم اغادر العراق. ولن اغادره.. رغم إني سقيت من كأس الغربة في بلدي حتى غصصت، وإرتضيت إرتداء بردته المرقعة وآنا قابعة في عقر وطني او في قعره…. هل ثمة فارق؟؟
قلت مواسية: — كفى الله الشر!!!
ردت بحنق وغضب: - اي من الشرور كفى؟ هل أصابك مثلهم، داء البطر؟ أعيش الكفاف بعد يسر العيش، هل جربت عيش الكفاف؟؟ مدقعة الفقر أنا، والفقر في الوطن غربة بعد بيع ماكان لدي من متاع ومصوغات، مريضة بالربو.. وقد ثقلت علي كشفية الطبيب وغلاء الدواء، محتاجة لأمان ووفاء، والحاجة — تدرين — مذلة،، لا أقوى علئ عمل بعد ان بلغت السبعين، والشيبة عيبة في بلدي.
راتب تقاعدي جزل؟؟ ههههههه. اتمزحين؟
راتب رعاية إجتماعية لكبار السن؟؟ السؤال سباب قاذع، والجواب شتيمة ….
………
— صديقتي الأثيرة،، هل أبعث لك بما يتيسر لدي؟؟
— لا تنكأي في روحي جروحا فاغرة،، انا لا أستجدي مالا ولا أتسول عطفا.. لكني اسألك ان ترفعي صوتي والكثير من المتعففين أمثالي، عبر منبر المدى، وتطالبي بحقوق مضيعة. لمن أهدروا سنوات عمرهم. عطاءً وبذلاً، وما لقوا من أوطانهم إلا العقوق والتجاهل والنكران.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram