TOP

جريدة المدى > مواقف > العراقيون يقاضون الرتل الامريكي الذي تسبّب بحادث مميت

العراقيون يقاضون الرتل الامريكي الذي تسبّب بحادث مميت

نشر في: 12 يناير, 2010: 05:09 م

ترجمة : اسلام عامربحالةٍ من الإعياء همست بدرية حسين الملطخة بقطرات الدم بصلواتها على ارواح أقاربها الذين غطت جثثهم البطانيات و ذلك في طريق عام يقع جنوبي بغداد حيثما سار رتل امريكي في الجانب المعاكس للسير فاصطدمت بعربة نقل للمسافرين.و من ثم نظرت الى الجنود الامريكان الجرحى و هي تقف بقربهم و طرحت عليهم السؤال:»لماذا؟ ...لماذا؟»
و بعد مضي عدة دقائق من الاصطدام كانت الناقلة المدرعة ذات الـ18 طنا و التي صدمت مركبة نقل المسافرين تحترق في مكانها و تشتعل ممزقة ً جزئيا، فكانت المدرعة عبارة عن كومة مشوهة من الحطام المغطى بالدماء و الذي ينتشر لمسافات بعيدة في كل الاتجاهات.و قالت القوات العراقية و الشهود الذين كانوا حاضرين في المشهد ان الامريكان قد سلكوا الطريق الخاطئ و المعاكس حيث اودى هذا الاصطدام بحياة خمسة أشخاص من عائلة حسين و اصابت اكثر  من7 اشخاص و 3 جنود امريكان اخرين.و قال شرطي المرور العراقي احمد محمد عبد الوهاب و الذي راقب المنطقة حال وقوع الحادث قال انه قد شهد عشرة اصطدامات عسكرية مميتة خلال السنوات الثلاث الماضية. و التي نتجت عن سير القوات العسكرية الامريكية في الاتجاه المعاكس لسير المركبات في الشارع.و قال الرائد كريس ريس في الجيش الامريكي و هو الناطق باسم لواء قوات المشاة الواحدة و السبعين و هي جزء من حرس الجيش الوطني الامريكي في اورغيون ان القصة الحقيقية قصة فظيع و لكنها ذات معالم اكثر دقة.كان موكب المشاة المشتركة يسير عكس سير المرور لكن في جولة قصيرة و التي تعد جزءاً من تمرين ثابت و الذي يشتمل على التجول حول نقاط التفتيش العراقية في مكان معين.و اضاف ان عربة النقل كانت تسير في الاتجاه المعاكس و ذلك في محاولة منها لعبور الاتجاه الآخر.»قد يتدمر كل شيء نبنيه بحادث لم نرغب في ان يحصل» مضيفا ان الجنود الذين كانوا متورطين بالحادث مندهشون بموت المواطنين.و بعد مضي ساعة و الى الامام من نفس الطريق العام انفجرت قنبلة على الطريق العام في حادث غير ذي  صلة بالحادث الاول و التي ضربت نفس الموكب و لكن هذا الانفجار لم يتخلف عنه اي اصابات او اضرار جسيمة، و اضافت ريس :»لقد امضوا يوما مرعبا». و جاءت بعد الحادث طائرة هليكوبتر طبية و هبطت لتأخذ الجرحى الامريكيين الثلاثة و الاصابات الخطرة العراقية و اندفع الامريكيون لسد حاجة العراقيين من اكياس الجثث.و ذهب عبد الوهاب و هو ضابط مرور عراقي ماشيا الى ضابط الجيش الامريكي جون بيكر و الذي كان جزءاً من الحادث و طلب الرجال من مراسل الصحيفة أن يقوم بالترجمة. وطلب عبد الوهاب من المترجم :»اسألهم! اسألهم! لماذا قادوا مسارهم في الاتجاه المعاكس من الطريق؟»و قال بيكر للمترجم و علامات الحزن ترتسم على وجهه :»أخبره نيابة عني اننا أسفون» فأجاب عبد الوهاب:»ماذا؟ اسفون؟ انهم يستمرون بفعل هذا،بمَ يجدي الاسف نفعا «قال بكر :»انها مأساة مرعبة»ثم نظر عبد الوهاب الى الجثث و تجنب النظر مباشرة الى عيني بيكر.و قال بيكر:»اني عاجز عن الحديث لا توجد كلمات»و تحرك الضابط العراقي بعيدا و قال :»انهم اناس عاديون انهم عائلة» قال عبد الوهاب هذه الكلمات و هو يوطئ رأسه إشارة الى حزنه.ان حادثا مثل الذي حدث يوم الاربعاء الماضي  يمكن له ان يدمر الجهود البذولة لبناء علاقات افضل بين العراقيين و الامريكيين.و قد نقلت محطات التلفاز العراقية و القنوات العالمية نبأ  قيادة الامريكان قافلتهم العسكرية بخلاف سير المرور و الذي تسبب بحصول اصطدام مميت، و بهذا السبب الذي تعذر تفسيره ارتفعت حصيلة الموتى الى 19 شخصاً.و ان هذا الامر يشكل دائرة حق ٍ للعراقيين و الذين على ما يبدو لهم الكثير من القصص و الحوادث بخصوص قوافل الجيش الامريكي المرعبة و التي حفرت أخاديد في شوارع العراق و لمدة سبع سنوات. و تقول القوات الامريكية انها قد قامت بتغيير كبير في اجراءاتها منذ الربيع الماضي و ذلك في الانتقال من «ملكيتهم لأرض المعركة» الى «مشاركة ارض المعركة» مع العراقيين. و لكن العراقيين يقولون ان تجربة قيادة الشاحنات بالقرب من قوافل القوات الامريكية لم تزل تجربة مرعبة.»يسير الامريكان في الجانب المعاكس دائما و يتصرفون و كأنهم الوحيدون في الشارع، من دون ابداء اي احترام للمركبات الاخرى» هذا ما قاله حميد محمد و هو سائق شاحنة لنقل مواد البناء يقود في الطريق العام ذهابا و ايابا.»من يستطيع ايقافهم عند نقاط التفتيش؟ و من يستطيع تفسير ما يفعلونه؟ انهم لا يحترمون لا الشرطة العراقية و لا الجيش العراقي أنهم يطلقون النيران و لا تهمهم العواقب, ماذا لو فارق عراقي آخر الحياة في الشارع، انه امر لا يهمهم». صحيفة ماكلاتشي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram