TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بطّاطو الأكباد

بطّاطو الأكباد

نشر في: 15 نوفمبر, 2015: 09:01 م

ما من تفجير إرهابي حدث او يحدث خارج ساحة الدول العربية او الإسلامية الا وتذكرت ذلك الاستفتاء الذي أجرته قناة "العربية" عقب احداث 11 سبتمبر الدامية. استفتت القناة مشاهديها العرب حول تحديد الذي نفذ الهجوم فجاءت النتيجة ان 86% قالوا ان أمريكا هي التي فعلت ذلك. لم تمر سوى ساعات حتى خرج بن لادن بنفسه ليعلن مسؤوليته عن الحدث. ليش اكو احد استحى او خجل من نفسه؟ هذه النسبة الكبيرة من العقول المتحجرة لها مصادر تغذيها. من بينها صنف من الذين يسمون انفسهم محللين ستراتيجيين. لم يبّط كبدي المدمي حزنا على ما يحدث ضد الإنسانية من جرائم أحد مثلهم.
صنف يمثلّه خير تمثيل محلل "عرمرمي" عراقي الأصل يدير معهدا للدراسات الستراتيجية بالإمارات. ما من مرة ظهر الا واشعره يغني لي بصوت نشاز ملؤه الغباء: الا أحرك قلبك. برز كما الثعلب بعد تفجيرات باريس الأخيرة ليتغزل بالعقل الداعشي ويتفنن في الاطراء على دقته وعظمة تخطيطه. استند على تزامن التفجيرات في وقت واحد مما يعني، حسب فهمه، ان داعش يمتلك عقلا جبارا لا يوازيه حتى عقل نيوتن رحمه الله. لا يا فلتة زمانك. لا جبّار ولا بطيخ. انها غشامية الغرب واحترامه لحقوق الانسان. الشعب هناك من اهل الله. يصدق الشاكي والباكي دون ان يدقق في هويته. فهؤلاء الذين يسميهم صاحبنا "مخططين محترفين" استغلوا نعمة الحرية في الغرب التي تضع الانسان وخصوصيته في مقدمة اهتمامها. هؤلاء القتلة وناكري الجميل ستجد اغلبهم سجل نفسه معوقا او حتى مخبولا ليحظى برعاية إنسانية ومادية ما كان يحلم بها. انه الاستغلال الفاحش للقوانين والأعراف الإنسانية هو الذي سهّل على هؤلاء الذين ينعمون بخيرات البلاد التي آوتهم ان يردوا الجميل بالقتل والتفجير والذبح.
نوع آخر يأتيك ووجهه ضحاك وثغره باسم ليحتج على الإسراع في تحميل داعش مسؤولية الجريمة. وكأن داعش حمامة سلام لا يجوز ظلمها. الدواعش، والشهادة لله، هم من لصموا هؤلاء على حلوقهم اذ اعلنوا بعد اقل من ساعة مسؤوليتهم الكاملة عن المذبحة. هذا الصنف يريد القول ان فرنسا هي التي عملت التفجيرات لتنتقم من الإسلام والمسلمين. وكيف لا يفكرون كذلك وهم من نتاج شعب عربي افتى 86% منه ان الامريكان هم من دمروا انفسهم ليشوهوا سمعة العرب والإسلام.
ويا امة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. محمد

    حقيقي احترم واقدر افكارك واسلوبك الشيق... بس احيلك الى فلم انتاج امريكي وعرضته قنواة رسمية كندية عدة مرات اسمه ( towr 47) يتحدث علميا عن تهدم ذاتي لبناية (يوم 11 سبتمبر)من 47 طابق قريبة جدا من مركز التجارة العالمي الذي فجر صباح نفس اليوم...انه اي الفلم ا

  2. مصطفى

    اخي العزيز نثمن ونشد على يدك بهذا الخصوص ويجب التثقيف على ذلك لكن السؤال يطرح نفسه الم يجتمع المجتمع العالمي وبشكل سريع على ازالة النظام البعثي بالعراق وكان نظام البعث له كيانه الامني والعسكري والمخابراتي وجيوش لاتعد ولا تحصى وفدائي صدام وقد ازالوه .

  3. محمد

    حقيقي احترم واقدر افكارك واسلوبك الشيق... بس احيلك الى فلم انتاج امريكي وعرضته قنواة رسمية كندية عدة مرات اسمه ( towr 47) يتحدث علميا عن تهدم ذاتي لبناية (يوم 11 سبتمبر)من 47 طابق قريبة جدا من مركز التجارة العالمي الذي فجر صباح نفس اليوم...انه اي الفلم ا

  4. مصطفى

    اخي العزيز نثمن ونشد على يدك بهذا الخصوص ويجب التثقيف على ذلك لكن السؤال يطرح نفسه الم يجتمع المجتمع العالمي وبشكل سريع على ازالة النظام البعثي بالعراق وكان نظام البعث له كيانه الامني والعسكري والمخابراتي وجيوش لاتعد ولا تحصى وفدائي صدام وقد ازالوه .

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram