TOP

جريدة المدى > مواقف > رفض منح عراقي اللجوء رغم عمله مع الولايات المتحدة

رفض منح عراقي اللجوء رغم عمله مع الولايات المتحدة

نشر في: 12 يناير, 2010: 05:10 م

ترجمة : علاء خالد غزالةشيكاغو – تمضي ندى الخضار ايامها في (مركز موارد المرأة المسلمة)، الذي يقوم بمساعدة اللاجئين والمهاجرين على التعامل مع الحكومة والبيروقراطية التجارية، ما يجعل حياتهم في الولايات المتحدة تبدو من السهولة بحيث لا تتعدى حساب الضرائب البديلة الدنيا.
تقول السيدة الخضار، بينما تعمل على ارشاد رجل من أوروبا الشرقية في الاجابة على استبيان طويل من مصرف محلي: «نحن نساعد الجميع، مسلمين او مسيحيين، من هذه المنطقة او من أي مكان في المدينة.» عدّلت حجابها وابتسمت، بينما كانت تعمل في مكتب يشرف على شارعي ديفون وويسترن، بالقرب من حي هندي-باكستاني في شمال وغرب وسط المدينة.وعلى الرغم من براعة السيدة الخضار في استكناه العوائق التي يواجهها المهاجرون، الا انها تبدو غير قادرة على مساعدة الشخص الاقرب اليها والى اطفالها الثلاثة، الا وهو زوجها، احمد الريس، الذي يسعى للحصول على البطاقة الخضراء (بطاقة الاقامة الدائمة في الولايات المتحدة الاميركية).وكان الريس قد قدِم الى الولايات المتحدة في ربيع عام 2008 بعد ان تعرضت حياته للتهديد بسبب عمله كمترجم مع الجيش الاميركي في العراق. وحينما فشل في الحصول على عمل بسبب الازمة الاقتصادية وبسبب عدم حصوله على البطاقة الخضراء، عاد الى البلاد التي فرّ منها في شهر شباط للعمل مع الجيش الاميركي من خلال متعاقد خصوصي.لا يوافق المسؤولون الفيدراليون في مكتب الجنسية والهجرة الاميركي، وهو من تشكيلات وزارة الامن الوطني، على احتساب المدة التي قضاها الريس في العمل مع الجيش الاميركي خارج الولايات المتحدة على انها مدة اقامة لاغراض الحصول على البطاقة الخضراء. وقد رُفض طلبه في شهر تشرين الثاني الماضي.يجد الريس، 51 عاما، صعوبة بالغة في فهم طبيعة النظام الذي كان سيمنحه البطاقة الخضراء لو انه بقي في الولايات المتحدة لمدة عام كامل بدون الحصول على عمل، بدلا من العمل مع القوات الاميركية في العراق.يقول الريس متحدثا عبر الهاتف من شمالي العراق: «انه لامر مربك، مربك للغاية. لقد تلقينا هجمات الهاون، لا اعلم، ربما مرة او مرتين في الشهر، وحينما نخرج (خارج القاعدة) لا نعلم فيما اذا كانت ستتم مهاجمتنا، بالاضافة الى تضحياتنا في الابتعاد عن عوائلنا.»على الرغم من اللغط والجدال السياسي حول سهولة دخول بعض المهاجرين الى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، فان التجربة التي عاشها الريس تظهر جدية التحديات التي يواجهها الكثير من اللاجئين والمهاجرين، حتى بالنسبة لاولئك الذين لديهم عوائل في الولايات المتحدة ويحظون بموثوقية مشهود لها.تقول السيدة الخضار، 50 عاما: «لقد خدم هذه البلاد، مضحيا بحياته في مثل تلك المناطق الخطرة.» وهي تحتفظ بملف بنفسجي، مليء بالاوراق الحكومية المتعلقة بقضية زوجها، في شقتها بالمنطقة الشمالية في مدينة شيكاغو. يحتوي هذا الملف على مستندات مثل وثيقة الزواج، ورسائل توصية من رؤساء الريس في العراق.يقول الميجر جيمس فيليبس في توصيته: «لقد كان مساندا جدا لوجودنا (في العراق)، وساعد جنودنا، وكان صديقا وفيا لنا.» كما وصف الميجر الريس بانه: «شخص موثوق به ويمكن الاعتماد عليه.» وكان الميجر فيليبس قد عمل مع الريس في عام 2003.وبالمثل، قال الميجر فيليبس، في رسالة الكترونية بعث بها هذا الاسبوع من العراق، ان الريس كان مترجما ممتازا يكنّ له اشد الاحترام. واضاف: «لقد احببته كما احبه جميع الجنود لاننا عندما التقيناه لاول مرة كان لديه سيارة نوع موستانغ كان يأتي بها الى العمل بين الفينة والاخرى. من الامور اللطيفة ان ترى سيارة اميركية كلاسيكية عندما يتم ارسالك خارج اميركا.»يقول فريد تساو، المدير السياسي في (ائتلاف الينويز من اجل حقوق المهاجرين واللاجئين)، ان تجربة الريس المريرة في محاولة الحصول على البطاقة الخضراء كانت «مجنونة.» ويضيف: «من غير المنصف ان يرفض طلبه في الحصول على البطاقة الخضراء بعد عودته ومواجهته المخاطر خدمة لهذه البلاد (اميركا). ليس هذا الا تثبيط مقرف لعمل مساهمات في البلد الذي احتضنك. هناك خطأ فادح في هذا الامر.»تركت السيدة الخضار وزوجها منزلهما ببغداد في عام 2006 بعد ان اضحى هدفا للعراقيين، الذين اغضبهم الغزو، بسبب عمله مع جيش الولايات المتحدة بين عامي 2003 و2004. يقول الريس: «لقد قـُتل الكثير من الناس بسبب عملهم مع القوات الاميركية.» رفض بائع خضراوات ان يبيع الطعام الى ابنه محمد. تقول السيدة الخضار: «قال له: (سوف لن نبيعك أي شيء بسبب أبيك! ومن ثم جاء الى البيت باكيا. لقد بدأوا في اختطاف الاشخاص، فانتقلنا حفاظا على سلامتنا.»غادرت العائلة الى مصر وبقيت هناك لمدة عامين، حيث سكنوا في مجمع سكني يطلق عليه بفرلي هيلز خارج القاهرة. ومن ثم جاءوا الى الولايات المتحدة كلاجئين في شهر آيار من عام 2008، في الوقت الذي كان الركود الاقتصادي يضرب سوق العمل في اميركا.وحتى مع امتلاك الريس أوراقا رسمية تؤيد وضعه كل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram