تسعى الثقافة العراقية الى تطوير الجوانب الإبداعية كافة , وبالرُغم من شدة المعوقات التي شهِدها الواقع الثقافي إلا انها مازالت تروم الانتقال نحو الأفضل , ورغبةً بمواكبة الواقع الثقافي أطلقت وزارة الثقافة هذا العام مُسابقة جائزة الإبداع الثقافية بحُلتها
تسعى الثقافة العراقية الى تطوير الجوانب الإبداعية كافة , وبالرُغم من شدة المعوقات التي شهِدها الواقع الثقافي إلا انها مازالت تروم الانتقال نحو الأفضل , ورغبةً بمواكبة الواقع الثقافي أطلقت وزارة الثقافة هذا العام مُسابقة جائزة الإبداع الثقافية بحُلتها الجديدة وبشكلٍ مُغايرٍ تماماً عن سابقاتها , فبعد أن كانت جائزة الإبداع تُعنى في مجالٍ ثقافيًّ واحد يتمُ تكرارهُ كل عام , شملت جائزة الابداع الثقافي لهذا العام خمسة جوانب ثقافية كما انها تطمح إلى شمول جوانب أُخرى في السنوات المُقبلة .
وفي هذا الشأن قال الناطق باسم اللجنة العُليا لجائزة الإبداع الثقافي د. عقيل مهدي ان "الميزة الحقيقية للجائزة هذا العام هي المقدرة على إيجاد حلول ووضع معايير للتجارب الفرعية السابقة , فتحول موضوع الجائزة الآن إلى قيمة مركزية واستقطبت تقاليد إبداعية ثقافية وتعمقت المسارات في مركزية هذه الجائزة التي تكون رمزيتها على مستوى العراق كله ، ولا يقصد بالابداع الشعر وإنما الفنون والمعارف والابداع والاجتماع وما إلى هذا."
وأضاف مهدي :"لقد جُمع أعضاء اللجنة الرئيسية المُختارة من خارج الوزارة وهم عدد من المبدعين والمثقفين الذين لهم باع طويل في مجالات عملهم وتخصصهم , والذين عُرفوا بنزاهتهم فكانوا بذلك متجنبين للمحسوبيات والميول الى جهة دون أخرى , ليكون الفيصل الوحيد هو القيمة الفنية المقدمة ." وأكد قائلاً : "يجب على الجميع معرفة ان أعضاء اللجنة الفرعية لا تحق لهم المشاركة في جائزة الإبداع ولا تقديم أي عمل من نتاجاتهم ."
وأشار مهدي :"إن المُنافسة هذا العام شملت جوانب الاخراج المسرحي , النقد الادبي التطبيقي , والسرد , والاجتماع , والرسم , وسيكون آخر موعد لتقديم الأعمال في السادس عشر من شهر تشرين الثاني (أمس), بعدها ستتم إقامة حفل تكريمي للفائزين في السادس والعشرين من شهر كانون الأول , علماً إن ما تجب الإشارة إليه اننا لن نقوم بالإعلان عن أعضاء اللجان الفرعية لحين يوم الختام وذلك لكي لا نُسبب أية حالة من القلق لدى المشاركين الذين من الممكن أن يُربكهم أحد أسماء اللجان الفرعية المُشاركة , وستكون اللجان الفرعية خمس لجان وفي كل لجنة ثلاثة أعضاء. "
وبيّن مهدي قائلاً "إن اللجنة الرئيسية تختلف عن اللجنة الفرعية , وقد تم اختيار اللجان الفرعية التي ستقوم بتقييم الأعمال وفق الميزة الإبداعية والثقافية , ووفق مدى تخصصها و خبرتها , ومقدرتها على تقييم العمل , إضافة الى نزاهتها وتجنبها للمحسوبيات والميول الى بعض الجهات , وأن يكون الفيصل الوحيد لديها هو القيمة الفنية للعمل المُقدم ."
ولفت مهدي قائلاً " قد يعتقد البعض بأن هُنالك استعجالا في اتخاذنا خطوة تطوير جائزة الابداع الثقافي إلا ان ما يجب التنويه إليه ان اللجنة العليا هي لجنة اختيرت من قِبل الوزير ومن خارج الوزارة وهي غير مسؤولة عن قرار إقامة المسابقة هذا العام , كما ان من الخطأ أن نعتقد إن هنالك استعجالا في اتخاذ هذا القرار وذلك لأن الوزارة تملك ما قيمته 25 مليون دينارتحاول الوزارة الاستفادة منه وعدم ضياعه في جوانب غير مؤهلة , ولذلك قرر الوزير أن تُصرف هذه الأموال في جانب صحيح ومناسب فقرر أن لا ينتهي هذا العام دون ختامه بإقامة الحفل التكريمي لجائزة الإبداع للمثقفين والفنانين المشاركين , وستُقسم هذه الجائزة الى خمسة مجالات حيث سيكون هنالك فائز واحد في كل مجال من المجالات المشاركة والتي تم ذكرها آنفاً ."
كما بيّن المهدي "ورد الكثير من التساؤلات حول شروط التقديم ويُمكن لنا تحديد ان شروط التقديم كانت وفق ضوابط منها أن يقدم العمل من خلال مؤسسة معينة من المؤسسات الأدبية او الفنية او الثقافية المعروفة في العراق , كما يجب تقديم السيرة الذاتية لصاحب وانتاجة ويجب أن تكون الاعمال المقدمة حديثة أي من ضمن الأعمال المُنجزة خلال السنوات الثلاث الاخيرة وليس من الضروري ان يكون اخر عمل وانما من اعمالة الحديثة والتي من الممكن أن تنافس عالميا ودوليا ."
وبيّن المهدي متحدثاً حول سوء الفهم الذي حدث فيما يخص شمول بعض الجوانب الثقافية دون الأخرى قائلا "تم شمول خمسة جوانب ثقافية هذا العام فقط وذلك لان قيمة الجائزة 25 مليون دينار فقط لو وزعناها الى جانب المسرح مثلا الذي يشمل أكثر من عشرة اقسام وكذلك الادب الذي يشمل اكثر من جانب فلم يكُن بامكاننا توفير قيمة جيدة للجائزة المقدمة لذلك اخترنا هذا العام مجموعة من الجوانب الثقافية لتتنافس فيما بينها فيكون لكل مجال فائز بقيمة خمسة ملايين كجائزة للحفاظ على القيمة المعنوية والمادية للجائزة , وقررنا أن نضُم السنة القادمة مجالات لم يتم شمولها هذا العام وسنستمر بالعمل على اساس هذا المنهاج وهو أن نضم كل عام مجالات لم يتم شمولها بالاعوام السابقة وذلك من أجل الوصول الى حالة من المساواة وعدم بخس حق احد كما لنصعد السلم بشكل خطوات وليس مرة واحدة وفق الامكانات المتاحة ."
وفي حديث حصري للمدى تحدث مهدي عن جائزة العام القادم :" إن جائزة العام القادم ستشمل ثمانية مجالات وهي " الشعر , تأليف موسيقي ,اخراج سينمائي , الدراسات الاثارية والتراثية , تمثيل , الترجمة , نحت , تصوير فوتوغرافي " ، وسيكون التقديم الى الجائزة إبتداء من شهر أذار عام 2016 , كما سنحاول تطوير الجائزة لتكون ذات قيمة مادية ومعنوية أغنى. "
كما بيّن المهدي مُتحدثاً عن تطوير جائزة الإبداع عن الأعوام السابقة :"إن إختلاف جائزة الابداع هذا العام عن ما سبقه هو انها هذا العام شملت جوانب عديدة , وستشمل جوانب أخرى في كل عام مختلفة عن سابقتها وذلك من أجل الوصول الى حالة من التوازن بين جميع الجوانب الابداعية والثقافية وذلك دعماً للمثقفين ، أما بالنسبة للاعوام السابقة فقد استمرت الجائزة سابقاً بشمول جانب ثقافي واحد فقط وهذا ما أضعفها ."
وتحدث المهدي حول الشكوك التي حدثت من قِبل المثقفين هذا العام قائلاً " في بادئ الأمر حدث سوء فهم من قِبل المثقفين ظناً منهم ان الجائزة لن تشمل سوى هذه المجالات الخمسة التي تم ضمها ضمن الجائزة هذا العام ولكن حين تم توضيح الصورة بأننا كل عام سنشمل مجموعة جوانب ثقافية مختلفة وصلنا إلى حالة من التراضي والتقدير لهذا الأمر وقد وضحت الصورة كما ينبغي. "
وأكد المهدي :"المعوقات هي ان كل عمل يبدأ بفكرة جديدة سيواجه اقاويل ومشاكل معينة ولكن نتيجة تماسكنا وسعينا المستمر صار الامر اكثر مركزية وجدية وسنلتقي مع اللجان الفرعية وستقرر كل لجنه ماذا ستسلم وسيكون بين المنافسة والمفاضله كل من قدم نتاجا ممتازا وسيرشح عمله كونه " مُلفتاً " . نرجو من جميع وسائل الإعلام تسليط الضوء على هذا المنجز باعتباره مُغايرا ومهما ومختلفا عن سابقاته ."
وتشمل لجنة التحكيم الرئيسية أهم الأسماء الفنية والثقافية المعروفة في المشهد الثقافي العراقي أمثال شجاع العاني , بلاسم محمد , عقيل مهدي , صالح الصحن, ناهضة محمد, نصير فليح , ومقرراللجنة حامد الراوي ، إضافة الى رئيس اللجنة فرياد رواندزي , وستكون قيمة الجائزة 25 مليون دينارمُقسمة على خمسة فائزين كل فائز يمثل جانبا ثقافيا معينا , إضافة الى تمثال من البرونز سيُقدم لكل فائز .