رويدكم .. رويدكم ، لا تطلقوا رصاصة التشاؤم الأخيرة، فالمنتخب يقترب من مصيره، وستصبح تايبيه حكاية تاريخية يلوك بها الأحفاد بدءاً من اليوم حتى يطوي الزمن كتابه، أسودنا تتحفز للمغامرة وتتطلع لقبضات أيدي الصينيين الثائرة، وهي تتوعدنا يإلقاء أملنا من فوق جسر "وهوت" مالم نتيقظ ونحترس، فما لنا غير التحذير، فقد اعتدنا أن نتعذب بحب العراق ونتلذذ بسياط الخوف على اسمه ، وتخنقنا عبرات البكاء إذا ما هزّت كرة ماكرة شباكه، هيا استعدوا وكيّفوا أحوالكم ترقباً لفرحٍ تصنعه أقدام النخبة أو إقصاء بصدمة النكبة طالما الأسود تتسلح بالقلق!
إنه وقت الجد، ليس لدينا فرصة اضافية، فما فقدناه من نقاط ثمينة ربما ندفع ثمنها من رصيد الندم، لهذا نوصي المدرب واللاعبين أن يرموا ارهاصات المرحلة السابقة خلف ظهورهم ويعلنوا الجاهزية اليوم بردّ الاعتبار المشرّف لكل من خاب ظنه بالأسود، ونُصدِقكُم القول " إن معدن الرجال في الأفعال وسنبرَأ من تشريفكم لفانيلة الوطن ما لم ينصهر معدنكم مع لهيب الموقعة لتصنعوا فوزاً تحاربون به اللدودين الآخرين"!
لا خيار لعلوان سوى الثبات على قائمة خبرنا رجالها في أكثر من منافسة، انهم يستحقون أن يناط بهم الواجب حتى وإن اصابونا احياناً بالاحباط في لقاءات التجريب ومواجهة الأنداد في التصفيات، دعهم يتماسكون في هكذا مناسبة ولا تفرّط بعقدهم، فمثلما تنشد استحصال النتيجة لصالحنا كي نطمئن، هناك مدرب يترصد تحركاتك وايماءاتك وحلولك ليستخرج ورقة الرد السريع ويباغتك باسلوب غير متوقع، وما حصل امام فيتنام بتبديلك المُبهم لجستن ميرام ولّد حيرة شديدة لمراقبيك عن ماهية حكمتك في اللحظة تلك!
ما سجله منتخبنا من نتائج في مرحلة الذهاب استوقفنا جميعاً، فالانسجام مفقود والأشواط الستة كل يحكي قصته ولا يربطهم سوى الارتباك وكأن المدرب يخوض تجربته الأولى برغم تسنمه مهمات عدة، وهذا ناجم عن ضعف الثقة بالأدوات وعدم تبسيط الحلول في المقدمة التي غالباً ما يعاني (السفاح) من عُزلته فيها، بينما اعتاد منتخبنا بوجود زيكو تشكيل قوة هجومية ضاربة يقودها للامام يونس محمود بمساندة مصطفى كريم وعلاء عبدالزهرة ويدعمهم نشأت أكرم وكذا الحال أيام عدنان حمد بوجود القائد يونس وبجواره عماد محمد ومن خلفهما نشأت أكرم وصالح سدير مما يزيد الماكنة الهجومية فاعلية لتدك مرمى المنافسين وتهدد دفاعاتهم طوال الوقت!
ولا يمكن إغفال التحضير النفسي لمثل هكذا مواجهة غير متكافئة من ناحية التاريخ والمتوازنة في عنصري خبرة الأسود مقابل استعانة تايوان باللاعب 12، وبطبيعة الحال لا يمكن التنبوء بمدى تأثير الدعم الجماهيري وجدواه، فمنتخب تايلاند وجد نفسه محاصراً بين تقدم تايوان بهدف في الدقيقة 3 وسخط جمهوره المطالب بمعادلة النتيجة حتى نجح في الدقيقة 41 ، ما يعني تملّك ابناء تايبيه النفس الطويل في الصمود عبر غلق مرماهم والانتحار امامه بأداء دفاعي قتالي.
ليُعلن الأسود إنهم استفاقوا من الصدمة ليعودوا بثلاث نقاط تداوي جراح مشاعر ملايين العراقيين خاب أملهم بمن وعدهم بتخطي اسهل مجموعة في التصفيات وإذا به يكابد بمشقة من أجل الظفر بنقطة تحفظ المهابة والكرامة ، فهل ستكون العودة على خطى عهد الرجال ؟!
الأسود تتسلح بالقلق!
[post-views]
نشر في: 16 نوفمبر, 2015: 09:01 م