تشكيل لجان اقتصادية داخل الاحزاب والقوى السياسية المشاركة في الحكومات المتعاقبة يعد واحدا من الاسرار الغامضة حتى هذه اللحظة، لم يعلن قائد او زعيم سياسي اسباب وجود اللجان اهدافها برامجها دورها في تحقيق التنمية ، والقضاء على البطالة ، فاصبح الملف كغيره من الملفات الاخرى ، يندرج ضمن الطلاسم العراقية ، الاقتراب منها يعني الخوض في مغامرة عواقبها وخيمة ، فك شفرة واحدة من اسرار الطلاسم ، يعني كشف متورطين بقضايا فساد من الوزن السياسي الثقيل لطالما اعلنوا تبنيهم المشروع الوطني للحفاظ على وحدة العراق ، هؤلاء وغيرهم اطلق عليهم رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي عنوان "حيتان الفساد" ، لانهم من وجهة نظره وفي اكثر من تصريح اطلقه في مؤتمرات ولقاءات واجتماعات ومناسبات أخرى يعرقلون خطواته الاصلاحية المتعلقة بالحد من استشراء ظاهرة الفساد المالي والاداري ،علامة العراق الفارقة بين دول المنطقة العربية .
الحكومة العراقية وفي اطار تنفيذ حزمة الاصلاحات الاقتصادية، خصصت مبلع ستة تريليونات دينار لإحياء نشاط القطاع الخاص بمنح القروض لإقامة مشاريع متنوعة في مختلف القطاعات للحصول على موارد جديدة من شأنها معالجة الازمة المالية ، تصريحات المسؤولين كانت متفائلة جدا بخصوص ضمان الحصول على القروض فلا حاجة لجلب المستمسكات الاربعة المعروفة وكتب صحة الصدور ، سيكون العمل باعتماد النافذة الواحدة للإسراع بإنجاز المعاملات لكي يبدأ صاحب المشروع بتنفيذه ليستوعب العاطلين عن العمل ويسهم في تطوير الانتاج الصناعي المحلي.
يوم كان تلفزيون الشباب يبث برامجه في العراق فرض على الاطفال المشاركين في برنامج "هيلا هوب" دفع مبلغ مقداره عشرة الاف دينار ، مع البخشيش يظهر الطفل المشارك في لقطات كلوز على الشاشة ، اللجان الاقتصادية الحزبية ، طبقا لرجال اعمال ومختصين ستحاول استحداث نافذة ثانية لمنح القروض ، الاحتمال وارد جدا في الحالة العراقية خصوصا ان مشاريع الاستثمار الكبيرة تم ابرام عقودها بموافقة اللجان الاقتصادية بعد ضمان حصتها من الرزق الحلال .
في سنوات الصراع على السلطة في العراق ، كانت الاحزاب ترفع شعارات تعبر عن تبنيها برامج اقتصادية تهدف الى تحسين المستوى المعيشي للعراقيين بسعيها لتنفيذ برامج كهربة الريف ونفط العرب للعرب فضلا عن القضاء على الأمية ، مع تحقيق المساواة بين النساء والرجال ، ورفع مستوى دخل الفرد ، بصرف النظر عن نتائج الصراع استطاع الموظفون بناء منازلهم في احياء متفرقة من العاصمة بقرض المصرف العقاري وسلفة مصرف الرافدين.
برامج هيلا هوب الحزبية منحت الاشخاص المرتبطين بجهات متنفذة فرصة الثراء السريع بفضل اللجان الاقتصادية الحريصة جدا وفقها الله على تحقيق التنمية بأساليبها الخاصة . اذا كانت الحكومة جادة حقا في حصول اصحاب المشاريع على القروض لتنشر اسماء المستفيدين حتى الجد الرابع واللقب مع مكان الاقامة ، في الصحف اليومية ، بموجب مبدأ الشفافية لمنع الجهات المتنفذة من استخدام برامج هيلا هوب الحزبية في تنمية الاقتصاد العراقي .