اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > «محمد الرضيع» يواجه مصيراً مجهولا ومرضعته تطالب به قانونياً

«محمد الرضيع» يواجه مصيراً مجهولا ومرضعته تطالب به قانونياً

نشر في: 12 يناير, 2010: 05:32 م

سها الشيخلي تصوير: سعد الله الخالديهذه قصة (أم) وضعت رضيعها في أحد المستشفيات وهربت منه دون أسباب معروفة حتى لحظة إعداد هذا التحقيق!! قد يبدو الأمر غريباً، وربما نادراً الى حد بعيد أن تخالف أم قانون الطبيعة وتلقي بثمرتها الى المجهول في المستشفيات، وبالتالي الى الضياع الحتمي عندما ينمو هذا الرضيع في مجتمع ليس له فيه والد ووالدة!
وبالمقابل ثمة أم أخرى كانت ترقب هذه الحالة الإنسانية، فتجلت فيها روح الأمومة وانتفضت فيها أروع حالات الإنسانية، عندما قامت برضاعة هذا الرضيع المجهول، ومن ثم الأمل بالمطالبة الأصولية به لتبنيه لو سمحت لها القوانين بشكل طبيعي.الحديث مع السيدة (خ-أ) التي أرضعت (محمد) حديث يكتنفه الألم الى حد ما، كان صوتها يختنق بالعبرات وهي تطلب تبني الطفل محمد عبد الكريم او حضانته، بعد إن تركته أمه وهربت متخلية عن مسؤوليتها عنه حيث قالت: انا مرضعته وأحق الناس به بعد ان تخلت عنه أمه الحقيقية.فما هي حكاية الطفل محمد عبد الكريم؟ ولماذا تركته أمه وتخلت عنه..؟حكاية رضيعيروي لنا حكاية الطفل محمد الطبيب (الجراح) احمد عبد السلام من مستشفى العلوم العصبية فيقول:- تمت إحالة رضيع يبلغ من العمر 14 يوما من مستشفى ابن البلدي كونه يعاني من ورم في الرأس لوجود سوائل فيه، وعلمنا حينها ان أم الطفل قد تركته في ردهة الخدج وهربت وتمت العملية بنجاح كبير.. وكان الطفل يحتاج الى عدة عمليات متتالية في الرأس، لكن الذي حدث ان عمليتين فقط كانتا كافيتين لإعادته الى وضعه الطبيعي، ولما كان الطفل حديث الولادة ويحتاج الى تغذية، تبرعت والدة رضيع مريض يرقد في المستشفى برضاعته وكسته ملابس من ابنها الصغير وكذلك الحفاظات والمستلزمات الأخرى.ويواصل الطبيب المعالج الدكتور عبد السلام حديثه بالقول:- الطفل يحتاج الى عمليات تجميل لكن الذي حدث ان جروحه التأمت بشكل مدهش ولم تكن به حاجة الى عملية التجميل.. لكن مع ذلك فالطفل يتمتع بصحة جيدة وهو الآن في مستشفى ابن البلدي، والغريب في الامر ان والدته لم تتابع أخباره او تسأل عنه ولا ندري أين هي الآن!ومن مستشفى العلوم العصبية أيضاً تحدث الينا الدكتور (أ – ص)  موضحا ان الطفل محمد قد أجريت له عمليتان الأولى استغرقت ساعة كاملة وتم وضع صمام في الرأس لسحب الماء منه، ثم أجريت له عملية أخرى استمرت أيضاً ساعة كاملة وكان عمره آنذاك عشرة أيام، وهو الآن بصحة جيدة، وتمت إحالته الى مستشفى ابن البلدي.ويشير المعاون الطبي  بسام هاشم (مسؤول صالة العمليات) في مستشفى العلوم العصبية الى ان الطفل محمد عبد الكريم كان في مستشفى ابن البلدي وقد تركته أمه في ردهة الأطفال الخدج وهربت ولا يعرف لماذا، هل لانها كانت يائسة من شفائه؟ أم لأسباب أخرى؟ويستغرب كل من التقيناهم من داخل المستشفى أو من خارجها تصرف والدة الطفل (أم محمد)  ذلك علما ان غريزة الأمومة المتأصلة حتى في الحيوانات تعلن عن نفسها في حالة  تعرض الابن) الى أي أذى، كما ان كل أم مهما بلغت من القسوة لا تقوى على ترك ابنها مهما كانت الظروف المحيطة بها صعبة.rnمرضعة محمدوالتقينا المواطنة (خ- أ) التي قامت بإرضاع الطفل محمد قبل وبعد العملية والبالغة من العمر 38 سنة حيث قالت:- لدي ثلاثة أطفال ويعمل زوجي (خلفة) بناء وشاءت المصادفة وحدها ان التقي الطفل محمد والذي كان في حالة يرثى لها والكل يبحث له عن أم ثانية تقوم بالإشراف عليه ورضاعته وبما انني أم لطفل رضيع أيضاً قمت برضاعة الطفل محمد وتعلقت به كثيرا بعد ان سمعت بقصته وأتمنى ان أتبناه ولكن لا اعرف السبيل الى ذلك، واطلب من الجهات المسؤولة عنه في هذه الحالة ان تساعدني بتبني هذا الطفل او حضانته  فقد أحببته كثيرا.rnفي مستشفى ابن البلديويحدثنا مدير مستشفى ابن البلدي في مدينة الصدر الدكتور محمد حيث يقول:- الطفل محمد يرقد الآن في ردهة الخدج في المستشفى، فقد دخل حاله حال أي مريض،  ودونت المعلومات في طبلته والتي تتلخص في عنوان السكن ورقم الدار وكان عمره لا يقل عن يومين، وبصحبة أمه في الوجبة المسائية وكان يعاني من مرض (مواه الدماغ) الذي يتلخص بوجود سوائل في الرأس ومن الغريب ان الأم خرجت مساء بحجة إحضار(حفاظات) للطفل، كما أخبرتنا بعض النسوة المتواجدات معها في ردهة الخدج، لكنها لم تعد وبعد الرجوع الى المعلومات المدونة في الطبلة الخاصة بالطفل المريض وجدنا ان الام قد ذكرت العنوان بشكل (غير صحيح) ولم نستدل على الأم واخبرنا مركز شرطة الكرامة التابع للمنطقة   بالحادثة، وجاء قاضي التحقيق وتطور الموضوع من طفل يدخل الى المستشفى هو وأمه الى قضية وجود طفل بدون مرافق مهما كانت درجة قرابته، وتشترك في القضية عدة أطراف منها وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ويشير الدكتور محمد الى ان الأم في هذه الحالة قد تكون واقعة  تحت ظرف نفسي او هي في  حالات اليأس من شفاء الصغير فالمجتمع  ينظر الى الطفل  المولود حديثا والذي يعاني من تشوه او تخلف او حتى المنغولي، نظرة خوف وفزع وعدم تقبل الحالة او الالتفاف حولها وإنكارها؛ ولكن الطفل محمد  كان يعاني من خلل في قنوات تنظ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram