اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أمن لكل المواسم وجميع المهام

أمن لكل المواسم وجميع المهام

نشر في: 17 نوفمبر, 2015: 09:01 م

وأخيراً.. خبر مفرح وسط سيل الأنباء المحزنة عن صولة الفرسان التي قام بها أشاوس المنطقة الخضراء ضد متظاهري ساحة التحرير ، الخبر السعيد مصدره البنك المركزي الذي طمأننا أن العشرة مليارات التي تحدثت الصحافة عن اختفائها من احتياطي البنك المركزي لاتزال سليمة ولم يمسها أحد ، لذلك على كل من يخطر له أن يتحدث عن الفساد وضياع أموال الدولة والموازنات المليارية التي نهبت خلال الاعوام الماضية ، أن يتذكر أن ذمة الحكومة السابقة والأسبق واللاحقة مثل الحليب الناصع .
وأنا أقرأ البيان وما دار من تعليقات طريفة ولطيفة ، تيقنت اننا نعيش في ظل مجموعة من السياسيين " فقيري الخيال " ، فهم يدافعون بكل ما أوتو من قوة عن براءة الحكومة السابقة ونصاعة ثوبها وأنها حوّلت العراق من بلاد ليس فيها سوى المستنقعات ، فبنت المصانع وشجعت الاستثمار. وأغلقت السجون وفتحت المدارس. وطبّقت حكم " دولة القانون"
كم هي بسيطة افراح العراقيين ، أن يسعدوا مثلا ،لأن المليارات العشر لاتزال موجودة في احتياط البنك المركزي ، أما الـ 600 مليارات التي اهدرت ونهبت خلال السنوات الثماني الماضية ، وليس في العراق كهرباء ولا ماء صالح للشرب ولا ضمان اجتماعي وصحي ولا شوارع نظيفة، فذلك امر لايستحق حتى ان تخرج تظاهرة للتنديد بالخراب ، فان تتظاهر وتصل الى حدود المنطقة الخضراء فانت حتما تريد تنفيذ اجندات اجنبية وتمتهن العمالة والارهاب!
وكنا جميعا قد عشنا من قبل حلقات مثيرة من مسلسل كوميدي كان أبطاله يصفقون ويهتفون لتظاهرات تقودها احزاب الاسلام السياسي ، لان هذه التظاهرات تعبر عن ضمير الشعب ولابد ان تستنفر كل اجهزة الدولة لخدمتها .وانا اشاهد وأقرأ شهادات لعدد من الناشطين الذين تعرضوا لوليمة دسمة من الهراوات والصفعات والشتائم ، تمنيت على الحكومة لو أنها بادرت وأصدرت لنا كتيبا تكتب على غلافه: دليل الديمقراطية للمبتدئين.. طبعا أن يحتوي الكتيب على وصايا تؤكد لنا أن لاشيء تغير .. فما زال المسؤول يحيط نفسه بسور عال من التابعين والموالين مهمتهم ان يدافعوا عن اي شيء يقوله .. وحتما لن تنسى الحكومة ان تعلمنا ان اول اصول الحكم الديمقراطي هو تضخم الاحتياج إلى الأمن من دون سياسة .
للأسف لاتريد الحكومة ان تدرك ان لجوء الناس إلى التظاهر في الشارع أمر منطقي للغاية في بلد لديه برلمان " نائم " ، لا يمثل إلا أعضاءه وربما بعض أقاربهم ، وبالتالي يصبح من حق الشعب أن يمثل نفسه بنفسه،
وأزعم أنه لو كانت في العراق برلمان فاعل وحقيقي ، لما كان الشباب في حاجة إلى نزول الشارع والتظاهر والهتاف ضد سياسات عمياء تقود العراق إلى مصير مظلم وبائس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. قيران المزوري

    لماذا كل هذا الاجحاف نسيت مؤتمر القمة العربية في بغداد

  2. قيران المزوري

    لماذا كل هذا الاجحاف نسيت مؤتمر القمة العربية في بغداد

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram