TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ميادة

ميادة

نشر في: 18 نوفمبر, 2015: 09:01 م

دثارك الرحمة والمغفرة يا ابنة العراق ، برغم الذي لكِ والذي عليكِ ، فقد أنهكتك الرحلة الطويلة برغم قصر سنواتها . وآن لروحك الملتاعة أن تستريح .
……
كتابها ( ميادة ابنة العراق ) بين يدي الآن ، أقلب صفحاته على مهل . ويضج في الصدر سؤال أزلي : مَن عساه ضامنا لنفسه ولذريته مهادنة المستقبل والتمتع برغيد العيش بعد كل سنوات الكد والكدح وخزن الأموال وتملك الضياع والعقارات ؟ هـا ؟؟
ما من أحد ، صدقوني !
…….
مسيرة ميادة العسكري التي يحفل بها الكثير من المواقع الألكترونية، غنية عن الإستعادة .. لكن السيدة التي عرفت اليتم المبكر وهي طفلة — فقدان الأب — وذاقت طعم اليتم الحقيقي وهي شابة — موت الأم — جعل من اسمها اسماً على مسمّى.. كغصن ريان تطوحه نسمة عابرة.. (ميادة ) بين جدول الأفراح الضحل ، وبحر الحزن الكظيم .
تزوجت بمحض إرادتها ، برغم تحفظ الآم — او معارضتها — جربت نعمة الأمومة وذاقت عسلها وحنظلها وكرعتها حتى الثمالة ، سافرت كثيرا ، أقامت في أرقى الفنادق ، إضطجعت فوق آثير الأسرة ،وإضطرت للنوم على أرضية زنزانة ضيقة بلا فراش او غطاء ، لبست أنق وأغلى الثياب ، وأُرغمت على إرتداء بدلة السجن المبقعة بالأخلاط وعطن الرائحة .
تكتب ميادة عن ذكرياتها في السجن : في أيام ما ، افترشت أرضية زنزانة ضيقة في سجن الأمن العامة في منطقة البلديات … الزنزانة معدة لاحتواء ما لا يزيد على أربعة أشخاص ، حُشر فيها بما يقرب من خمسٍ وثلاثين امرأة … كنا ننام بالتناوب .
يومها ، اقترحت على النزيلات ان نقرأ سورة ( ياسين ) جماعة ، وأن نردد دعاء ياسين لتفريج الهمّ والغمّ . فاستجبن طائعات ، وكنا نبتهل أن يُفتح باب السجن ويُطلق سراحنا ، ولربما استجاب رب العزة لدعائنا اليائس فتمّ إطلاق سراحي ……….
ولكنها فرحة لم تكتمل ……. إذ جاء بعد ذاك من جاء ( وحصل ما هو حاصل الآن .) ليعود السؤال يتردد في الصدر : ألهذا الحال ( المزري) الذي نحن فيه اليوم قرأنا ( في السجن ) سورة ياسين جماعة يا أهل العراق ؟!
# بعض ما جاء بين الأقواس ، مضاف ، لزيادة الإيضاح .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram