TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سلاما يا باريس

سلاما يا باريس

نشر في: 20 نوفمبر, 2015: 09:01 م

إني لأرى داعش قد حان حينه وبات فناؤه امرا في حكم المطلق. ليش؟ لأن أوربا صحت على نفسها مؤخرا. وصحوة أوربا تعني صحوة العقل الإنساني. وكيف لا تكون كذلك وهي قارة العقل بإمتياز.
العقل عندما يجد نفسه قد غفا في لحظة، ما كان يجب عليه ان يغفو فيها، لا ينتقم، بل يبدأ بمحاسبة نفسه ثم ينطلق. الذين فجروا باريس هم في الأصل غرباء عنها وعن أوربا. اغلبهم ولد من عوائل قصدت دار الإنسانية هربا من الجوع والقهر والفقر. لم ينتقم الفرنسيون كشعب من هؤلاء الذين كفروا بنعمتهم وتفلوا بمواعينهم. لم يفعلوها لا لأنهم أبناء عشائر او يخافون الله بل لأنهم يملكون عقلا نظيفا. والعقل النظيف ينتج ضميرا متزنا.
لو كان هؤلاء الغرباء انتقلوا من مدينة عربية الى أخرى في نفس بلدهم بدافع البحث عن لقمة عيش ونشنشوا. ثم بعد سنوات يخرج منهم طائشون يفعلون بالمدينة التي آوتهم مثل الذي فعله الإرهابيون ذوو الجذور العربية والإسلامية بباريس، فما الذي كان سيفعله بهم وبأهلهم أبناء المدينة المنكوبة؟ كم بيتا سيحرقون وامرأة سيغتصبون وطفلا سيقتلون واماً سيثكلون؟ لم يفعل الفرنسيون ذلك بل اكتفوا بطش الزهور في مسارح الجرائم مواساة للذين قتلوا دون ذنب.
في استفتاء شعبي وافق 84% من الفرنسيين على التضحية بحرياتهم الشخصية ان كانت لن تنفعهم في الحفاظ على حياتهم وحياة اجيالهم القادمة. يا ألف سلام على عقولكم الراقية وضمائركم الصاحية أيها الفرنسيون.
سلاما يا باريس المجروحة. وسلام على كل فرنسي لم يستل سيفه لينتقم من جاره العربي المسلم بحجة ان أبناء قومه ودينه الذين عبروا البحار والصحاري قد حرقوا باريس ولطخوا وجهها الحر الجميل بالدم.
سلاما على العقل الأوربي الذي لم يكتف باللطم والبكاء على قتلاه بل انتفض ليعلنها نهضة اوربية جديدة ستسارع في تحقيق حلمين:
الأول ان تعود الحياة خضراء غنّاء لا نبض فيها لهمجي معتوه وقاتل مكروه. اما الثاني فهو
تحقيق حلم الدواعش بإرسالهم بأسرع الطرق واقصرها صوب الحور العين والغلمان المخلدين الذين ينتظرونهم في جنتهم الموعودة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram