يبدو أن اتحاد كرة القدم إستمرأ المباغتة عبر التصريح العاجل للتمسك بالاشخاص المرتبطين بمنظومته حال انتهاء الحدث لاسيما ممن يحوم حولهم جدل واسع في الوسط الإعلامي والشارع الرياضي إذا كانت القضية ذات تماس مباشر بسمعة البلد وتنعكس نتائجها على الجميع مُحبطة آمالهم في رؤية العراق ضمن المنتخبات المتقدمة نحو الصراع القاري كحالة الأسود في سعيهم لانتزاع بطاقة التأهل الثانية لمونديال الكبار.
إن تسابق أكثر من عضو اتحاد بعد انتهاء مباراة منتخبنا مع تايوان لنفي إقالة المدرب يحيى علوان وتجديد الثقة به حتى قبل أن تطأ قدماه مطار بغداد الدولي ، وعززه رئيس الاتحاد عبدالخالق مسعود بتبرير كلاسيكي يحذّر من تكبّد الاتحاد خسائر مادية غير قادر على تأمينها إذا ما قرر إقصاء المدرب وملاكه المساعد وكأنه يتحدث عن مدرب أجنبي وليس مواطناً عراقياً يفترض ان يستشعر بمصلحة بلده قبل غيره ويتفهم أن خسارة العراق فرصته اليسيرة وسط أضعف مجاميع القارة كارثة لا يقوى المجتمع على تحمل صدمتها وهو يتعرض كل يوم الى صدمات معيشية قاسية، وينبغي ان يكمل مسعود عبارته "ونحن سندفع ثمن عدم التأهل بإستقالة جماعية تحمّلاً للمسؤولية وعدم التبرئة من تبعات فشل مهمة المدرب "!
إن حرص الزملاء في وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسوعة يدفعهم لمواكبة وتحليل كل ما في شأنه تهيئة أفضل سبل الدعم لمنتخبنا الوطني واتحاد اللعبة ولا تخفى عن الجميع تقارير الزملاء العرب والاصدقاء التي تشيد بمهنية الاعلام العراقي في التصدي لأزمات الرياضة من دون اتخاذ منهج فضائحي لتسقيط المعنيين كي يشعروا بضرر وجودهم وتأثير افعالهم وتقصيرهم في الواجبات على الشارع الرياضي ، وصراحة ان اتحاد الكرة لم يحترم آراء الاعلاميين وهم يسدون له جميلاً باستطلاع رؤى المتخصصين القريبين من قضية المنتخب ، وحتى المدرب علوان استثمر ضعف الاتحاد وثقته (غير المدروسة) بمهاجمة منتقديه انهم بعيدون عن اجواء اللاعب العراقي ومطالباً أياهم أن يقفوا مع العراق ومكرراً مقولته إنه نجح في فرض أسلوب جديد وأن المنتخب لا يؤسس في يوم أو يومين !
للأسف يجري التعامل في بلدنا مع محنة المنتخب بانها فرصة للمتصيّدين لإفشال مهمة المدرب والاتحاد، والحقيقة أن هناك إجراءات فنية احترافية في جميع اتحادات العالم تضع الملف على طاولة الخبراء وهم "اعضاء لجنة المنتخبات" لذا ننصح الاتحاد والمدرب علوان أن يصغيا الى صوت الحكماء من خلال تكليف عضو الاتحاد فالح موسى بتشكيل لجنة المنتخبات خلال الفترة المقبلة لتضييف المدرب والملاك المساعد وإعداد ورقة عمل لتقييم المرحلة السابقة بكل تفاصيلها وبيان اسباب التغييرات المستمرة ولماذا التأسيس الجديد لمنتخب جُل عناصره نجحت مع راضي شنيشل في أمم آسيا الأخيرة، وما سر الفتور في علاقة المدرب مع أكثر من لاعب محترف وآخرهم جستن ميرام الذي قطع رحلة 27 ساعة طيران متواصلة من أميركا ثم هونغ كونغ ومنها الى تايوان ليجد نفسه حبيس دكة البدلاء ولا ضمن اللاعبين الستة الذين أجروا الإحماء اثناء المباراة مع انه لبى نداء العراق بالرغم من أن مدربه في (كولومبوس كرو) كان أحوج اليه استعداداً لمباراة نهائي الشرق أمام (نيويورك ريد بولز) في الدوري الأميركي التي ستجرى غداً الأثنين!
العراق أغلى من ثمن علوان
[post-views]
نشر في: 21 نوفمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
منير جورج
الاستاذ اياد الصالحي المحترم.. تحية المحبة، كلامك منطقي وسليم، ستبقى الرياضة وخاصة كرة القدم بحالة فوضى نتيجة سوء التخطيط، وبسبب عدم وضع الرجل المناسب والكفوء في المكان المناسب، وعدم مواكبة التطورات المدهشة في عالم الرياضة، وبخصوص اللاعب جيستن ميرام، فأن
منير جورج
الاستاذ اياد الصالحي المحترم.. تحية المحبة، كلامك منطقي وسليم، ستبقى الرياضة وخاصة كرة القدم بحالة فوضى نتيجة سوء التخطيط، وبسبب عدم وضع الرجل المناسب والكفوء في المكان المناسب، وعدم مواكبة التطورات المدهشة في عالم الرياضة، وبخصوص اللاعب جيستن ميرام، فأن