اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إرهاب الربيع القادم

إرهاب الربيع القادم

نشر في: 21 نوفمبر, 2015: 09:01 م

استناداً إلى معطيات محددة، من المُرجح جداً أن يتعرض سكان بغداد وسائر مدن البلاد، باستثناء مدن إقليم كردستان، إلى هجوم كاسح من قوى إرهابية، ما يمكن أن يؤدي إلى مصرع أو إصابة الكثير من هؤلاء السكان.
هذه المعلومة لم يسرّ إليّ بها مسؤول في مستشارية الأمن الوطني (هل لم تزل على قيد الحياة؟ .. ماذا تفعل إن وجدت؟)، ويهمس في أذني بشأنها جنرال في جهاز المخابرات أو وزارة الداخلية، ولا حتى مصدر سياسي مقرّب من إحدى الرئاسات الثلاث.. انها تقدير شخصي يستند إلى تحليل لوقائع قائمة واضحة للعيان.
هذه السنة، بعد المطرة "الكبيرة" التي شهدناها منذ بضعة أسابيع (أضع الكبيرة بين قويسات تحفظاً لأنها في الواقع لم تكن كبيرة، ولكن لأن الخدمات في دولتنا خرِبة وتالفة الى أبعد حدّ، بفعل الفساد الإداري والمالي، فان مطرة متوسطة تبدو لنا كبيرة للغاية بسبب عواقبها الكارثية، كغرق أحياء المدن ببيوتها وتقطّع السبل بالناس في الشوارع لأيام وموت بعضهم بالمياه المكهربة) .. بعد تلك المطرة نشهد الآن غزواً غير مسبوق للذباب .. أحدهم قال أو كتب أن الخبراء يقدّرون كمية الذباب المتوفرة في بلدنا الآن بمئة ذبابة لكل فرد، وأنا أشكك كثيراً في هذا .. ظنّي أن حصة كل فرد منّا لا تقل عن ألف ذبابة، قياساً على ما أراه بأمّ العين من قطعان أو أسراب أو مواكب أو جحافل الذباب في الدرابين والشوارع والساحات التي أمرّ بها من مسكني إلى مكتبي... بعض الأصدقاء أخبروني بأنهم وجدوا أنفسهم مضطرين لتشغيل المراوح بأعلى درجة في هذا الشتاء في سبيل وقف الغزو الذبابي لبيوتهم.
نظريتي التي أستند إليها في التنبؤ بالهجوم الكاسح للقوى الإرهابية على مدننا في الربيع المقبل، هي أن الذباب والبعوض الغازي بكثرة يكون مقدمة لغزو الفئران والجرذان، فحيث يكون الذباب بهذه الأعداد المنفلتة توجد الأزبال والأنقاض، وهذه بيئة مناسبة للغاية ليس فقط للذباب والبعوض وسائر أنواع الحشرات، وإنما أيضاً للجرذان والفئران وللأفاعي بالضرورة .. والفئران والجرذان والأفاعي هي كائنات إرهابية في المدن خصوصاً.
لستُ على دراية بكلفة تنظيف الأحياء والشوارع من النفايات، لكنني لا أتصورها تزيد على بضع عشرات الملايين من الدولارات في كل من العاصمة وبغداد والبصرة وبضعة ملايين في كل من المدن الأخرى.. هذه ليست مبالغ كبيرة على أية حال. لا أقارنها هنا بعائداتنا النفطية حتى في أدنى مستوياتها الحالية .. أقارنها بمئات ملايين الدولارات التي ننفقها على الخدمات الصحية الإضافية لمواجهة ومعالجة الأمراض التي يتسبب بها الذباب والبعوض للناس، وبمئات ملايين الدولارات التي نشتري بها من الدول الأخرى الأدوية اللازمة لعلاج المرضى بهذه الأمراض.
من المؤكد أن الإنفاق على نظافة مدننا، مهما كانت كلفته، سيظلّ أقل بكثير مما ننفقه بسبب الذباب والبعوض والجرذان والفئران والأفاعي وسائر الحشرات والقوارض "المكتظة بها بلادنا .. هل في أمانة بغداد وسائر البلديات من يفكّر بهذه الطريقة؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. بغداد

    انها لعنة الذباب عمي لعنة الضفادع أشوى وأحسن ؟!

  2. بغداد

    انها لعنة الذباب عمي لعنة الضفادع أشوى وأحسن ؟!

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram