بغض النظر عن حجم وسائل الأمن التقنية المستخدمة ، ومعايير الأمن وإجراءاته المتبعة ، فإنه لا بد من توفر نظام متكامل للتعامل مع المخاطر والحوادث والاعتداءات ، ويعدو مطلبا رئيسا بالنسبة لمؤسسات الاعمال كما في حالة البنوك والمؤسسات المالية .وأول ما يتعين
بغض النظر عن حجم وسائل الأمن التقنية المستخدمة ، ومعايير الأمن وإجراءاته المتبعة ، فإنه لا بد من توفر نظام متكامل للتعامل مع المخاطر والحوادث والاعتداءات ، ويعدو مطلبا رئيسا بالنسبة لمؤسسات الاعمال كما في حالة البنوك والمؤسسات المالية .
وأول ما يتعين إدراكه في هذا الصدد إن التعامل مع الحوادث عملية وليست مجرد مشروع او خطوة واحدة ، بمعنى إنها عملية متكاملة تتصل باداء متواصل متدرج خاضع لقواعد محددة سلفا ومتبعة بدقة وإنضباط ، ومتى ما تم التعامل مع الحوادث على إنها مجرد حالة تنشأ عند الحادث كنا أمام حالة قصور تمثل بذاتها أحد عناصر الضعف في نظام الأمن .
وتختلف مكونات ومراحل وخطوات نظام التعامل مع الحوادث من مؤسسة الى أخرى تبعاً لعوامل عديدة تتعلق بطبيعة الأخطار التي أظهرتها عملية تحليل المخاطر وما أظهرته ستراتيجية الأمن الموضوعة في المؤسسة ، وتبعا للنظام محل الحماية وما إذا كنا نتحدث عن نظم كمبيوتر مغلقة أم مفتوحة او قواعد بيانات او شبكات او مزيج منها وما إذا كنا نتحدث عن نظام خدمة مخصوص أم عن خدمات للعامة عبر الشبكة خاصة كانت أم دولية وتبعا لوظيفة التطبيق محل الحماية ، اذ تتباين خطوات ومحتوى وعناصر خطط التعامل مع الحوادث لدى بنوك الإنترنت مثلا عنها لدى المواقع المعلوماتية ، ومع ذلك ، وبوجه عام ، فإن نظام التعامل مع الحوادث يتكون عادة من ستة مراحل ( خطوة فخطوة ) هي :- الاعداد المسبق والتحري والملاحظة الاحتواء والاستئصال ، التعافي والعودة للوضع الطبيعي ، والمتابعة .
ان الحدود بين الجريمة والفعل غير الاخلاقي تبدو غير واضحة المعالم في بيئة الكمبيوتر والإنترنت ، وتمييز وضبط هذه الحدود هو المسألة الجوهرية لتحديد متى يمكن ان يُعد فعل ما جريمة من بين جرائم الكمبيوتر والإنترنت او أنه مجرد إساءة استخدام لا ينطوي على قصد جرمي وهي المسألة التي أحدثت جدلا واسعاً في مطلع الستينيات وحتى منتصف السبعينيات وهي ذات الفترة التي شهدت ميلاد ظاهرة جرائم الكمبيوتر ، ومن جديد يعود هذا الجدل بسبب شيوع استخدام الإنترنت وما حملته من انشطة جديدة لا يزال الخلاف قائما حول ما اذا كانت جريمة أم انها مجرد ممارسة غير مقبولة كسلوك أخلاقي لكنها لا ترقى الى حد الجريمة.
فعلى سبيل المثال ، ثمة جدل واسع في هذه الأيام حول ما إذا كانت رسائل البريد الإلكتروني الإعلانية التي توجه بكميات كبيرة الى المستخدم دون رغبته او دون طلبها من قبيل ممارسة خاطئة أم فعلا يوجب المساءلة ، فمع اتساع هذه الظاهرة واستخدامها في حالات كثيرة لضخ آلاف الرسائل الى نظام معين في وقت معين بقصد تعطيل عمله ، ومن اجل تحقيق اعتداء انكار الخدمة ، والتذرع بعد ذلك إن الفعل ليس أكثر من خطأ في عملية الإرسال لرسائل إعلانية سبق إرسالها للموقع ، ومع بروز الكثير من المشكلات المتصلة بهذه الظاهرة والتي تهدد الخصوصية وتهدد أيضا سلامة استخدام النظام نفسه ، وجدت المؤسسات التشريعية نفسها في العديد من الدول مضطرة الى إعادة تقييم الموقف من البريد الإلكتروني والرسائل غير المرغوب بها ، وهو ما أدى الى تقديم مجموعة من التشريعات امام المؤسسات التشريعية في الدول الغربية كما في أميركا والاتحاد الأوروبي تنظم مسائل البريد الإلكتروني وتهدف الى مكافحة المظاهر السلبية والأفعال غير المشروعة التي تنطوي عليها هذه الظاهرة ، ومع ذلك لا يزال ثمة جدال فيما اذا كانت هذه انشطة جريمة أم انها سلوكيات قد لا تكون مقبولة من الناحية الأخلاقية والمهنية لكنها لا تشكل جرما .