TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عن حرق العلمين في الطوز

عن حرق العلمين في الطوز

نشر في: 23 نوفمبر, 2015: 09:01 م

البارحة وقبل ان اقفل الشاشة استعدادا للنوم جاءت المذيعة بخبر يقول ان هناك اقتتالا دار بين قوات البيشمركة والحشد الشعبي في طوز خور ماتو. معقولة؟ طارت النومة. بعد حين ظهر تقرير مصور عن حرق العلمين: العراقي والكردستاني. كدت ان اهوس وانا على مقربة من بزوغ الفجر: هاي الرادها وهاي التمناها.
هنيئا للدواعش بهذه الهدية الباردة المبردة. وهنيئا للأفواه التي لم يشغلها الفساد ولا الخراب ولا الدماء ولا سبايكر ولا سنجار وظلت ليلها ونهارها تحض العرب على كره الاكراد. ألف وربما مليون مرة صحنا يا حكومة ويا برلمان سارعا بإصدار قانون لمكافحة الكراهية. مرة ناشدت باستبدال "4 إرهاب" بـ"4 كراهية".
الكراهية كما الغيث: قطر ثم ينهمر. ولأن البرلمان سكت والحكومة سكتت ثم تبعهما الشعب بالسكوت صارت الكراهية تجارة رائجة تجلب المناصب والكراسي وتحقق أعلى الأصوات في الانتخابات لضمان تعدد الولايات. فضائيات لا تعد، مواقع الكترونية لا تحسب، وصفحات تواصل اجتماعية عراقية على قفا من يشيل تشتغل على غسل ادمغة العراقيين لإقناعهم ان كل مصائبهم سببها الاكراد، صار أي منا لو حذّر من مخاطر استعداء الشعب على بعضه يتهم بالخيانة العظمى. حتى لو قلنا ان حميدة ام اللبن باعتنا بيضا فاسدا يردون علينا: وليش ما تحجون على مسعود البارزاني؟
من يظن ان الذي حدث في الطوز امرا عابرا او بسيطا فليراجع عقله وقدرته على فهم الاحداث. انه عند من يمتلك ضميرا عراقيا وطنيا خالصا لا يقل خطورة عن الذي حدث في باريس مؤخرا. وان لم تستجب السلطات الثلاث له بنفس ما ردت به السلطات الفرنسية فسيكون القادم فتقا لا تسده رقعة بحجم الكرة الأرضية.
اقولها وبأسف ان هناك صنفا ليس قليل العدد من ساسة الشيعة ورجال الدين الذين زجوا أنفسهم بشأن السياسة والعسكر سخروا كل ما لديهم من فضائيات ومواهب في التضليل، للضحك على ابناء شيعة العراق. وان بقي هؤلاء يسرحون ويمرحون من دون حساب فسيقتلون آخر خلية للروح الوطنية.
كان التحالف الشيعي الكردي واحدا من اهم دعائم إرساء روح الاستقرار والنهوض بالعراق. فلا وفق الله كل من ظل يزنّ على الناس حتى كاد ان يقطع آخر حبل لذلك التحالف الأخوي.
انها آخر فرصة للكشف عن إن بقيت في العراق عقول تستشعر الخوف القادم لتقطع الطريق على شيوخ المتاجرة ببضاعة البغضاء والكراهية بين الشيعة والاكراد. فهل من عقل يخاف الله في هذا الوطن؟ فليتقدم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ابو سجاد

    ياسيد هاشم ارى الشارع العراقي متهياْ ومتحمس وقد عباْ تعبة تامة على مقاتلة الاكراد وللاسف من خلال الاعلام المغرض واعتقد انني الوحيد بين الاصدقاء والمعارف ومن خلال احتكاكي بالاخرين بالعمل او في الطريق لااضمر كرها لاخواننا الاكراد واذا مابقي الحال على

  2. عراقي زهكان

    الطوز وباريس عزاء وردة فعل جاريتنا الشرقية والشمالية لطرد داعش من سنجار لو افلحنا نحن العراقيين على تثبيت مادة للمحبة في دستور حياتنا عندها نكون على موعد مع افراح سنجارعلى كل شبر من عراقنا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram