النومي بصرة اكتسب اسمه من ثغر العراق الباسم سابقا المتجهم حاليا لفشل الحكومات المحلية بثاني اكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد ، في جعلها تحتفظ بابتسامتها ، بحملة اعمار شاملة تجدد شبابها وتعيد نضارتها المفقودة ، البصرة بعطاء رموزها السابقين والحاليين من ادباء وباحثين وفنانين اثرت الحياة الثقافية منذ قرون ، فشغلت مكانتها باستحقاق، لكنها تتعرض اليوم الى اهمال من مسؤوليها المحليين ربما يكون مقصودا ، لدوافع انتقامية من نسيجها الاجتماعي المتنوع ، وابتسامة ثغرها وترحيبها بالقادمين والمغادرين بتحيات طعمها احلى من العسل وحفاوة على ايقاع "الزنبور" وتصفيق فرق الخشابة.
ابناء البصرة ، يوم نفضوا غبارالحروب ، ارتفعت اصواتهم حتى وصلت الى الضفة الاخرى من شط العرب للتعبير عن فرحهم الكبير بموعد قادم ، يجعل مدينتهم ، تستعيد عافيتها ، تعالج جراحها ، لكن خيبة البصريين عجزت عن حمل اثقالها الجبال ، قناطر الشاعر طالب عبد العزيز منذ بدأ بنشر عموده في جريدة المدى ، اعطت صورة واضحة عن مقدمات حصول نكبة خراب البصرة.
حين يخاطب البصراوي صاحبه بالقول "حبوبي اشرب نومي حسرة " يستخدم الطرفة في لحظات استذكار المرارة ، فهو في حالات الافصاح عن المعاناة لايستغني عن الكوميديا السوداء في توجيه انتقاد الى مسؤولين محليين سابقين وحاليين في المحافظة ، اعلنوا بان المدينة ستكون جنة على الارض ،حين يطرح البصريون الاسئلة عن مصير مشروع البترودولار ، وانشاء الميناء الكبير ، وجعل مدينتهم عاصمة العراق الاقتصادية . تتبدد الاسئلة مع دخان حرق بساتين النخيل ، لتحويلها الى قطع اراض سكنية ، لاتشمل اسر الحيانية وخمسة ميل والجمهورية بل خصصت لمسؤولين مع بطانتهم واتباعهم ، وعناصر حمايتهم.
في البصرة تظاهر الاثنين الماضي العشرات من الاشخاص تعرضوا الى قطع صيوان الاذن للمطالبة بحقوقهم ،بوصفهم من ضحايا النظام السابق ، بقية المحافظات منحت الحقوق للمستحقين الا حكومة البصرة المحلية رفضت تنفيذ القرار، يبدو انها ترغب في ان يشرب المتظاهرون شربت النومي حسرة .
حكومة البصرة المحلية كزميلاتها في المحافظات الاخرى ، تشكو قلة التخصيصات المالية ، عندما كانت موازناتها بارقام فلكية اعادت المتبقي الى خزينة الدولة ، برامجها خلت من تنفيذ مشاريع خدمية ، انشغلت بتطبيق المادة الدستورية الخاصة باقامة الشرائع الدينية ليستعرض المسؤولون المحليون امام الجموع المحتشدة كزعماء وقادة احزابهم ، لكي يعطوا صورة واضحة عن تبنيهم حملة ايمانية جديدة.
الحسرة امتدت في الارض العراقية ، حين تعممت تجربة البصرة في جميع المحافظات العراقية بما فيها العاصمة بغداد ، باستثناء منطقتها الخضراء ، المشاريع المتلكئة ظاهرة شائعة، قبض مقاولوها مبلغ السلفة التشغيلية الاولى بملايين الدولارات ، ثم غادروا العراق الى عواصم عربية واجنية ، ليستثمروا اموالهم من الرزق الحلال في الخارج ، فجعلوا العراقيين احدهم يخاطب الاخر " حبوبي اشرب شربت نومي حسرة " وبصحتك اغاتي .
شربت "نومي حسرة "
[post-views]
نشر في: 24 نوفمبر, 2015: 09:01 م