اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اجتثاث

اجتثاث

نشر في: 24 نوفمبر, 2015: 09:01 م

حين تجدون كاتباً يترك كل مشاكل البلاد ، ومعركة كسر العظم التي يقودها " أشاوس" الفيسبوك مع الصحافة " الصفراء " ، ويعطي ظهره للنقاش السنسكريتي حول المصالحة ، ولايبالي بغياب " المبتسم " عباس البياتي ، ويسخر من خبر يقول أصحابه إن محافظة البصرة تتخوف من اقتتال سنّي – سنّي .. لا تضحكوا ارجوكم ، فالسنّة هم الاكثرية في البصرة هذه الايام وربما يخوضون حربا شرسة على منصب المحافظ او رئيس مجلس المحافظة ، هل تريد " بلية " اخرى ، البعض تبرع واجتث ساحة الواثق من وسط بغداد ، واطلق عليها اسم " ساحة لعنَ الله الواثق " !
عندما أترك كل هذا وأحدّثكم عن خبر جرت احداثه في العاصمة الفرنسية باريس ، فاتمنى عليكم ان تتأكدوا بانني بطران وابن بطران ، او انني خائف من ان تتم اضافتي الى قائمة الصحفيين اصحاب الوجوه الصفر تيمناً بانشودة الصحافة الصفراء التي يغرد بها جماعة مختار العصر منذ يوم امس .
الخبر الذي اثار اهتمامي يتعلق بارنست همنغواي الذي امضيت سنوات من شبابي أحلم بأن استطيع ذات يوم ان اكتب مثله ، ولكنني والحمد لله اكتشفت متأخرا أن الفارق هائل بين أن تحاول وأن تحلم ، وكلما سعيت الى تقليد الكاتب الذي ملأ حياتي عشقاً ومعرفة ، أجد نفسي مجرد قارئ ، قرر أن يمضي ايامه بالتعلم .
في الايام الماضية تصدرت رواية "وليمة متنقلة" لهيمنغواى أعلى نسبة مبيعات في مكتبات فرنسا في اعقاب الهجمات الإرهابية التي شُنت على باريس،، وقالت صحيفة "الكسبريس" الفرنسية إن الكتاب يباع منه يومياً نحو 1500 نسخة حيث يقوم البعض بوضع نسخهم من الكتاب في وسط الزهور والشموع المضاءة أمام واجهة أحد المتاجر التي تم استهدافها والتى اخترقتها طلقات الرصاص، وقد علقت سيدة فرنسية على الامر قائلة : " من المهم جدا أن نعود مرات عدة إلى كتاب همنجواي ، هذا فنحن الفرنسيين مع خمسة ملايين مسلم يمارسون معتقداتهم الدينية بحرية ولكننا سنكافح 10 آلاف همجي يقتلون وهم يذكرون اسم الله". !
لايريد الفرنسيون ان يتنازلوا عن الحلم بباريس واحدة تجمع كل الطوائف ، فيما نحن نحلم ببلاد تضمناً مع " جماعتنا " فقط ، لا مكان للاختلاف ، لا احد يفكر بقراءة ما كتبه غائب طعمة فرمان وفؤاد التكرلي عن بغداد ، ولا حتى نتذكر انهم من ابناء هذه البلاد.
نحن فقط نحلم باستعادة لحظة القرن الاول للهجرة ، ، خوفاً من المستقبل الذي لانريد ان نتعايش معه !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. سامي الحاج - السويد

    السلام عليكم حديثك عن هذه الرواية دفعني للبحث عنها في ثنايا العم گوگل فوجدت نسخة ااتحميل بترجمة الدكتور علي القاسمي.. هل هي جيدة أتنصح بقراءة هذه الترجمة؟ تحياتي واعتزازي

  2. بغداد

    اليس غياب الوعي هو السبب في ضعفنا؟ اختطفوا الوعي ام سمحنا لهم ان يختطفوه؟ الشعب الفرنسي عندما هاج نار الثورة فيه على ماري انطوانيت كان شعب جائع فقير بائس بطون خاوية كانوا عبيد للنبلاء والملوك جيلاً بعد جيل عذاب امراض السل الرئوي تحصد الالاف من فقرائهم ف

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram