ما الذي يحد او يقمع في سويداء الإنسان سطوة شهواته الغريزية المتأصلة :
شهوة التسلط والتملك والإستحواذ ؟
ما الذي يكبح او يسد شهيته العارمة للمزيد من حيازة وإكتناز المال والسعي المحموم لإبتغاء الشهرة ؟؟
لا شئ غير نفاذ وتطبيق القوانين ، الوضعية منها والشرعية ، بحق من يتجاوز أو يخرق ، لا فرق بين غني وفقير ، ولا بين حاكم او غفير . او بين وزير ومتسول .
………
ما الذي يشيل القذى عن عيون الحاكم المسؤول ، الجالس على عرش السلطة ، ليرى الأشياء بحجمها الحقيقي ، فلا يضخمها ليجعل من الحبة قبة ، ولا يهونها ويستهين بها ليجعل القبة الضخمة نتفة ضئيلة اصغر من حبة خردل .
لا شئ غير إنتقاء مستشارين ، متعففين ، اكفاء ، آمناء ، لا يخدعونه برآي ملتبس ، ولا يمارونه ليتنعموا بعطاياه ، ولا يخشوا غضبته ،او يحترزوا من عقابه ، او يحتموا بمبدأ التقية ، إن جهروا أمامه بما لا يحب ان يرى او يسمع .
………
كتب قيصر الروم إلى ( انوشروان ) يسأله عما رسخ به ملكه،،، فكتب له : — وليت للعناء لا للدعة والراحة ،، لم اهزل في امر او نهي قط ، ولم اخلف وعدا ولا وعيدا ، عاقبت بالذنب لا بسورة الغضب ، وأودعت الرعية الهيبة والإحترام من غير خوف ، عممت القوت ، واسكنت النفوس بالمحبة والوفاق من دون عسف او بطش ، .. وآعلم :
— لا تستطاع الأعمال إلا بالوزراء والأعوان ، ولا نفع بالوزراء والآعوان بغير محض النصيحة. ولا خير بالنصيحة إذا خلت من الحكمة وسداد الرأي .
……
وبعد . ليس امامي بعد هذي الجرعة المرة من النصائح ..إلا رشفة من شراب سائغ : : لاحظ القائد (تيمور لنك )ان بعض حكام المسلمين إختاروا لآسماءهم مسميات قد لا تنطبق عليهم : الواثق بالله ، المعتصم بالله ، المتوكل على الله ، المعتز بالله ، المستنصربالله . فسأل ( جحا ) ان يقترح عليه إسما يكنى به .
سأله جحا : - اختار لك إسما لا تقتلني به او تسجنني بسببه ؟ قال أعدك . رد جحا :: سآطلق عليك كنية : أعوذ بالله !!.
ما أكثر العبر، ما اقل الإعتبار!
[post-views]
نشر في: 25 نوفمبر, 2015: 06:01 م