حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ،يوم أمس الجمعة، روسيا "ألا تلعب بالنار" في النزاع بشأن إسقاط تركيا لطائرة روسية هذا الأسبوع، لكنه أضاف أنه لا يريد الإضرار بالعلاقات مع موسكو.
وتدهورت العلاقات بين خصمي الحرب الباردة في الآونة الأخيرة بعدما أسقطت
حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ،يوم أمس الجمعة، روسيا "ألا تلعب بالنار" في النزاع بشأن إسقاط تركيا لطائرة روسية هذا الأسبوع، لكنه أضاف أنه لا يريد الإضرار بالعلاقات مع موسكو.
وتدهورت العلاقات بين خصمي الحرب الباردة في الآونة الأخيرة بعدما أسقطت تركيا الطائرة قرب الحدود السورية. وأدلى اردوغان بهذه التصريحات في كلمة في شمال شرق تركيا بثها التلفزيون على الهواء مباشرة.
من جانب اخر ، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان تركيا «تخطت الحدود» بإسقاطها لقاذفة «سوخوي-24» روسية فوق الحدود السورية يوم الثلاثاء الماضي، في حادثة أسفرت عن مقتل جنديين روسيين.
وقال لافروف: "نعتقد أن السلطات التركية تخطت الحدود المسموح بها، وتخاطر بوضع تركيا في موقف صعب جداً على المدى الطويل في ما يتعلق بمصالحها الوطنية".
وأضاف وزير الخارجية الروسي خلال لقاء مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو: "روسيا ستواصل تقديم كافة المساعدات الضرورية لسورية في معركة القضاء على الإرهاب".
فيما اكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ،امس الجمعة ، امكانية مشاركة قوات النظام السوري فى مكافحة تنظيم داعش. في وقت هدد الرئيس الروسي ،فلاديمير بوتين، بانسحابه من أي تعاون مع التحالف الدولي لضرب داعش في سوريا، إذا تكررت واقعة مثل إسقاط المقاتلة الروسية الأسبوع الماضي.
وطرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إمكانية مشاركة الجيش السوري في مكافحة تنظيم داعش، في تصريحات هي الأولى من نوعها التي تصدر من باريس . وتأتي غداة لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتن والفرنسي فرانسوا هولاند في موسكو، بعد ان اتفقا خلاله على تنسيق الجهود العسكرية في مكافحة داعش في سوريا.
وقال فابيوس لإذاعة آر تي أل إنه من أجل مكافحة تنظيم داعش "هناك سلسلتان من الإجراءات: عمليات القصف.. والقوات البرية التي لا يمكن أن تكون قواتنا، بل ينبغي أن تكون قوات الجيش السوري الحر (معارض) وقوات عربية سنية، ولم لا قوات للنظام؟"..
في الاثناء هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، ، بانسحابه من أي تعاون مع التحالف الدولي لضرب داعش في سوريا، إذا تكررت واقعة مثل إسقاط المقاتلة الروسية الأسبوع الماضي. وقال بوتن في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند في الكرملين إن بلاده على استعداد للتعاون مع التحالف الذي تقوده واشنطن، لكن حوادث مثل تدمير طائرتنا ومقتل جنودنا، ستكون بالقطع غير مقبولة"، حسبما ذكرت صحيفة الغادريان البريطانية. وأوضاف بوتن :" نحن نتعامل من منطلق عدم تكرار ذلك، وإلا فلن تكون هناك حاجة للتعاون مع أي شخص أو أي تحالف أو أية دولة".وكان بوتن وهولاند قد اتفقا على التنسيق وتبادل المعلومات العسكرية بشأن عمليات البلدين في سوريا. وقال بوتن إن هذا التعاون يشكل "خطوة صوب تشكيل ائتلاف دولي واسع لمحاربة الإرهاب".
على صعيد اخر ، أفادت صحيفة "حرييت" التركية، امس الجمعة، أن سلاح الجو التركي علق طلعاته في أجواء سوريا ضمن عمليات التحالف الدولي، بعد إسقاطه مقاتلة روسية. وقالت الصحيفة، نقلا عن مصادر دبلوماسية لم تسمها، إن أنقرة اتخذت القرار عقب اندلاع الأزمة مع موسكو بسبب إسقاط تركيا لطائرة روسية حربية في 24 تشرين الثاني الجاري، بزعم اختراقها الأجواء التركية. وأوضحت المصادر أن روسيا أيضا اتخذت قرارا بتعليق الغارات قرب الحدود التركية، حتى إعادة التواصل فيما بينهما من أجل تخفيف التوتر. وأضافت رئاسة الأركان التركية في بيان نشر على موقعها الإلكتروني ، أن اجتماعا لها بحث التطورات التي تشهدها الحدود مع سوريا في الآونة الأخيرة، وأنه من الأمر المناسب اتخاذ التدابير اللازمة لمنع وقوع أية حوادث جديدة غير مرغوب بها بين القوات المسلحة التركية والروسية والتأكيد على ضرورة إبقاء قنوات الحوار الدبلوماسية والعسكرية مفتوحة بين البلدين. وأشار البيان إلى أن الاجتماع ناقش التدابير الأمنية المتخذة لمكافحة الإرهاب وتقييم الوضع الأمني في المجالات البحرية بشرقي البحر المتوسط والبحر الأسود وأمن الحدود.
في الاثناء ، اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقاء نظيره السوري وليد المعلم أن موسكو ستواصل تقديم كافة المساعدات الضرورية لدمشق في مكافحة الإرهاب بموازاة الجهود لإطلاق عملية سياسية. وقال الوزير في مستهل المحادثات في موسكو امس الجمعة ان "موسكو تواصل ، تقديم كافة المساعدات الضرورية في دمشق في ملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم. وبالتزامن مع ذلك، سنعمل بحسم في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا من أجل إطلاق عملية سياسية عادلة وديمقراطية وشاملة يقرر في إطارها السوريون مصير بلادهم بأنفسهم". وتابع الوزير الروسي قائلا :"إننا نولي اهتماما خاصا للتعاون في المرحلة الراهنة الحساسة جدا في حربنا الحاسمة ضد الإرهاب، وللحركة نحو تسوية الأزمة السورية بالوسائل السياسية، مع أخذ مصالح السوريين بعين الاعتبار". كما طلب لافروف من المعلم نقل كلمات الشكر إلى العسكريين السوريين الذين شاركوا في العملية لإنقاذ الطيار الروسي الذي نجا من كارثة القاذفة "سو-24" الروسية (علما بأن الطيار الثاني قضي بنيران مسلحين استهدفوه عندما كان يهبط بمظلته بعد القفز من القاذفة التي أسقطها سلاح الجو التركي فوق أراضي سوريا). وشدد الوزير الروسي على أن القيادة التركية تجاوزت الحد المسموح به، وتخاطر بأن تقود تركيا إلى وضع صعب جدا، فيما يخص المصالح الوطنية التركية والوضع في المنطقة بشكل عام". كما دعا لافروف الجانب السوري إلى اتخاذ إجراءات إضافية لتأمين سلامة البعثة الدبلوماسية الروسية في سوريا وضمان أمن المواطنين الروسي في البلاد. وذكر في هذا الخصوص بأن السفارة الروسية في دمشق تعرضت يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني لعملية قصف جديدة ، إذ سقطت قذيفة هاون في حرم السفارة.
يأتي ذلك فيما ذكرت محطة (سي.إن.إن.تورك) الإخبارية ،امس الجمعة أن الخارجية التركية طالبت بزيادة التدابير الأمنية حول السفارة والشركات التركية، لأن حمايتها تقع على عاتق البلد المضيف بحسب القوانين الدولية. وتعرضت السفارة التركية في موسكو لهجوم بالحجارة والبيض أثناء تنظيم تظاهرة من قبل مجموعة من الروس؛ احتجاجا على إسقاط الطائرة الروسية، وتسبب الهجوم في تحطم نوافذ المبنى، وذلك في وقت نظمت فيه مجموعة إسلامية يمينية تظاهرة أمام مبنى القنصلية الروسية بإسطنبول، رافعة شعارات ضد إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي قالوا إنها تواصل قصف التركمان السوريين في منطقة "بايربوجاق" أو جبل التركمان في ريف "اللاذقية" بشمالي سوريا، وهو ما أرغم عددًا كبيرًا منهم إلى ترك منازلهم والتوجه للمناطق الحدودية مع تركيا. وفي اخر تعليق له على التطورات الجارية حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان امس الجمعة روسيا "ألا تلعب بالنار" فى نزاع بشأن إسقاط تركيا لطائرة روسية هذا الأسبوع لكنه أضاف أنه لا يريد الإضرار بالعلاقات مع موسكو.