اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > إعلاميون عراقيون: المدى بيتنـا..

إعلاميون عراقيون: المدى بيتنـا..

نشر في: 5 ديسمبر, 2015: 12:01 ص

في عام 2003 كنت أعمل في قناة أبو ظبي وكونا، كنت أُقيم في فندق الشيراتون الذي كان يعج بالسياسيين والمهووسين بالعراق الجديد، لم يكن الشيراتون وقتها فندقا قدر ما كان ورشة أممية وعراقية وصحفية من جنسيات مختلفة، يومها التقيت فخري كريم عرَّفني عليه سهيل سا

في عام 2003 كنت أعمل في قناة أبو ظبي وكونا، كنت أُقيم في فندق الشيراتون الذي كان يعج بالسياسيين والمهووسين بالعراق الجديد، لم يكن الشيراتون وقتها فندقا قدر ما كان ورشة أممية وعراقية وصحفية من جنسيات مختلفة، يومها التقيت فخري كريم عرَّفني عليه سهيل سامي نادر وكان في الجلسة آنذاك الكبيرة ابداعاً سلوى زكو ، قال لي الرجل .. أُريد معي مجانين يعشقون الحرية من أجل عراق يتسع للجميع، ومن دون ان يسمع رداً وكأنه يصدر أوامر لابنه (باجر تجي في قاعة حوار واليوم تمر لي للفندق أُريد أجيب المـدى هنا.)
بـدا لي فخري كريم مثل حالم، وانا كنت أحلم أيضا .. انها مغامرة ثالثة، عُقد الاجتماع الذي شهد ولادة المـدى الفكرة، الجنون، المدنية، العلمانية، الحرية، المـدى أينما وليت بصرك .. (كان في الاجتماع عبدالزهرة زكي وقاسم محمد عباس وسهيل سامي نادر وزهير الجزائري وصفاء أبو سدير وحيدر سعيد وسلوى زكو وكنت أصغر القوم سناً ومن كان يتولى كتابة الخطوط العريضة لذلك الحلم وكان معنا المرحوم رياض قاسم.)  
مَن يعرف المـدى.. يعرف كيف بدأت الحقيقة، شقة متواضعة، لسيد كاظم شبر أحد أقارب زهير ورياض في شارع فلسطين، وسيارة برازيلي كنا نطلق عليها تسمية "الطاوة" في صيف لاهب.. بعدها بدأنا اتصالاتنا وكبر الفريق وانضم اليه آخرون هاجسهم كان الإبداع، المـدى كان يتسع والمـدى استوعبت الجميع.
انتقلنا الى شارع (أبو نواس) ودارت العجلة في ورشة حوّلت البيت المطل على دجلة في (أبو نواس) الى صومعة يحج اليها المثقفون جميعا، ولو كانت المـدى تساوم وتتاجر، لما كشفت في فضيحة مدوية آنذاك عن وثائق النفط مقابل الغذاء وعندي أصولها حتى اللحظة، ولكانت ساومت تجاراً يمسكون بملف التجارة حتى اليوم، ولساومت رجال دين حاولوا ابتزازها بالمال والقوة، وسياسيين فاسدين فتحوا خزائن مموليهم، لتنحرف، لكن الفرامل التي كانت موجودة بدءاً من أبي نبيل مروراً      بعبدالزهرة زكي وسهيل وزهير جعلت من القطار لا ينحرف عن سكته ابداً.
المـدى يتسع في المـدى.. كان فخري كريم يحلم أن يوزع المـدى في كيس أمام كل بيت، كان يحلم ان يكون في المـدى رصيف تقف عليه وينقذها ماديا فكانت فكرة شركة الإعلان، وكان في المـدى حلم بالأثير فكانت الإذاعة، وكانت في المـدى وبرأس أبي نبيل حلم وكالة أنباء وتلفاز طالما تأخر حتى انطلق .. ثمة مَن يسأل، لماذا تأخرت هذه الأحلام وما ولدت إلا تباعا.. انه الجواب على سؤال طالما يجتره البعض من اين أتى فخري كريم بالأموال ليهدرها على المـدى المؤسسة التي تُعنى بالثقافة والأدب والفـن؟
هو أجاب على ذلك كثيراً .. والمنطق يجيب.. لو كان فاسداً مثل آخرين لافتتح مصرفاً وما كان صداه كما يفعل نتوء الآن أو تاجر بالسكر منتهي الصلاحية والشاي المخلوط بنشارة الخشب وما دوَّخ رأسه بالثقافة وهمها..كان يُقيم أسابيع المـدى ومعارض للكتاب في مواسم جفاف الثقافة وزارة ومؤسسات.
المنطق يجيب ان صاحب مؤسسة محترف وظيفته هي الحصول على التمويل، تمويل مشاريعه لتدوم ، لا أن يتاجر باسم دكان يديره كما يفعل البعض.. او ان يحصل على التمويل ليسرقه كما آخرون ممن حملوا حقائب الأمريكان (احتفظ بتفاصيل ويوميات منذ عام 2003 وحتى اليوم.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram