ما تتعرض له مؤسسة المـدى وأذرعها الإعلامية ورئيسها والعاملين فيها من حملة ظالمة ومخجلة يخرج النقاش من إبداء وتبادل وجهات النظر. إذ حين يتحول الهجوم الشرس على شخص رئيس المـدى وطاقم عمله الى شتائم وتحريض يطال أرزاق الناس، فإن في الأمر شيئاً أقرب الى ال
ما تتعرض له مؤسسة المـدى وأذرعها الإعلامية ورئيسها والعاملين فيها من حملة ظالمة ومخجلة يخرج النقاش من إبداء وتبادل وجهات النظر. إذ حين يتحول الهجوم الشرس على شخص رئيس المـدى وطاقم عمله الى شتائم وتحريض يطال أرزاق الناس، فإن في الأمر شيئاً أقرب الى الضرب تحت الحزام ومن قبل فرسان يتخاتلون وراء متاهة وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة. لماذا المـدى الآن؟ وما جريرتها بما يشهده واقع العراق الدامي اليوم؟ في الحقيقة كنا نصدق حرص مُطلقي الشتائم المدفوعة بحس وطني، مثلاً، فيما لو تحدثوا بشجاعة الواثق من معلوماته عن سرقات البنك المركزي العراقي العلنية والتلاعب بالعملة أو سرقة النفط والآثار شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً أو إلقاء القبض عن زوجة أحد المسؤولين الكبار في مطار هيثرو البريطاني وبحوزتها أكثر من ثلاثة ملايين دولار أو لفلفة مخصصات البطاقة التموينية المالية التي تقدَّر بعشرات الملايين والهرب بها إلى خارج العراق، أو تتعلق بسيرة مَن كانوا يعيشون عالة على المجتمعات الأوروبية ودافعي الضرائب بحجج وأعذار كاذبة وهم الآن يرفلون بفردوس السلطة!
أقول: هل سنسمع منهم يوماً كلاماً شبيهاً بما سيق ضد المـدى ورئيسها؟ وأضيف هل كانت المـدى وراء تردي الخدمات الأساسية للمواطن العراقي من كهرباء وماء صالح للشرب والإنهيار شبه التام لنظامي التعليم والصحة لكي توجه لها أصابع الإتهام والتخوين من قبل صناديد الإنترنيت؟! ما يقوله العقد والنيف الماضي عكس ذلك تماماً، فقد ظلت المـدى ومنذ انطلاقتها صوتاً مميزاً في الصحافة العراقية غداة ما بعد سقوط الديكتاتورية ونظامها البهيمي في التاسع من نيسان 2003 صوتاً جمع حوله طيفاً واسعاً من الأسماء الثقافية والسياسية والعلمية اللامعة نُقبّل كلماتها صباح كل يوم أملاً بطرد حالة يأس من وضع عام ثقيل بسبب تولي تسيير أموره حفنة من الأميين ومن المصابين بلوثة اللاشعور يرون العراق من خلال ثقل جيبوهم، وبما عجزت عنه مؤسسات الدولة العراقية الإعلامية العتيدة من جمعه في آن.
ما الضير من اللقاء الأسبوعي في مكتبها الأنيق والمطل على شارع المتنبي النابض بالناس والأحلام الذي تحوّل الى مشروع مفتوح الأبواب للإحتفاء بأسماء فاعلة في الثقافة العراقية، أو تلك التي غيّبها الهكسوس الجدد عمداً من حياة بغداد. هل من الإنصاف طي تجربتها الناجحة في مجال نشر الأعمال الإبداعية بمختلف فروعها واهتماماتها