TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الحزب الوطني البرمكي

الحزب الوطني البرمكي

نشر في: 4 ديسمبر, 2015: 09:01 م

مع بدء العد التنازلي لتنفيذ قانون تشكيل الاحزاب ، لم تشهد الساحة العراقية   تحركا  يعبر عن اهتمام  القوى السياسية  بقضية حيوية  خضعت للتعطيل والتأجيل . وخلال الدورة التشريعية الحالية ، قررت الكتل  النيابية التخلي عن خلافاتها ، فصادقت على مشروع القانون ثم نشر بالجريدة الرسمية  ليأخذ طريقة الى التنفيذ على ارض الواقع .
المفوضية العليا للانتخابات  بحسب التعريف المتداول هي الجهة المسؤولة عن التنفيذ ، بوصفها جهة مستقلة غير خاضعة لارادة السلطة التنفيذية ، ستستقبل طلبات تشكيل الاحزاب  طبقا للشروط  الواردة في القانون ، وسط توقعات بان الطلبات ستكون بالمئات ، ليس من الضروري ان تنطبق الشروط على الجميع ، لكنها تعكس حالة انتماء معظم العراقيين الى احزاب ، تتطلع الى الحصول على تمثيل واسع  في مجلس النواب المقبل يمنحها حق حمل حقيبة وزارة ، قد يشغلها امين عام الحزب الجديد .
   كثرة الاحزاب العاملة في الساحة السياسية لا تعطي مؤشرا حقيقيا على رسوخ التجربة الديمقراطية ، بل كلما انخفضت الاعداد  ستكون القواعد الشعبية في موقع يطل على المشهد لمراقبة  النشاط ثم اتخاذ قرار الانضمام  الى الحزب الفلاني ،  بعد عام 2003   عادت الاحزاب القديمة  بقياداتها  وكوادرها ، منها من  حالفها  التوفيق  فحققت حضورا كبيرا في مجلس النواب ، ثم شاركت في الحكومات المتعاقبة ، فاصبحت ذات نفوذ وتأثير ، فتحت باب الانتماء امام الراغبين في الانضمام الى التنظيم فدخل من يبحث عن وظيفة حكومية ،  ليعتنق عقيدة الحزب مع اعلان استعداده للدفاع عنها في السراء والضراء .
 مصطلح البرمكي المتداول في العراق على نطاق واسع في اشارة الى منح الهبات والمكارمات من اموال الدولة بدون وجع قلب ، المصطلح  يمكن ان يوفر قاعدة شعبية واسعة لتنظيم سياسي جديد حين يعلن في مؤتمره التاسيسي انه سيمنح رواتب شهرية لاعضائه ،مع امتيازات اخرى حين يضمن تمثيله في الحكومة . المعروف أن مصادر تمويل الاحزاب تعتمد على اشتراكات وتبرعات الاعضاء  والاتباع .  في الواقع العراقي يمكن ان تكون المعادلة معكوسة ، بمعنى ان الحزب يدفع للاعضاء ، الشواهد كثيرة ، خسارة مليون دولار او اكثر ، في مرحلة التاسيس ثم خوض الانتخابات ، وبعد ذلك المشاركة في الحكومة وحمل حقائب وزارات خدمية اوسيادية  قد توفر مليار دولار للامين العام  واعضاء المكتب السياسي .
الاحزاب العراقية المشاركة في الحكومات المتعاقبة  ثرية ومصادر تمويلها متعددة ، حين  تبدأ المفوضية بتنفيذ مواد قانون تشكيل الاحزاب ستواجه مشكلة كبيرة ، لان القوى السياسية باستثناء الصغيرة منها سترفض الكشف عن مصادر تمويلها ، في ضوء ذلك ستتوفر الظروف الموضوعية  لإعلان تاسيس "الحزب الوطني البرمكي" وليس من المستبعد ان يحصل على قاعدة جماهيرية مليونية  ، بامكانها تغيير  المعادلة السائدة منذ سنوات ، ولكن المشكلة تكمن في انقراض البرامكة منذ زمن بعيد ، وليس في سلالتهم من  يستطيع منافسة الاحزاب الحالية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram