شخصية علمية جادّة ودؤوبةمن يتتبع الشخصية العلمية للدكتور جواد علي سيجد أن الرجل باحث عالم جاد في بحوثه وعلمه على الرغم من قلة إنجازاته العلمية المتنوعة، ولا شك أن العبرة بالنوعية لا بالكمية.أبصر الدكتور جواد علي النور في مدينة الكاظمية التابعة لمدينة بغداد العاصمة سنة1907م. وأخذ دروساً في اللغة العربية والعلوم الإسلامية في كلية الامام الأعظم.
بعد ذلك أكمل دراسته في دار المعلمين العالية، وبعد تخرجه في هذه الكلية دخل مرحلة دراسية جديدة، مرحلة الدراسات العليا في الخارج.لقد ذهب إلى المانيا ليلتحق بجامعة (هامبورغ) لغرض الحصول على شهادة الدكتوراه العالية. وبعد إنهائه الدراسة منحته الجامعة درجة (شهادة) الدكتوراه عن اطروحته الموسومة (المهدي المنتظر عند الشيعة الاثني عشرية) وذلك في سنة 1938م. عاد إلى العراق استاذاً جامعياً وفي سنة 1942 تعرّض الدكتور جواد علي للاعتقال لاسباب سياسية.عين سكرتيراً للجنة التأليف والترجمة والنشر في وزارة المعارف العراقية، تلك اللجنة التي أصبحت القاعدة الاساسية التي قام عليها المجمع العلمي العراقي في بغداد سنة 1947م، ثم أصبح عضواً فيه وسكرتيراً له.مارس التدريس في عدد من المعاهد والجامعات العراقية والاجنبية. منح وساماً لبنانياً عالياً تقديراً لادارته جلسات المؤتمر الثقافي العربي الذي عقد في (بيت مري) في الاربعينيات من القرن العشرين.وعين ايضاً عضواً عاملاً أو مراسلاً في عدد من المجامع العلمية العربية والدولية.منحته جامعة بغداد درجة (أستاذ متمرس) لمكانته العلمية المرموقة. وهو أعلى لقب علمي يمنح لباحث عراقي. توفي جواد علي في بغداد سنة 1987م عن عمر بلغ 80 سنة.إذن كان الدكتور جواد علي كبيراً، كبيراً في علمه وكبيراً في المسؤوليات التي كانت على عاتقه، كبيراً في مناصبه ومهامه ومكانته، لكنه في الوقت نفسه كان متواضعاً علمياً وبحثياً، يدرك تماماً أن الإنسان مهما جدّ واجتهد فهو «نقطة من بحر لا ساحل له» على حد تعبيره يقول:«فأنا رجل اعتقد أن الانسان مهما حاول أن يتعلم، فإنه يبقى إلى خاتمة حياته جاهلاً كل ما يصل إليه من العلم، هو نقطة من بحر لا ساحل له. ثم اني مازلت أشعر أني طالب علم، كلما ظننت أني انتهيت من موضوع، وفرحت بانتهائي منه، ادرك بعد قليل ان هناك علماً كثيراً فاتني، وموارد جمة لم أتمكن من الظفر بها..»(2)، إن ما ذكره هو تواضع العلماء.مؤلفات الدكتور جواد عليلم يكن الدكتور جواد علي مؤلفاً مُكثراً في انتاجه ومنوّعاً لعناوين مؤلفاته، وإنما كان مقلاً، لكن بعض مؤلفاته، وهو (المفصل... مثلاً) يعدل عدداً هائلاً من الكتب والعناوين، ففيه جمع المؤلف كل ما توافر عن موضوع بحثه ومادته ما يتضمن عشرات العناوين والموضوعات ضمن الاختصاص التاريخي الذي لم يَحد عنه أبداً.لقد كان جواد علي غزيراً في انتاجه على هذه الطريقة، وقوياً متيناً على مستوى تخصصه، يضع في مؤلفاته روحه وعقله وقلبه، وفي الوقت نفسه لم يخرج عن تخصصه والمنهج العلمي التاريخي الذي التزمه في الكتابة والبحث؛ ولنذكر الآن ما انتج الدكتور جواد علي من المؤلفات المنشورة:1. أصنام العرب، نشر في مدينة بغداد سنة 1967م.2. تاريخ الصلاة في الإسلام، نشر في مدينة بغداد سنة 1968م أيضاً؟3. تاريخ العرب في الإسلام: (السيرة النبوية) نشر في بغداد سنة 1961م ونشر في دار الحداثة في بيروت أيضاً سنة 1986م.4. تاريخ العرب قبل الإسلام، نشر في مدينة بغداد في ثمانية أجزاء سنة 1951م.5. صورة الأرض [خارطة العالم للادريسي] نشر في بغداد سنة 1951م.6. المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، صدرت الطبعة الأولى في بيروت، عن دار العلم للملايين بين سنة 1968، وسنة 1974م. ونفدت الطبعة وصورت وطبعت اوفست أكثر من مرة،.7ـ المهدي المنتظر عند الشيعة الأثني عشرية، وهو ترجمة لاطروحته للدكتوراه باللغة الالمانية، ترجمه الدكتور أبو العيد دودو ونشرته منشورات الجمل في كولونيا بألمانيا سنة 2005م.ومن بحوثه المنشورة يمكن ان نذكر ايضاً:8. موارد تاريخ المسعودي.9. موارد تاريخ الطبري.10. الشعر الجاهلي ولغة القرآن.11- الحمادون.12. معجم الفاظ المسانيد.13. المعجم السبئي بالاشتراك مع الدكتور محمود الغول.هذه الكتب والابحاث التي وقفت عليها للدكتور جواد علي ولم اعثر على غيرها(3).rn