اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > أطـــفـالنا في خـطـر !!..ما الغاية من صناعة العاب تحريضية تركز على القوة كقيمة مطلقة ؟

أطـــفـالنا في خـطـر !!..ما الغاية من صناعة العاب تحريضية تركز على القوة كقيمة مطلقة ؟

نشر في: 7 ديسمبر, 2015: 12:01 ص

 بغداد / المدىيُعتبر تفاقم التعامل العنفي بين الأطفال والمراهقين ظاهرة خطيرة تهدد سلامة الجيل الجديد الذي يُفترض به أن يكون حجر الأساس لبناء وطن أساس مبادئه العدالة والكرامة والحرية والرحمة أيضا. وقد تناول العديد من الباحثين وعلماء الاجتماع تنام

 بغداد / المدى

يُعتبر تفاقم التعامل العنفي بين الأطفال والمراهقين ظاهرة خطيرة تهدد سلامة الجيل الجديد الذي يُفترض به أن يكون حجر الأساس لبناء وطن أساس مبادئه العدالة والكرامة والحرية والرحمة أيضا.

وقد تناول العديد من الباحثين وعلماء الاجتماع تنامي ظاهرة العنف عند الأطفال خاصة منذ بداية ثورات الربيع العربي حيث انتقلت المعارك والجرائم والمجازر إلى البيوت، وغالبا ما كان معظم الأطفال يشاهدون هذا العنف الذي يتراكم في لا وعيهم (وفي لاوعي الكبار أيضا) كما عبر عنه ببراعة عالم الاجتماع مصطفى حجازي في كتابه القيم “حصار الثقافة بين القنوات الفضائية والدعوات الأصولية”، إذ بيّن أن الإنسان ولو أراد واعيا وبإرادته أن لا يتأثر بالعنف الذي يشاهده فإن ثمة ظاهرة في الطب النفسي تُسمى التراكم العنفي، وفيها يتراكم هذا العنف في لاشعور المُتفرج ويُصبح عنيفا رغما عنه.
وتتخذ هذه الظاهرة أبعادا خطيرة عند الأطفال والمراهقين لأنهم لا يملكون وسائل دفاع عن أنفسهم ولا خبرات حياتية وتجارب تمكنهم من مقاومة الآثار السلبية والكارثية لهذا العنف، وللأسف فإن الأطفال دوما هم المتضرر الأكبر من الحروب والعقد النفسية التي تتركها مشاهد المجازر والعنف التي تترك في نفوسهم البريئة عقدا لا تزول مدى الحياة. ومن خلال المعلومات والقصص التي تردني  صعقتني في السنوات الخمس الأخيرة أشكال من العنف عند الأطفال ، فقد كنت شاهدا  على حالة طفل في العاشرة من عمره تعرض للضرب المبرح بالعصيّ من قبل زملائه في الصف ما أدى إلى تمزق إحدى كليتيه وأصبح يتبول دما! وتبين بعد التحقيق مع المعتدين على الطفل المسكين أن زملاءه الذين ضربوه بتلك الطريقة قلدوا احد المشاهد في ألعاب الأطفال أو التي تُسمى تجاوزا ألعاب أطفال . وقد أمكنني أن أطّلع عبر مقاهي الإنترنيت التي تضم أجهزة لألعاب الأطفال أن أشاهد أفلام رعب حقيقية على هيئة أفلام كرتون، كأن تجد رجلا ينتزع حنجرة رجل آخر ثم يتفجر الدم نهرا من عنق الضحية، وحين غضبت على الطفل الذي يلعب منتشيا بهذا الإجرام (حتى لو كانت الشخصيات دمى) ضحك ساخرا مني وقال لي:  انظر  يمكنني أن أغيّر لون الدم إلى أصفر أو أخضر فاختار .
الإدمان العنفي
كلنا نلاحظ ظاهرة التفنن في أفلام العنف وبعضها يموّه بأفلام الخيال العلمي، لكنها أفلام ترتكز على تقديس القوة كقيمة مطلقة في الحياة مهما كانت تلك القوة، وهي غالبا شريرة تسفك الدماء وتقتل الأبرياء وتبيد وتستعمل السواطير والسكاكين وأنماطا عديدة من الأسلحة الفتاكة، كما لو أن هناك عملية ممنهجة لترسيخ الإدمان العنفي عند الناشئة. ولتحويل الأطفال إلى مسوخ شريرة تلجأ للعنف الوحشي لدى أقل استثارة حتى لو كان الضحية أخا أو أختا أو صديقا. تُرى ما الغاية من تصميم أفلام وألعاب للأطفال عنيفة عنفا وحشيا لدرجة تحاكي ما نشاهده في الواقع من أفظع الجرائم كقطع الرؤوس والأطراف؟
ما الغاية أن تُصمّم لعب أطفال تفرش على أرصفة مدننا وشوارعها ومحلاتها  وهي عبارة عن رشاشة حربية  بحجم الرشاشة العادية وتكاد تطابقها  والتي يحملها الجندي  ومؤخرا شاهدت دمى عبارة عن براميل متفجرة من مختلف الألوان وكذلك دبابات مموهة متقنة الصنع كما لو أنها دبابة حقيقية .
ما الغاية من صناعة هكذا ألعاب شيطانية وتحريضية كما لو أنها تهيئة لهؤلاء الأطفال المساكين بأن تتحول ألعاب البلاستيك هذه بعد سنوات قليلة إلى أدوات قتال فتاكة حقيقية، كمن يعطيهم لقاحا ليس ضد العنف بل ليحرض العنف لديهم، والطفل المسكين ضحية ألاعيب الشيطان والأهل عاجزون عن مقاومة هذا المد المدروس والذي يكلف الملايين من أجل التلاعب بعقول أطفالهم .
كم صار منظرا مألوفا أن ترى أمّا أو أبا يمسك بيد طفله وهو يحمل بندقية بلاستيك ستتحول إلى بندقية حقيقية بعد سنوات كما يأمل من صنعها، ولطالما شهدت معارك بين صبية في الزقاق  وقد انقسموا إلى جيشين  وكانوا يقتلون بعضهم ويرتمون أرضا وهم يمثّلون ما يشاهدونه على الفضائيات .
إن علاقة الطفل بالدمى ليست علاقة سطحية وبسيطة فهي تدخل في صميم شخصيته، ما أجمل ولع الطفلة بدميتها حين تمثل دور الأم، منمّية مشاعر العطف والحنان والمحبة .
وفي مقال مهم قرأته لعالمة نفسانية أميركية هي إيدا لوشان بيّنت فيه أن علماء النفس غالبا ما يصممون ألعاب الأطفال أو يشاركون في تصميمها، فعلماء النفس اللإنسانيون الذين يقبضون من الشركات الكبرى مبالغ خيالية كي يصمموا ألعابا قوامها الشر والعنف وتغذية النزعة العنفية والإجرامية عند الأطفال، هم تماما كالأطباء النفسانيين الذين كان يلجأ إليهم المحققون في سجن غوانتانامو وغيره من السجون ليدرسوا نفسية المُعتقل ليس بهدف مساعدته والرأفة به بل ليُقدموا للجلاد المعلومات الحقيقية حول نقاط ضعف كل سجين، فهذا يخاف الكلاب والآخر يخاف الماء، وآخر يخشى الظلام والأقبية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram