النسيان — أحيانا — نعمة ، آحيانا رحمة ، آحيانا عزاء لمن ابتلى بنازلة او حاق به قضاء وقدر .
والذاكرة الحادة اليقظة — في أغلب الأحيان — سوط لاذع جارح ، لا يكف عن جلد صاحبه إن هو حاول آن يستعيد الحدث أو يستزيد من تفاصيله .
……..
ليس من باب جلد الذات وتعذيبها ، إستعادة بعض ما كان ، درءاً لما سيكون .
هل يمكن نسيان مقولة شاعت زمنا ، وروجت لها وتناقلتها الصحف آنذاك : لو غادرناها ، سنتركها أرضا بلا ناس ولا شجر !!
هل تذكرون دعاء ذاك المكلوم الكويتي، على العراق بعد غزو الكويت : اللهم قوِّض أركانها واهدمها حجراً على حجر .
هل بلغتكم تفاصيل نبوءة قديمة وردت في العهد القديم : أرضها خراب ، لن يهنأ على أديمها بشر . ولن يطير في سمائها طير من شدة اللهب .
……….
بلى ، أكتب - بحزن كظيم - عما جرى ويجري في العراق . وأتعلل بالأمل بعسى ، وليت ، ولعل.
بلــد السواد من شدة تكاثف نخيله — الملايين نخلة — يستورد التمر وعثوق الرطب من إيران والإمارات !!
بلاد ما بين النهرين العظيمين وروافدهما العذبة ، يستورد ماء الشرب معلباً ، من دول الجوار : تركيا الضنينة بمياه المنبع ، والأردن الأحادية الأنهر ، والإمارات جارة البحر الملح الأجاج .
البلد المؤسس لأول الشرائع والقوانين الوضعية ( مسلة حمورابي ) تنتهك فيه القوانين على مرأى ومسمع ، وتفصّل على مقاس هذا المسؤول او ذاك . فالمتهم بريء حتى بعد إدانته ، والمدان مصان بتلافيف الحصانة . والبريء متهم ببنود اللاعدالة واللا قانون!
بلــد اول كلية طب في المنطقة ، تستورد الأطباء من ( ….) ومن (…..) بعدما لوحق الأطباء العراقيون قتلا وتهديداً وتهجيراً واضطراراً للهجرة .
بلــد الذهب الأسود ( المهدور ، المنهوب ) يستجير ويستنجد بالجيران ليسعفوه بسبل الطاقة - ولو حسوة نفط - لتشغيل محطاته الكهربائية .
بلــد اول من اخترع الحرف وعلم الآخرين الكتابة ، يطبع كتب ومناهج مدارسه في دول الجوار ، ويفتقر للمدارس بأبسط شروطها الصحية والاستيعابية …….
وبعد … فالاستسلام للواقع المــُرّ اللامنطقي ، عيب وشين وعار . والنهوض من ركام كل هذا الرماد من شيمة العراقي الأصيل ،،،،، ولسوف ترون !!
طائر الفينيق
[post-views]
نشر في: 6 ديسمبر, 2015: 09:01 م