اعضاء مجلس النواب العراقي سدد الله خطاهم ، وكثر الله من أمثالهم لخدمة قواعدهم الشعبية ، دخلوا في سبات عميق ، بتخدير مقصود ممنهج من قبل رؤساء كتلهم ، فتعطل الاداء التشريعي والرقابي ، فيما ينتظر عباد الله تمرير مشاريع مهمة تتعلق بتحسين المستوى المعيشي وتحقيق برامج التنمية ، فضلا عن القضاء على الفقر في بلد يستخدم ارقاما خرافية بالانفاق الحكومي، دور البرلمان في تحقيق الاصلاح خضع لتاثيرات المناخ ، في فصل الشتاء موسم السبات ، يكون اداء المشرعين خاضعا لتأثيرات انخفاض درجات الحرارة ، التصريحات النارية تأخذ طابعا آخر يتسم بالهدوء ، الجميع يفضل السبات ، فينعكس ذلك على تعطيل إنجاز تمرير مشاريع مهمة من أبرزها مسودة قانون العفو العام بوصفه ورد في وثيقة الاصلاح السياسي ، كجزء من متطلبات تحقيق مشروع المصالحة الوطنية .
قائمة مشاريع القوانين المطروحة أمام مجلس النواب طويلة وليس من المستبعد ترحيلها الى الدورة التشريعية المقبلة ، لان الدور التشريعي دخل في دور السبات نتيجة انخفاض درجات الحرارة ورغبة الكتل النيابية في ان تكون خارطة التوافقات السابقة هي القاعدة السائدة في تمرير المشاريع المهمة المتعلقة بتنظيم الحياة السياسية .
سبات البرلمان في الشتاء يفسر أحيانا بأنه هروب من الواقع ، الإسلوب المفضل لدى من يتعاطى حبوب الهلوسة فاستحق "لقب المكبسل" المعروف عنه بأنه محبط يعاني اضطربات نفسية ، وتنتابه بين آونة واخرى حالات هستيريا ، فيقوم بشن صولات على أفراد أسرته للحصول على مصروفه اليومي لتغطية نفقات تعديل مزاجه سواء بشريط من الحبوب او "بطل عرك " من منشأ محلي، لطالما وصف من قبل مجربيه بانه ذو مفعول ساحر يجعل شاربه ، يشعر بأنه ملك زمانه ، لساعات ، وفي الصباح يجد المكبسل نفسه مخلوعا من العرش الوهمي، والبلاط خاليا من الحاشية والمداحين وحتى من رؤساء الكتل في تلك المملكة الخيالية .
مجلس النواب الحالي لم يستطع إقرار قوانين مهمة ، وما شرع منها من قبيل المصادقة على اتفاقيات والغاء تشريعات سابقة ، تكشف بوضوح عن سبات اعضائه ، في حين شهد المجلس العديد من المشاجرات ، ومقاطعة كتل للجلسات ، فضلا عن تلويح بعضها بالانسحاب من العملية السياسية ، ويتصاعد تبادل الاتهامات امام الكاميرات ، والنتيجة صولة فاشلة ، والعودة الى المقاعد بأقل الخسائر ، ثم الدخول في فصل سبات عميق ، وإرتفاع أصوات الشخير.
اداء مجلس النواب وبحسب المتابعين لنشاطه لم يحظ بإهتمام الشارع العراقي ، إلا في حال حصول شجار وتبادل لكمات ، وتراشق بالاحذية ، وكان لبعض وسائل الاعلام الدور الكبير في تكريس فقدان ثقة العراقيين بممثليهم ، عندما تبنت فضائيات الاحزاب مواقف كتل معينة حريصة على ان تعمم نظرتها للعملية السياسية بمزاجها الخاص . نوم العوافي .
سبات برلماني
[post-views]
نشر في: 6 ديسمبر, 2015: 09:01 م