لو كانت لنا دولة تحترم المواطن والأرض وتحرص على الهيبة لما غزانا الاتراك ولا غيرهم ولحسبوا لنا ألف حساب. كيف لا يغزو الموصل من هبّ ودبّ مادام الذي سلمها للهمج حرا طليقا يتحدى من يقول له على عينك حاجب. من يكن ضعيفا في بيته امام من يسرقه ويتاجر بدماء عائلته لا يتوقع من جاره ان يهابه.
امس سمعت تهديدا لمستشار عراقي حكومي يقول ان العبادي طالب تركيا ان تنسحب فورا من الموصل. من يقول فورا عليه ان يتأكد فعلا من ان المخاطَب سيرتجف منه. ان لم يرتجف منك الذي بدد أموال شعبك وضحى بثلث أراضي بلدك وكان سببا في ذبح شباب اهلك مكتوفين في سبايكر، فكيف سيرتجف منك اوردغان؟
كيف تنسحب تركيا فورا ونحن لدينا وزارة خارجية لا تميز بين الناقة والبعير. وزارة تستدعي سفير دولة غزتنا عسكريا. يا عّمنا الحاج إبراهيم الجعفري ان استدعاء السفراء وتسليمهم مذكرات احتجاج يكون على خلفية حوادث بسيطة كتصريح غير مهذب او اتهام باطل. انه اجتياح وغزو علني. الدول التي لها هيبة تستدعي سفيرها في مثل هذه الحالة من الدولة المعتدية وقد تطرد سفير الأخيرة فورا.
ليعلم رئيس الوزراء ان الظلم ليس من شيم النفوس، حسب، بل ومن شيم الدول أيضا. فلو وجدت دولة لا يجرؤ جارها على غزوها فهذا لا يعني ان الجار خوش آدمي بل أنه يخاف من التورط معها. ليش؟ لأنها لا تجامل او تخاف حتى من المسؤولين فيها ان هم أفسدوا او خانوا او اعتدوا على كرامة مواطنيها.
حكومة تلغي مناصب نواب الرئاسة احتراما لشعبها وحفاظا على أمواله. ثم تأتي فضائية في وضح الليل والنهار تصر على رفض القرار وتسمي المطرود نائبا. والحكومة لا تلصمها على فمها، لأنها تخاف من الذي وراءها، فهل سيحسب لها اوردغان وغيره حسابا؟
دولة فيها البرلمان الذي يمثل شعبها يشكل لجنة تحقيقية حول سقوط الموصل. واللجنة تشخّص اول مسؤول مباشر. كان شخصا اسمه نوري المالكي. ويخرج هذا المشخَّص الاول ليقول طز ولا أحد يرميه بالسجن او يحاكمه، فعن أي دولة وهيبة وكرامة وسيادة نتحدث يا حضرات؟
والله ثم والله، ما دام هذا الذي دمر العراق نفسيا وماديا وسياديا حرا طليقا يمشي في شوارعها، فستجدون جارا آخر سيغزو البصرة عن قريب مثلما غزا جارنا التركي موصلنا التي باعها السابق بحفنة غباء للدواعش في ساعتين.
إمام الما يشوّر
[post-views]
نشر في: 6 ديسمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
كل البلاء جاء من حزب البعث العربى الاشتراكى-------منبع الفواجع هو الزواج غير الشرعى بين حزب البعث الاشتراكى والاستخبارات المركزيه فى فندق هيلتون فى ميونيخ ماساتنا بدات هناك ان البعث كان دائما مكروها لانه يؤمن بالاغتيال السياسى ويعتقد بالانقلابات العسكري