شكرا للرئيس أوباما الذي أكد لي هذا الصباح ان أحد اهم أسباب بقاء داعش، الذي صرت أخاف ان يكون أبديا، هو غباء قادة الدول التي تدعي محاربة الإرهاب. قبل أيام أكد خبراء عسكريون امريكيون إن داعش لا يمكن ان يندحر من الجو فقط. الواقع يؤكد هذا الرأي اذ لم تنفع ضربات التحالف الجوية في زحزحة الدواعش او حتى كسر شوكة بقائهم. اليوم طلع اخونا أوباما مفتخرا انه لن يرسل قوات برية لمحاربة الدولة الإسلامية لأنه إذا فعل، فبحسب رأيه، سيستنزف داعش قواته. بعد شيريد داعش أحلى من هاي البشارة؟
داعش، يا جماعة الخير، يبربع إذا وجد دولة تحاربه وقائدها غبي. ها هي الموصل امامكم. لم تأخذ من ابي بكر البغدادي سوى ساعات ليحتلها. حتى من كتب روايتي طرزان وهرقل الجبار لم يمر بخيالهما تحقيق هكذا اجتياح ليمتد الى ثلاث محافظات عراقية أخرى خلال أيام معدودة. أعطيهما العذر لأنهما لم يعيشا في العراق ليعرفا بان هناك شعبا سمّى الغباء موهبة. وبحمد الله كان القائد الذي ضاعت في زمانه الموصل بخطف البصر موهوبا بالغباء أكثر من طيب الذكر عادل شعلان.
في سوريا استثمر الدواعش غباء الريّس الذي قمع تظاهرات شعبه بالسلاح والعصي والشبيحة رغم انها كانت في بدايتها تظاهرات غنائية مسالمة فقدم سوريا لقمة سائغة على طبق من غباء للدواعش. وفي ليبيا حيث ينتعش المد الداعشي ويكبر على مدار الثانية بفضل ساسة ليبيا الأغبياء الذين نهب داعش ديارهم وهم مختلفون على تحديد عدد الوزراء لكل كتلة او حزب.
عدوى نعمة الغباء انتقلت للغرب ووصلت الى أميركا ببشارة أوباما الأخيرة ليقول فيها للبغدادي: العب بيها يا بو سميرة. رسالة تقول لأشد المخلوقات عطشا للدماء ونشر الخراب أن لا تخافوا ولا تحزنوا حتى لو هجمتم باريس ولندن وواشنطن على رؤوس الخلفوها فلن نرسل جنديا واحدا ليحاربكم على الأرض.
غباء أوباما ليس في قراره بل في نشره على العلن. لنقل ان الرجل يخضع لرأي شعبه العام الرافض لإرسال قوات برية بسبب تجربة العراق المريرة. زين ليش ما تخليها سكتة؟ عشرات الدول لديها نفس القرار لكنها لا تحتاج لبثه إعلاميا. ليش؟ لان الغموض يخيف العدو. وإنها حرب كونية ضد الإرهاب. ما الذي سيربحه أوباما غير انه طمأن داعش على مستقبله. يا عمّ اذا ابتليتم بالغباء، فعلى الأقل، إستتروا.
وإذا ابتليتم بالغباء
[post-views]
نشر في: 7 ديسمبر, 2015: 09:01 م