اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هاتف وزير الدفاع "الودّي"

هاتف وزير الدفاع "الودّي"

نشر في: 7 ديسمبر, 2015: 09:01 م

أليس من حقّ العراقيين  أن يخرج عليهم مسؤول ليقول بكلام واضح وصريح: هل هناك اتفاق مع تركيا لدخول  قواتها العراق ، ولماذا كنا خلال السنوات الماضية نمرّ مرور الكرام على أخبار وتقارير تؤكد ان قوات تركيا اجتاحت مناطق في العراق ؟  ،  من يريد ان يتأكد أتمنى عليه الاستعانة بالسيد غوغل وسيعرف كم مرة قصفت الطائرات التركية مواقع داخل حدود جمهورية العراق ؟!
منذ نهار الامس  والبعض  يصفق ويهتف  لبيان رئيس مجلس الوزراء الذي اعطى مهلة للقوات التركية لكي تنسحب من العراق ، لم يتبق من المهلة وانتم تقرأون هذه الكلمات سوى ساعات قليلة  ، وإلا فان مصيرها " الفناء " ، ولم تمض سوى دقائق على البيان حتى خرج علينا الناطق باسم وزارة الدفاع ليبشرنا ان القوات التركية انسحبت ، ليس " ذعراً"  من بيان الحكومة  ، وإنما بسبب اتصال هاتفي " ودّي  " أجراه وزير الدفاع العراقي مع  زميلة  التركي ، وقبل ان يعود الناطق الرسمي الى مقر وزارة الدفاع العراقية  ، خرج علينا الناطق " العثماني " وهو يمدّ لسانه ساخرا ليؤكد إن أبناء " سليمان القانوني " لم يسحبوا  أية قوات من العراق! وماذا بعد ؟
أرجو ان تنتبه حضرتك الى ان هناك  تصريحا  اخر  بطله وزير الخارجية ابراهيم الجعفري  الذي  هدد بان يدوّل  القضية  ، ولهذا  فهو من جانبه ايضا اعطى مهلة نهايتها طبعا ،  ليست طائرات عسكرية على اهبة الاستعداد  و لا قطع علاقات دبلوماسية ، وانما محاضرة في المحافل الدولية تشرح معنى " التدويل " " وهي المحاضرة التي سيتم تطبيقها قريبا في قبرص ، التي لاتزال قضيتها مدوّلة منذ سبعينيات القرن الماضي ..
في مسرحيتة الشهيرة " أهمية ان تكون جادا  " يستطرد الايرلندي أوسكار وايلد في وصف حال من يوهمون أنفسهم بامتلاك الحقيقة."
غالبًا ما يكون البسطاء ضحايا مسؤولين لايختلفون عن أبطال مسرحية وايلد، عندما نتطلع حولنا سنرى جيدا ما يدور على خشبة المسرح من مهازل، لان أسوأ أنواع الكوميديا هي الضحك على المتفرجين، لا على الأحداث، في هذه الأيام أثقلت صفحات"الكوميديا " في العراق النقاش الذي يعلو كل يوم مجالس سياسيينا حول"السيادة وأخواتها".. والله العظيم يا جماعة هذه ليست كوميديا انها " مسخرة " عليكم ان تخجلوا،  وكأن ضياع الموصل لا يمس السيادة ، وقضم أجزاء من الأنبار لا علاقة له بالأمن الوطني .
أمضينا الايام الماضية   في جدل سياسي عقيم ،  وفي نزاعات من عينة  من يتحمل مسؤولية دخول القوات التركية  ؟   وتفنّنا في رش سموم الطائفية والاقصاء  ، وتوقعت الناس ان الحكومة منشغلة بالدفاع عن حدودها وبتلقين السلطان اردوغان درسا في احترامن الشعوب ،  ، فاذا بنا نكتشف ان  القضية  ابسط من ذلك بكثير  ، ويمكن ان  تحل بمهاتفة ودّية  وببيان " تدويلي " !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. د عادل على

    ليس ولم يكن فى العالم رئيس نظام اعطى اجازة لدولة مجاورة بالدخول فى عمق معين داخل اراضيه لمدة مؤقته غير صدام حسين والغرض كان ابادة المقاتلين الكورد الدى يقودهم اوجلان------الا يدكركم هدا التوغل المؤقت بزواج المتعه؟؟؟؟كان واجبا على السلطه التنفيديه الغاء ك

  2. ام رشا

    ما تضيج الا تفرج يا أستاذ علي ..فلقد بلغ السيل الزبى بل قد جاوزه..العراق لن يعود وطنا حرا مستقلا ذا سيادة حقيقية الا بشعبه الواعي المثقف المتسلح بالعلم والمعرفة وليس بوجود الأتراك و الروس او الإيرانيين او الامريكان او الافغان ..الفوضى العامة التي يعيشها

  3. اكرم حبيب

    العراق ساحة مفتوحة لصراعات ومصالح الدول ومهلة السيد العبادي لتركيا لاتختلف عن مهلته للسيد المالكي رحم الله امرا عرف قدر نفسه مع احترامي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram