TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وأخيرا .. الدواعش جبناء

وأخيرا .. الدواعش جبناء

نشر في: 8 ديسمبر, 2015: 09:01 م

لعلكم على علم بالفرق بين الدعاية والإعلام.  للتذكير فإنهما معا قد يستعملان الصحافة والتلفزيون وشبكات التواصل لإيصال رسائلهما للناس. الدعاية تعتمد فن نشر الأكاذيب بينما الاعلام يعتمد نشر الحقائق دون تضليل.
تنقل لنا قصص العرب عن الشاعر جرير يوم كان ماشيا بأسواق البصرة فسمع رجلا يسأله عن: من هو أشعر الناس؟ مسك الشاعر يد الرجل وقال له تعال لترى الجواب بعينيك. تبعه الرجل فوقف به عند باب بيت حقير. طرق الباب فخرج له اعجف قبيح المنظر والحليب يسيل من لحيته. سأل جرير الرجل: أتدري لماذا يسيل الحليب من لحيته؟ كلا. لأنه يرضعه من ضرع العنزة مباشرة. ولماذا؟ مخافة ان يسمع الناس صوت الحليب في القدح فيطلبون منه شيئا وذلك لشدة بخله. أتسألني من هو اشعر الناس؟ انه انا وهذا ابي الذي قارعت بكرمه ثمانين شاعرا وغلبتهم جميعا.
تمر بذاكرتي تلك الحكاية وانا اقرأ واسمع واشاهد أحاديث عن قوة الدواعش وكثرة عددهم وتصويرهم بالقوة الجبارة التي لا تقهر. قلت غير مرة: يمعودين انهم ثلة مكاميع كبّرتهم ماكينات دعائية فصرنا حتى نحن نصدق ما يقال عن جبروتهم. كنت اكرر بأنهم ما احتلوا الموصل لكثرة عددهم او شدة بأسهم بل لغباء الذي كان يقود قواتنا المسلحة في ساعات هجومهم.
الدواعش ليسوا بمئات الآلاف ولا حتى عشرات الآلاف كما يشاع. دعاية متقنة من الذي يدعمهم وحتى من الذي يحاربهم أحيانا ليظهر نفسه هو الآخر شجاعا. هذا الكلام ليس من عندياتي بل من سيدة شجاعة كندية تركت بلدها وقصدت الدواعش لتحاربهم بنفسها. انها الكندية هنا بوهمان التي قررت طوعا التوجه الى العراق وسوريا لتنظم الى الفرع النسائي لوحدات حماية الشعب الكردي. كانت من ضمن عشرات الغربيين الذين تركوا بلدانهم لقتال داعش. صار اسمها عند المقاتلات الكرديات "نمرة الشمس". تقول هذه النمرة ان "هزيمة داعش أسهل مما تتخيلون وان التنظيم بنى حوله هالة وضخم حجمه باستخدام الدعاية عبر وسائل الواصل الاجتماعي".
وبينما تتحدث التقديرات الغربية عن وجود عشرات الآلاف من المقاتلين في صفوف داعش تقول النمرة لموقع "بيزنس اينسايدر" إن "اعدادهم لا تبدو بذلك الحجم وانهم حريصون على الهرب عندما يشعرون بالمقاومة خلال المعارك .. وان اغلب المقاتلين من داعش يشعرون بالإحباط".
فضيحة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    الدواعش خلقوا للاساءة بالمسلمين-------لمادا قطع الدواعش رؤس الشباب العراقيين فى سبايكر؟؟ حتى ان يظهروا فى تلفزيونات العالم ويثبتوا وحشية الشرق العربى والاسلامى--------لمادا حلل جهاد النكاح؟؟؟لنفس السبب ومادا عن استعباد السنجاريات وبيعهن فى اسواق النخا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram