منذ أيام وأنا أنوي أن أطرح سؤالاً على القرّاء الأعزّاء ربما يبدو غريباً ، وهو أين محمود الحسن ؟ وأين حسن السنيد ، لأن لا أحد خطر ان يأت على ذكر صالح المطلك ، أين هو وماذا يفعل. ؟
حتماً سيقول أحدهم ساخراً : ماذا كنت ستفعل ياحضرة الكاتب الهمام لو كنت مكانهم وعرض عليك ان تصبح نائباً في البرلمان ، أو نائبا لرئيس الوزراء او الجمهورية ، هل كنت ترفض ، هل ستغلق الباب أمام الثروة والسلطة ؟ هل كنت تسأل نفسك أنني بلا أفق و لاكفاءة ولا خبرة ؟! هذه أسئلة مكانها حكومات وبرلمانات تحترم شعوبها .
أُدرك وأعي أن أحدا لا يريد أن يقرأ عن أمر خارج أخبار مهلة الـ 48 ساعة التي لا يعرف احد متى تنتهي ! ولكن اسمحوا لي أن آخذكم الى موضوع آخر ، اليوم برلماننا الموقر ، لم يستطع ان يعقد جلسة ، والسبب ليس خلافا على نوعية الدبابات التركية ، ولا على نوع الطائرات العراقية التي ستضرب بقوّة جنود اردوغان ، لايذهب بكم الخيال بعيدا مثلي ، البرلمان فشل في إكمال النصاب بسبب ان العديد من نوابنا الافاضل يريد ان يقضي احتفالات عيد الميلاد في بلده الاصلي ، خذوا وقتكم، ياسادة ، ففي العجلة الندامة وفي التأنّي السلامة!
هل هذا مؤشر على أن الانحياز للفشل ليس قدَراً وإنما صناعة سياسية بامتياز، وأن الفساد العام وصل إلى النخاع، بدليل أن المجلس اغلق ملف الموصل " بالضبّة والمفتاح " على حدّ قول إخواننا المصريين ، لكنه والحمد لله استطاع بجهود "مخلصة" من رئيس اللجنة القانونية محمود الحسن الذي افتقدته في بداية المقال ، من ان يسعى مشكورا الى ادراج المشروبات ضمن مشروع قانون "المخدّرات والمؤثّرات العقلية" تمهيداً لمنعها ، إنجاز يضاف الى الإنجازات الكبيرة التي حققها السيد النائب التي كان أبرزها " المستندات المزوّرة " ، سيقول البعض ما هذا ياسيد ؟ هل تريد ان تحرف الانظار عن المخاطر التي تحيط بنا ، هناك خبر سيطمئنكم حتما ، النائب العائد الى الاضواء حسن السنيد زف البشرى للشعب العراقي " مشكورا " حيث ابلغه السفير التركي ان حكومته – يقصد الحكومة التركية - تكذب ولا تخجل من نفسها ، فلا وجود لاتفاقية بين تركيا والعراق حول دخول القوات .
أيها السادة يامن تستكثرون على العبد الفقير أن يتحدث عن مآثر برلمانه " اللطيف " و تتساءلون دوما مافائدة مثل هكذا نواب يسعون " جاهدين " إلى حماية كرامة الناس وأرواحهم وأرضهم!
يُخطئ من يتصوّر أنّ مشهد القوات التركية سيكون الاخير في سجلّ الفشل العراقي ، وسيكتب التاريخ بعد مئات السنين عن محمود الحسن ، وحسن السنيد ومهلة الـ 48 ساعة العجيبة ، وعن مجلس نواب شعاره : ليذهب الشعب إلى الجحيم .
48 ساعة التي لن تنتهي !
[post-views]
نشر في: 8 ديسمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
بغداد
انا أسميك يا علي حسين كاتب تنشيط الوعي .... انت تكتب والمتابع لمقالاتك عليه ان يفهم المسج! مابين السطور !!!..... ما اجمل الكاتب عندما يكتب ثم يجعل القارئ ان يتفحص المقال خمس مرات وكأنه تلميذ عليه ان يحفظ ويدرك جيداً ما هو المطلوب من أستاذه !..... الشع