من المقرر ان يكون المخرج الهاييتي راؤول بيك قد انتهى من تصوير فيلمه الجديد(ماركس شابا) . تدور احداث الفلم بين عامي 1844وعام 1848حيث كانت اوروبا تموج بالاحداث الثورية فالمظاهرات والاحتجاجات في كل مكان،و يتناول الفلم علاقة الصداقة المتقلبة بين الفيلسوف
من المقرر ان يكون المخرج الهاييتي راؤول بيك قد انتهى من تصوير فيلمه الجديد(ماركس شابا) . تدور احداث الفلم بين عامي 1844وعام 1848حيث كانت اوروبا تموج بالاحداث الثورية فالمظاهرات والاحتجاجات في كل مكان،و يتناول الفلم علاقة الصداقة المتقلبة بين الفيلسوف الالماني كارل ماركس ورفيقه فريدريك انجلز حين كانا يقومان بتأليف (البيان الشيوعي) الذي اصبح من اكثر الكتب السياسية تأثيرا في العالم؟
تبدأ احداث الفلم حين يصل كارل ماركس وهو في السادسة والعشرين من عمره الى باريس مصطحبا معه زوجته جيني،وهناك يلتقي مع رفيق حياته فريدريك انجلز وهو ابن لرجل صناعي كبير و الذي كان مشغولاً بدراسة احوال الطبقة العاملة في انكلترا، هذان المفكران العظيمان ينجحان في وضع الاسس النظرية اللازمة لتحرير الطبقة العاملة والناس المضطهدين من كافة انواع الاستغلال ليس في اوربا وحدها بل في جميع انحاء العالم.
و راؤول بيك هو مخرج وكاتب سيناريو ومنتج من هاييتي عاش في الكونغو وفرنسا والمانيا والولايات المتحدة ،وشغل سابقا منصب وزير الثقافة في هاييتي ،وله عدة افلام منها (لومومبا) الذي تناول قصة اغتيال زعيم الاستقلال في الكونغو باتريس لومومبا ،و(ذا مان اون ذا شور)الذي شارك فيه في مهرجان كان عام 1993،وفلم (احيانا في نيسان) وهو عن الابادة الجماعية التي حدثت في رواندا عام 1994 وقد قام المخرج بتأليفه واخراجه عام 2005،كما انه اختير عضوا في لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي في دورته الخامسة والستين في العام 2012.
يقوم باداء دور ماركس في الفلم الممثل الالماني اوغوست ديهل،ويقوم باداء دور فريدريك انجلز رفيق ماركس الممثل الالماني ستيفان كونارسكي،وكتب السيناريو للفلم مخرجه راؤول بيك بالاشتراك مع الكاتب باسكال بونتزر.
يقول المخرج عن فيلمه الجديد: "لقد ابتعدت في فيلمي هذا عن الصورة النمطية التي عرف بها المفكران العظيمان حيث الرجلين الملتحيين الكبيرين في السن ،فيصورهما الفلم كمفكرين شابين جريئين يغدوان فيما بعد صاحبي اعظم تأثير على مجريات الاحداث العالمية في القرن العشرين وما تلاه." وقد تم تصوير احداث الفلم في بلجيكا.
كذلك ينوي المخرج راؤول بيك كذلك انتاج فلم وثائقي عن سيرة حياة الكاتب والروائي الامريكي جيمس بالدوين ،ورغم ان تفاصيل العمل لم تعلن بعد فان المشروع يتم التحضير اليه منذ سبع سنوات.
الفلم يعتمد في جوهره على كتاب لجيمس بالدوين كان يفترض ان يقوم الروائي الامريكي بتأليفه عن ثلاثة شخصيات من النشطاء السود في اميركا وهم ميدجار ايفرز ومالكولم اكس ومارتن لوثر كنغ ،والثلاثة كما هو معروف قد تم اغتيالهم جميعا ،وقد علم المخرج راؤول بيك بنية الكاتب جيمس بالدوين في تأليف ذلك الكتاب من خلال اطلاعه على الرسائل المتبادلة بين بالدوين ووكيل اعماله،وقد كان يمكن لذلك الكتاب كما يقول المخرج ان يكون من اروع مؤلفات جيمس بالدوين ،كان بالدوين يعتقد ان ذلك الكتاب سيكون تحديا كبيرا له ،ولم يكن يخالجه الشك ابدا في ان الكتاب لن يسمح ببيعه ،لكنه كان يشعر انه في حاجة ماسة لان يكتبه،ورغم ان بالدوين لم يكتب ذلك الكتاب فان المخرج راؤول بيك يتخيل في فيلمه الوثائقي انه قد فعل ذلك ويقول عن ذلك:"نقطة البداية في الفلم ستقول انه قد فعل ،نعم لقد كتب ذلك الكتاب،هو فقط لم يوثقه ،ولكنك ان قمت بالغوص في اعمال ذلك الكاتب ستكتشف ان الفلم لا يبتعد عن جوهر ما كتب بالدوين ورؤيته الابداعية."
اعتمد المخرج في فيلمه على ثلاثين صفحة من يوميات جيمس بالدوين ،وحين سئل عن السبب الذي يدعوه لاخراج فلم عن هذا الكاتب اجاب قائلاً:"لان بالدوين هو حياتي،لقد بدأت اقرأ اعمال بالدوين حين كنت في الرابعة عشرة من العمر ،ويعود الفضل اليه في تكوين وعيي وفكري حين كبرت و نضجت."
هذا هو الفلم الاول الذي يتناول سيرة حياة الكاتب جيمس بالدوين ،وهو امر غريب اذا ما علمنا تأثير هذا الكاتب في الادب الامريكي وتناوله لقضايا التمييز العنصري ،وبذلك فان الكثيرين يتوقعون ان يكون لهذا الفلم صدى كبير.