TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المربد للبيع

المربد للبيع

نشر في: 9 ديسمبر, 2015: 09:01 م

الأخبار المتواترة عن تفشي الفساد في أوردة وشرايين الأصول والفروع في بلدي، ما تركت لي خيار تجاهل ما حدث لي شخصيا، وزينت لي استعادة تفاصيل محادثة هاتفية جرت قبل إسبوعين من تاريخ البارحة.
………….
المساء يرخي سدوله، وريح تشرين تعزف سيمفونيتها الخريفية المحببة. والهاتف يرن برتابة معتادة:
— أهلا ….
— أهلا أستاذتنا الكبيرة ( اتوجس ريبة.. ازجرها) إسمي علاء ، صحفي متمرس، كلفت بالإتصال بك لأبشرك بإدراج اسمك الكريم على رأس قائمة مدعوي الخارج، لحضور فعاليات مهرجان المربد المزمع عقده في منتصف حتى نهاية كانون الأول.
— شكرا،( أقولها بحبور مفضوح.)
— تدرين سيدتي، كل النفقات مدفوعة من قبل إدارة المهرجان، ابتداء من ثمن تذكرة الطائرة، والإقامة والضيافة في فندق الميريديان ببغداد، والشيراتون بالبصرة. وهناك جوائز للمتميزين ودعوات تكريم، و،،،،و،،،،
يتعاظم حبوري، وأستمرئ الإصغاء..
— ولكن تدرين، سيدتي، الظروف المالية العصيبة التي يمر بها البلد، لذا قررت الإدارة إستيفاء مبلغ رمزي، الف وخمسمئة دولار. تودع في حساب مصرفي، سأملي عليك ارقامه لو وافقت على قبول الدعوة.
— أهذا تقليد جديد؟ دعوات المربد السابقة لم تكن تطلب سوى الموافقة، دون المطالبة بدفع درهم واحد..
 — الظرف تغير سيدتي، و،،،
— دعني افكر، إترك لي رقم هاتفك لأتصل بك،،،
— فقدت هاتفي الجوال البارحة، أهاتفك من تلفون عمومي.
(بذور الشك تنمو وتزهر)
— كيف لي إيداع مبلغ في حساب مصرفي لا اعرف صاحبه، و المتحدث يكلمني من تلفون عمومي!!
— …….. ينقطع خط المكالمة.
كانت غفلة غير مغتفرة - مني - ألا أساير المتحدث واستدرجه لأحصل على رقم الحساب المصرفي الموعود،، عندئذ كان سيكون للحادث حديث آخر.
لقد أحس المتحدث ريبتي بالعرض المشبوه فآثر الهرب،، والسؤال الذي يفرض نفسه، كم يا ترى عدد المخدوعين الأبرياء الذين استدرجهم هذا الثعلب؟؟ وهل ينبري أحد ممن عرض عليه حضور المربد لقاء إيداع مبلغ من المال بفضح المساومة؟ وهل تتبرأ إدارة مهرجان المربد ممن يسعى لتلويث أرقى تجمع ثقافي في المنطقة، وتلطيخ وجه الثقافة العراقية بـ…بالسخام؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram