TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المتقاعدون.. تقشف قسري

المتقاعدون.. تقشف قسري

نشر في: 9 ديسمبر, 2015: 09:01 م

على غرار التهجير القسري نتيجة سيطرة تنظيم داعش على ثلث مساحة العراق   ، شهدت البلاد بعد إعلان يوم السيادة موجة نزوح  واسعة من محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار  الى مخيمات النازحين  في إقليم كردستان ومناطق اخرى في الوسط والجنوب ، تعرض المتقاعدون الى تقشف قسري  باستقطاع مبالغ مالية من  مرتباتهم بقرار  مفاجئ ، اتخذته الحكومة من دون سابق انذار ،  فهل كانت تخجل من  اعلان الاستقطاع؟ ام انها كانت تخشى إثارة الغضب الشعبي ، لاعتقادها بأن  المتقاعدين ربما سيتوجهون الى بوابات المنطقة الخضراء  للتعبير عن رفضهم  اجراءات التقشف القسري .
معظم المتقاعدين من كبار السن أغلبهم يعاني أمراضا مزمنة ، أمضوا  سنوات طويلة من حياتهم في اداء وظائفهم الحكومية بجد وإخلاص ، إلا في حالات استثنائية نادرة ، انهم مسالمون  ينبذون العنف ، لذلك اخطأت الحكومة بحقهم عندما رفضت  إخبارهم   باستقطاع مرتباتهم ، لأنها لاتريد إثارة المشاكل حين يقوم المتقاعدون  بصولة على المنطقة الخضراء   ويطردون من فيها بالركلات  والعكازات  وكراسي المعاقين.
في  الدول المتحضرة ذات السيادة الحقيقية تشرع القوانين الخاصة لرعاية المتقاعدين تقديراً لجهودهم السابقة في خدمة الدولة ، تنظم لهم سفرات سياحية الى أشهر المنتجعات  العالمية على حساب الحكومة ، أما الرعاية الصحية  فتشمل الجميع بلا استثناء بمراجعة المراكز الصحية القريبة ، او بارسال فريق طبي الى مكان إقامة المتقاعد بمنزله ، او في بيت أحد  الابناء والاحفاد من امتيازات المتقاعدين،  في الدول السيادية بإمكان المتقاعدين  الحصول على خصم اثناء شراء تذاكر السفر عبر القطارات والرحلات الجوية ، كذلك تذاكر الدخول الى صالات السينما والمسارح ، المتقاعد العراقي في ظل الاوضاع الحالية يستحق رعاية المنظمات الدولية المعنية  بحقوق الانسان.
المتقاعد العراقي مارس حقه الديمقراطي في إنتخاب من يمثله في مجلس النواب ، فاستحق الشكر والثناء من زعيم القائمة ، مع وعود بتنفيذ برامجها وفي مقدمتها  زيادة رواتب المتقاعدين ، المتقاعد حين  يستذكر مقدار راتبه في سنوات سابقة قبل تعرفه على النخب السياسية الحالية يشعر بألم شديد لفشله في شراء بطيخة لعياله براتبه الشهري ،  فتجرع مرارة خيبته منتظرا الفرج ،  إرتفع راتبه من الفين الى  نصف مليون دينار ، تعددت أبواب الانفاق بين  تسديد الاشتراك بخط المولدة الاهلية وشراء كارتات شحن الهواتف ، وشبكة الانترنت واجور نقل الابناء الى كلياتهم ، طار الراتب طار  كما قال المنولوجست الراحل فاضل رشيد .
المتقاعدون المتعرضون للتقشف القسري يناشدون ابناءهم الناشطين المدنيين المطالبين بالاصلاح  ادراج الغاء الاستقطاع ضمن شعارات المتظاهرين ، لعل الحكومة تعيد النظر بقرارها او في أقل تقدير تبين الاسباب ، لان المتقاعدين  غيرمنتمين الى تنظيم سياسي يفرض عليهم مبدأ نفذ ثم ناقش ، أما اذا كان الاستقطاع لصالح النازحين فيجب ان تسلم المبالغ الى بعثة الامم المتحدة في العراق او اية جهة اخرى نزيهة  غير متورطة بالفساد القسري.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram