اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > التوظيف السياسي للفكر الديني

التوظيف السياسي للفكر الديني

نشر في: 13 يناير, 2010: 05:13 م

جاسم العايفيحتل التطرق للمسألة الدينية وللإسلام السياسي في العراق خلال المرحلة الراهنة أهمية قصوى، فالتيارات الإسلامية السياسية بكل أنواعها واتجاهاتها ذات حضور مؤثر في الحياة الاجتماعية- السياسية العراقية وتلك القوى تطرح توجهاتها وبرامجها وخطاباتها من خلال الدمج بين الإسلام كعقيدة
 وعبادات وقيم إيمانية أخلاقية وجدانية للربط بين مشروع الإسلام السياسي والدين وعلى وفق تصورها المتمثل بـ"الدولة الدينية" والتي تعتمد على أسس الشريعة الإسلامية كمصدر وحيد للتشريع وينحو مشروعها السياسي- الاجتماعي لخلق هوية أسلامية للدولة وأسلمت المجتمع فعلياً من خلال فرض أنماط معينة للسلوك الاجتماعي و طرق الحياة المعيشية الفردية – اليومية للناس، مستندة في رؤاها هذه على الهوية الإسلامية للأغلبية في العراق، والتي في حقيقتها ومراميها هوية حضارية شعبية متدينة فطريا ووطنية ايجابية وجدانياً، أكثر من كونها هوية سياسية- دينية وذلك لأن الوعي الديني الشعبي وتجلياته في الممارسة الدينية اليومية و الطقوسية، لا تُفسر بعوامل الإيمان فقط بل تميل إلى عوامل اجتماعية- سياسية متغيرة وان المسار المعقد والملتبس للعلاقات الاجتماعية المتشابكة مع المصالح الفئوية يقود بالضرورة للبحث في العوامل الكامنة تحت سطح العلاقات الاجتماعية، كون عوامل الصراع المتواصل عبر التاريخ هي على المصالح الاجتماعية ولا تنحصر فقط في الهويات-الدينية والقناعات الإيمانية، بل هو صراع اجتماعي يتجلى مظهره الفعلي في الانحياز من أجل مشاريع سياسية آنية أحياناً ومختلفة في الغالب وهو في الغالب صراع مادته (الماضي) إلا انه في واقع الأمر يتعلق بالحاضر لغرض الإمساك بـ(المستقبل)، ويمكن الاستدلال على إن المصالح المتغيرة (زمكانياً)، تؤدي إلى البحث في النص الديني المقدس للوّي عنقه بشريا لتلبية الإرادات العارمة والمصالح البشعة لرجال السلطة السياسية في تداول ذلك النص، وخضوع بعض رجال الدين لتأسيس أنظمة من الرؤى والأحكام الفقهية وبما يلبي وينسجم مع طموحات الحكام في السيطرة على الرعية. وأدى ذلك إلى وقوع رجال الدين تحت ضغوط دائمة سلطوية قهرية ونفعية تُطالب وتَسعى من اجل وضع الفقه وتفسيره واستنباط الأحكام منه لخدمة الحكام ورغباتهم وشراهتهم الدائمتين للتحكم في رقاب الناس وإخضاعهم الدائم للسلطة السياسية القائمة والمتوارثة، ولا يمنع ذلك من وجود بعض علماء الدين، ممن تمسكوا بإراداتهم الحرة ومفاهيمهم الإنسانية ساعين بجد وإخلاص نادرين، لتأسيس فقه ديني يتفق مع (الإرادة المتعالية)التي خلف (النص المقدس) لغرض الحياة اللائقة على الأرض ولجميع البشر، دون تمييز، باعتبارهم، وحسب المفهوم الديني، ذاته ظلا على الأرض لتلك الإرادة المقدسة. ونرى انه و من خلال تجنب النظرة العدمية للتراث الديني بالذات ولغرض دفع الأمور باتجاه عقلاني منفتح على منجزات الفكر البشري المتنور وعلى استيعاب الديمقراطية كقيم وأسلوب حضاري في الحياة اليومية للبشر، وعدم التعامل مع مفهوم الديمقراطية كآليات أو اختزالها في مفهوم الأكثرية والأقلية، ضرورة (الفهم المتجدد للظاهرة الدينية في مجتمعنا)نائيين عما هو معروف عن مواقف البعض السلبية تجاهها وخاصة تجلياتها السياسية. بعد أحداث 11 أيلول ومن خلال أجهزة الإعلام الغربية وبعض المفكرين الغربيين المعبرين عن المصالح الواضحة للفئات المتنفذة في مصادر القرار العليا في تلك الدول وذهنيتهم المبنية على (صدام الحضارات) باتوا يؤكدون في "أن الإرهاب ملتصقاً بالإسلام والعرب والمسلمين" وغدا ذلك يترادف بشكل دائم بأن (الإسلام مساويا ودافعا للعنف) وأن (العرب مصدراً دائماً للإرهاب) من خلال تعاملهم مع بعض النصوص الإسلامية بقصدية وضمن سياق يجرد النص الديني الإسلامي من الواقعة التاريخية المترافقة معه والباعثة إليه لإضفاء المشروعية المتواصلة على حوادث وسير وسلوكيات دفعت إليها الأوضاع الاجتماعية السائدة قبل أكثر من أربعة عشر قرناً، ووصلت إلينا عبر موروث شفاهي خاضع للاجتهادات البشرية ومصالحها . ومن النادر اتفاق اغلب الفرق الإسلامية و العاملين في الحقول الإسلامية عليه في حينه، والآن كذلك، ومحاكمة تلك النصوص بعد تجريدها من عواملها التاريخية ودوافعها الآنية كأجندة متلازمة بمعايير العصر الراهن والدمج بين الأفعال الإجرامية لبعض القوى (المتطرفة الإسلامية) السلفية بالذات وممارساتها التي تعتمد الفهم البشري المتزمت للفكر الديني وربط ذلك مع كل النتاج الفكري العربي – الإسلامي عبر التاريخ إذ يتناغم هذا النهج والمنهج وبسوء النوايا في تحليل التاريخ والتراث والمعتقد الإسلاميين على أسس ذرائعية وتبسيطات وخرافات تعكس النكوص اللاعقلي في فهم التاريخ وحوادثه خاصة حينما تعتمد بعض القنوات الإعلامية الغربية المؤثرة في توجهات الرأي العام العالمي - الغربي خصوصاُ- وكذلك دراسات و أطروحات بعض المفكرين الغربيين، الموالين لتيار المحافظين الجدد والذين هم أساسا من المتصهينين، وجهة نظر بعض القوى الإرهابية-السلفية، حلفاء الأمس، زمن المعسكر الاشتراكي والاتحاد السوفيتي تحديدا وخاصة مأزقه المدمر في احتلال أفغانستان، وتم التغ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram