كانت الستُّ كما يحب أن يسميها الجميع ، تطلّ على أمة العرب كل ليلة خميس بصوتها التي أثبتت من خلاله أنها علامة من علامات الزمن العربي الجميل ، فاستبدلناه اليوم بعصر الشيخ تميم ودولة قطر العظمى التي لاتزال تصرّ على أنّ أمن العراق مسؤوليتها ، ولا يهمّ ان تستبدل الزرقاوي بـ"أبو بكر البغدادي " ما دام الشيخ القرضاوي مصرّاً على " أن الله وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة يساندون أردوغان"!
كانت لأم كلثوم إمبراطويتها الخاصة ، ومواطنون لا يعرفون أين هم وأين ستضعهم صاحبة الأطلال ، في الحب الذي ينتظرونه أم في الحب الذي مرّ سريعا " بين ماضٍ من الزمان وآتِ " ، يتحول الزمن لنصبح رهينة لفتاوى ظلامية ترى في الحب " عيباً " وفي اختلاط الطلبة رجساً من عمل الشيطان ،على وزارة التربية " الإسلامية " في العراق الجديد أن تتجنبه ،
في مقدمة لكتاب جديد أقرأه بعنوان "لماذا نحب" تعيد كاتبته الانكليزية هلين فيشر ، سؤال شكسبير الشهير ما الحب ؟ لتكتب " ان الخصم الرئيس للمجتمعات هو الكراهية التي يحاول اصحابها دفع الإنسان إلى الانزواء بعيدا "
وتخبرنا المؤلفة ان الشاعر الفرنسي أراغون وضع تعريفا للحب بانه سعي محموم للسعادة والألفة والفرح ، فيما نصرّ نحن اليوم على ان نرفع شعار "لا للفرح "، ففي عرف أحزابنا " الاسلاموية " ، الموسيقى حرام لأنها تثير الغرائز، وسرقة المال العام حلال، لأنها تُنعش النفوس والجيوب، والغناء رجس من عمل الشيطان، والقتل على الهوية أول بشائر الإصلاح ، والفرح مهنة أصحاب الدنيا، ونحن نريد أن نؤسس لثقافة الآخرة، زينة المرأة غواية، وزواجها في سن التاسعة إنجاز يضاف الى سلسلة الإنجازات العظيمة التي تحققت خلال الثلاثة عشر عاماً الماضية ، الضحك طريق إلى جهنم ، وتقلبات عالية نصيف طريقنا إلى مستقبل زاهر !
يفترض تشارلز داروين ان الانسان يتشارك مع الحيوانات في الكثير من المشاعر وان الكثير من الحيوانات ذات الفراء وذات الريش تشارك الإنسان ميزة العشق الرومانتيكي ، لكن واقعنا اليوم يدحض نظرية صاحب اصل الانواع ، لأن هناك نوعا من البشر لايريد للحب والتسامح ان ينمو على هذه الارض ، لأنهم كائنات طفيلية لاتشبع من المال والدم الحرام ، وطباعهم أدنى من طباع أقسى الحيوانات .
أراد سارقوا التغيير ، تاسيس عراق جديد ، فأقاموا بدله منه غابة من الطوائف المتقاتلة ومستنقع كبير الفساد، كان المواطن العراقي يحلم بأن تُصبح البلاد للجميع لا لأبناء "دولة الطوائف ".. كانت الناس تعتقد أن قادتها يخافون الله، ، فإذا بهم يكتشفون أنّ مسؤوليهم وساستهم يخافون على سمعة دول الجوار أكثر.
سمعة دول الجوار!!
[post-views]
نشر في: 11 ديسمبر, 2015: 09:01 م