اللوحة هي نص شعري تكتبهُ الألوان والرموز ، والقصيدة هي لوحة ترسُمها الحروف ، كما ان لا عجب بأن يجتمع الرسم والشعر والمسرح في جلسةٍ واحدة ذلك ان النص المسرحي ولِد من خاصرة النصوص الشعرية ، إضافة إلى إن جميع الأجناس تلتقي في بودقة الجمال ، وقد جمعت مؤس
اللوحة هي نص شعري تكتبهُ الألوان والرموز ، والقصيدة هي لوحة ترسُمها الحروف ، كما ان لا عجب بأن يجتمع الرسم والشعر والمسرح في جلسةٍ واحدة ذلك ان النص المسرحي ولِد من خاصرة النصوص الشعرية ، إضافة إلى إن جميع الأجناس تلتقي في بودقة الجمال ، وقد جمعت مؤسسة برج بابل مساء السبت من الاسبوع الفائت بين الشاعرة والمسرحية أطياف رشيد والشاعر والفنان التشكيلي كامل حسين في أُمسيةٍ واحدة احتفاء بكتابيهما " ستارة زرقاء شفافة " والذي يتضمن نصوصاًمسرحية ، و "أُقيم على حافة الهاوية وأنجو من الجمال بأعجوبة " والذي يتضمن نصوصاً شعرية .
وقال الفنان التشكيلي والشاعر كامل حسين متحدثاً عن تجربتهِ : مجموعتي الشعرية (أُقيم على حافة الهاوية وأنجو من الجمال بأعجوبة) تعتبر المؤلَف الأول لي ، فمنذ بداياتي وأنا عاشق للشعر والرسم ، أتنقل بينهما وحاولت أن أجمع في كتبي بينهما .
وأشار حسين قائلاً "التشكيل والقصيدة تجعل صاحبها حساساً في زمن يفتقر لحساسية الشخوص ، فالكثيرين يستغربون من الجمع بين التشكيل والقصيدة وأنا حاولت قلب المعادلة من خلال مؤلفاتي ، كما هو الحال مع لوركا وبيكاسو وغيرهم . "
وأكد حسين ان "اللقاء الذي تضمن تجربتي أنا والشاعرة أطياف رشيد كان مشروعا مقترحا من مؤسسة برج بابل أن نُجمع في جلسة واحدة ، وهذه الاقتراح لاقى ترحيبي ."
من جانبها ، قالت الشاعرة والمسرحية أطياف رشيد : "بدايةً وجودي مع الأستاذ كامل حسين شيء استثنائي وجميل من خلال جمع التجارب الإبداعية في جلسة واحدة ، اما فيما يخص الكتابة للمسرح فهي ممتعة جداً تكاد تتميز عن الأجناس الأدبية الأخرى بأنها لا تمتلك وسيلتها المباشرة بل تلجأ إلى الحوار فقط وهذا الحوار مسؤوليته الكشف عن الفضاء الدرامي ، كما اني وبشكل خاص وبسبب ميولي الشعرية أميل إلى كتابة النص المسرحي ذي العلاقة الوثيقة بالشعر ، ولي أحد النصوص وهو نص الإشارة تُرجم إلى الانكليزية كنص يمثل المرحلة الحالية في كل تجلياتها سواء الفكرية أو الاجتماعية . "
وبينت رشيد قائلة : إن أهم ما يتحدث عنه كتاب "ستارة زرقاء شفافة" والذي يتضمن مجموعة نصوص مسرحية ودرامية هي موضوعات تخص القضايا العراقية والحدث اليومي وملامسة قلب الواقع النابض وموضوعات تخص المرأة التي كانت حاضرة في جميع النصوص تقريباً.
بدورة قال الناقد جبار صبري : "يجب تلخيص تجربة أطياف رشيد إلى حقلين : الخارجي وهو الإطار العام لفحص تجربة أطياف وحقل داخلي لدراسة العيّنة ، فعملية اختيار العنوان لأطياف غريب ولا ينسجم مع مُريدات المسرح لأن المسرح دراما والدراما صراع والصراع فعل اي يتوجب أن تكون هنالك شخصية وحدث ولا توجد صفة وتجنيسات لاتقترب من المسرح ."
كما بين الناقد الدكتور جواد الزيدي : "أعتقد بقصدية أو دون قصدية اليوم الاحتفاء بتجربتين تتداخل فيهما الأجناس الأولى تجربة الشاعرة أطياف رشيد التي جاءت من الشعر إلى المسرح والفنان كامل حسين الذي جاء من الرسم إلى الشعر وليست ثمة غرابة من المزج بين الأجناس ، فالشعر والرسم توأمان والمسرح بداياته شعرية وتحدث عنها الكثيرون من خلال الدراسات والكثير من المُبدعين أنتجوا أعمالهم من خلال تداخل بين الجنسين ."