استبدال القناعات الراسخة بالأقنعة المرحلية، غدت طقساً مواتياً للمتصيدين بالماء العكر
.…….
يروى أن صنف الدواجن ( دجاجاً وديكة) كان شأنه - التحليق عالياً ـ شأن الحمائم والنسور،لكنه فقد خاصية الطيران منذ أن دجن. ورتضى سكنى القن واستسلم صاغرا، مكتفيا بإنتاج البيض والتهيؤ للذبح!
.……….
لماذا تسقط الحضارات الكبرى؟ ومتى؟؟ حين تتخلى النخبة عن مهماتها في الحث، والبحث والتوعية والمراقبة.
ولا تتخلى النخب الواعية عن مهماتها إلا حين ترتضي التدجين!
…………
في طرف ساحة وسط العاصمة انتصبت لافتة بخط فوسفوري، تروج لحملة الإقلاع عن التدخين:التدخين ممنوع)لافتة يمر بها السابلة مرور الكرام، فلا تستوقف أحدا ولا تثير اهتمام أحد
.………
ذات صباح خريفي مكفهر، مر بالساحة رجل عاطل، تمعن باللافتة طويلا.ربت على معدته الخاوية.مسّد على رأسه المشحون بالخيبة، وبدافع من مشاعرمتنافرة.بخبطة من مشاكسة ونفاد صبر، بخلطة من إحباط ومرارة، مد يده الناحلة، استل النقطة من هامة احد الحروف، ودفع بها نحو عجيزة الحرف ، ثم ولى هاربا .انقلب مفهوم الجملة عاليها سافلها حين غدت تقرأ:التدجين ممنوع!عندها تجمع المارة يتهجون الجملة بهمس حينا وبصوت عال حينا، بعضهم بكى، بعضهم شكا.بعضهم قلّب كفّيه حيرة ثم مضى،،،، بنقطة بحجم خردلة، تحولت جملة عابرة إلى بيان سياسي، إلى قصيدة محرضة،غدت خطبة بليغة، لدعوة عامة لرفض الزيف والعسف وسوارات الفساد.منذ ذلك اليوم، ولحد هذي الساعة وسلطات التحري جادة بالبحث عن رجل، وضع النقاط بأماكنها الصحيحة.فعلى من يجده تسليمه لأقرب مركز للشرطة، مع وعد بتسليمه جائزة كبرى لا تقدر بثمن:رقبة وطن مستباح!
زحلقة نقطة، من يجرؤ؟
[post-views]
نشر في: 13 ديسمبر, 2015: 09:01 م