اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل يتحمل حزب الدعوة مسؤولية تقسيم العراق؟

هل يتحمل حزب الدعوة مسؤولية تقسيم العراق؟

نشر في: 13 ديسمبر, 2015: 09:01 م

أكتب هذه السطور وأنا أتذكر وصية عميد " الامبرياليين " هنري كسينجر الذي كتب في السطور الأولى في كتابه الممتع " النظام العالمي " ان بناء الدول المستقرة  لايتم بالتمنيات وإنما بالأفعال " ، بعد خروج المالكي تمنيت مثل كثير من العراقيين أن ندخل في مرحلة من الاستقرار ومراجعة الماضي وعثراته ، لكن إكتشفنا للأسف وبعد أكثر من عام على تولي  حيدر العبادي رئاسة مجلس الوزراء ، إننا لانزال نتعثر وان القتامة تزداد على طول مساحة الوطن  .
أقول ذلك يقينا مني بأن العراقيين كانوا يتوقعون من السيد العبادي ،  فعلا حكوميا طموحا يتناول أمن الناس واستقرارهم ومستقبل أبنائهم ، ويتناول أيضا حال هذه البلاد التي يريد لها البعض أن تبقى واقفة " محلك سر " على حافة الهاوية .
ربما سيقول  البعض  ولماذا تركت الجميع ووضعت عنوانا عريضا يتعلق بحزب الدعوة فقط ، وأجيب ببساطة لانه الحزب الحاكم منذ عام 2005 وحتى لحظة كتابة هذه السطور ، وربما يتحجج البعض من ان القوى السياسية والطوائف جميعها شاركت في الحكم ، وأقول  الجميع شارك في سيرك تقاسم الغنائم والمناصب والمنافع ، لكن حزب الدعوة ومن خلال ثلاثة رؤساء وزارة – الجعفري ، المالكي ، العبادي " كان هو الماسك بأمور السلطة التنفيذية ، وأعرف  كما يعرف جميع العراقيين  إن البعض من متنفذي  حزب الدعوة للأسف  لم يستوعبوا حتى هذه اللحظة  ، فكرة إن التغيير الذي حصل عام 2003، يعنى فى المقام الاول التخلى عن عقل إحتكار السلطة، وإن العملية السياسية لم تعد تحتمل جدالا من نوع.: هل تحبني أم تكرهني؟ وهل أنت مع الشيعة أم  تدافع عن السنة .
ايها السادة بعد عشر سنوات عجاف من  إلغاء  لغة الحوار مع الآخر  واستبدالها  بلغة الشعارات والخطوط الحمر  ، صار البديل  إما تصفق معي وتهتف،  واما فانت خائن للوطن والسيادة   
ظل قياديو حزب الدعوة  مطاردين طوال اكثر من ثلاثة عقود ،  يحلمون بالاستقرار ، وعندما آلت إليهم السلطة  مارسوا ضد شركائهم في الوطن نفس الظلم الذي عانوا منه
على حزب الدعوة  اليوم أن يجيبنا على سؤال مهم.. من يريد ان يطلق الرصاص على وحدة العراق وأمنه واستقراره... على قادة الحزب  ان لا يواصلوا لعبة الاستمتاع بروايات المالكي فقط وتنهدات عالية نصيف وصراخ عواطف النعمة وقذائف محمد الصيهود .. فمهمتهم اليوم ان يقرأوا الأحداث كما هي مرسومة بعيون جميع العراقيين سنة وشيعة، عربا وكرداً، مسلمين ومسيحيين، صابئة وايزيديين..   والأهم على العبادي أن يدرك إن مسؤوليته الحقيقية أن يكون رئيس وزراء  لكل العراقيين وليس ناطقاً باسم حزب الدعوة ،فالتاريخ لا يمنح حصانة لأحد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    ان المد الدعوجى لم يكن اعلى من المد الشيوعى فى 1959 ولكل مد انحسار وانا مطمئن ان الاحزاب غيرالعلمانيه ستخسر الكثير فى الانتخابات القادمه لان النظام الدينى لم يثمر والشعب العراقى سوف يكون غدا اوعى من اليوم---------فى كل نظام برلمانى الناخب ينتخب من بنى م

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram