الرئيسية > أعمدة واراء > على صفحة حيدر العبادي

على صفحة حيدر العبادي

نشر في: 14 ديسمبر, 2015: 09:01 م

كنا نسمع، في الصغر، عن الملك فيصل الأول وكذلك عن الملك غازي ومن بعدهما نوري السعيد، رحمهم الله، انهم كانوا يتقصدون التنكر للتجوال بين الناس للتعرف على مشاكلهم وآرائهم. قصص وحكايات وطرائف كثيرة لا يسع المجال لذكرها هنا. سنّة عطرة سار عليها من بعدهم المرحوم عبد الكريم قاسم. نذكرها لأنها كانت تحدث بدون بهرجة وحمايات ومنصات معدة للخطابة والثرثرة واستعراض العضلات. راحت تلك الحكايات ودفنت في الذاكرة بعد ان مرّ عليها نصف قرن أو أكثر. جاء زمن "اذا قال صدام قال العراق". ثم راح ليحل محله زمن "ما ننطيها" و "مختار" الدربونة و "دولة" الرئيس". فخفخة ونفخة لا تشم منها ولا ترى سوى عجاج في عجاج. واليوم، لو أردنا حساب عدد الخطوات التي مشى بها من يحكمنا في شوارعنا فأظنها لا تتجاوز العشر. هذا إن كانت للحاكم العراقي خطوات بين المواطنين.
قبل يومين دعا الدكتور حيدر العبادي المواطنين من صفحته الشخصية على فيسبوك ان لا يبخلوا عليه بتعليقاتهم ومقترحاتهم خدمة للصالح العام. وكأنه يتوقع بعض ما سيحدث أكد بانه حتى ما يرد من اساءات او انفعالات من البعض سيتحملها بحكم موقعه ومسؤوليته وسيقابلها بروح متسامحة. مبادرة طيبة فيها شيء من سنة السلف الصالح الذين مررت على ذكرهم من حيث الهدف مع اختلاف الوسيلة.
كم كان مؤسفاً ان هذه المبادرة كشفت عن ظاهرة أخلاقية تشي بخلل تربوي فاضح في سلوك العراقيين. رجل نزع ثوب السلطة وتقرّب لنا عن طريق صفحة تواصل اجتماعي مجانية لم تكلف المال العام فلسا واحدا مبتدئا بالسلام علينا جميعا. فعلام هذا الشتم والاستهزاء من البعض به حتى من دون ردّ السلام عليه؟ لم يصدقوا انه فتح قلبه للإساءات فهجموا عليه ولسان حالهم يقول "عد عينك يا من تنخانه"!
لست بصدد الدفاع عن الرجل لأنه هو من فتح الباب وعليه ان يتحمل الريح التي تأتيه منه. لكني أشعر بالقرف من هذا التردي في التعامل والسلوك. أي خراب هذا الذي نحن فيه بحيث صرنا نشتم من يسلم علينا ويناشدنا المساعدة، لا بالمال، بل بمجرد تعليقات وآراء ناضجة؟
اجيبوني، ما فرق هؤلاء عمّن قال للإمام علي كم شعرة في لحيتي، يوم قال لهم: سلوني قبل ان تفقدوني؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إطلاق سراح النائب الاسبق أحمد العلواني

الغبار يخيم على الأجواء العراقية مجدداً

الأمم المتحدة: مليونا منزل مُدمّر كلياً أو جزئياً في سوريا

نائب يرفع دعوى قضائية ضد أحمد الشرع

برلمانية تحذر من شبكات التهريب: يستغلون النساء المطلقات لتهريب الذهب عبر المطار

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

البْصَرة عراقيَّة.. لا عَلويَّة ولا عثمانيَّة

العمود الثامن: الجلوس على أنفاس المواطن

روما على مفترق طرق – هل تكتب الجولة الثانية نهاية أزمة أم بداية تصعيد؟

قناطر: المُوحِشُ المُسْتفرَد بين السعفِ والقبّرات

(50) عاماً على الحرب الأهلية اللبنانية حياةً بين قذيفتين

العمود الثامن: نور زهير ياباني !!

 علي حسين منذ سنوات وأنا أقرأ كلّ ما يقع بين يدي من كتب عن البلاد العجيبة اليابان، وأدهشني الأدب الياباني من كواباتا مروراً بكنزابورو أوي وميشيما، وانتهاءً بأشيغورا وموراكامي . شعب يكتب بحروف...
علي حسين

قناديل: مائدة طعامك التي تقرأ مستقبل العالم

 لطفية الدليمي علّمتْنا تجاربُ كثيرة في الحياة أنّ الأمثلة الشاخصة أكثر تأثيراً في مفاعيلها من المقولات المجرّدة. كلّما نظرتُ في مصدر الطعام الموضوع على مائدتي غمرَني إحساسٌ بأنّ هذا الطعام يمكنُ أن يكون...
لطفية الدليمي

قناطر: هل الثقافة مكملات غذائية ؟

طالب عبد العزيز في العودة الى قضية الجوائز الأدبية بالعراق والوطن العربي نجد أنّها لم تتبلور في قيمتها على المستوى الشعبي، فلا يُشار لأصحابها بالأهمية، ولا نجد لها دوراً في صنع الثقافة، على خلاف...
طالب عبد العزيز

العدالة الدولية تحت المطرقة

حسن الجنابي (الجزء- 3) كان الأمريكان والدول الغربية في غاية الرضا عن الدور الذي كانت تؤديه محكمة الجنايات الدولية (ICC). فقد نشطت المحكمة في ملاحقة بعض الجرائم الدولية، ومنها جرائم بعض القادة الصرب في...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram