صباح أمس كنت اقرأ في المواقع الالكترونية ، فإذا بعنوان مثير يقول: الكاتب زهير الجزائري يقدم نصائح لوزير خارجيتنا إبراهيم الجعفري ، يلخصها بـ 6 نقاط ، ولأنني من عشاق ما يكتبه قلم الجزائري الساحر في المقال الكبير ، والممتع ايضا في المقال الأصغر ، ولهذا استغرقتني نقاط الجزائري ، وأهمها النصيحة الذهبية التي قدمها للجعفري حين طلب منه ان: " "كرّس جزءاً من وقتك للاستماع ولا تفرط بوقت لقاءاتك لإلقاء مواعظ خارج الصدد "
وقبل ان أقرأ مقال أستاذنا زهير الجزائري كنت أنوي ان أكتب عن الملياردير " وارن بافت " الذي قدم لنا في مقال جميل 7 نصائح حياتية ، ا ولا واحدة منها تدلنا على الطريقة الذهبية ليصبح الواحد مليارديرا في سبعة أيام ، مثل صاحب مصرف الهدى او مثل السيد الجعفري نفسه الذي يذكرنا بمأساتنا اليومية التي تتسع يوما بعد آخر ، لانه يريد منا ان نصدق انه زاهد في المنصب .
ستقولون ، لقد صدعت رؤوسنا بأحاديثك العجيبة عن الكتب، وعن إصرار سارتر على اسقاط ديغول، ولكن دعوني ياسادة اخبركم ان الملياردير الأمريكي تبرع قبل سنوات بكامل ثروته البالغة 65 مليار دولار الى المؤسسات الخيرية التي تعني بتطوير التعليم والصحة وليست الخطابة بالتأكيد .
يعتقد الجعفري وأعذره في ذلك ان العراقيين هائمون بعشقه ، وان هذه البلاد التي يقال عنها انها مهد الحضارات كانت تفتقر الى المفكر والفيلسوف الذي يعرف " تضاريسها " جيدا فوجدته في شخص وزير خارجيتنا ، وكانت تفتقر الى خطيب يشبه ميرابو خطيب الثورة الفرنسية الذي تخبرنا كتب التاريخ ان الناس كانت تسميه الرجل الذي لايريد ان يتوقف ويصفه الكاتب رومان رولان بانه يصدق كل ما يقوله
والجعفري يعرف ان الجماهير واحدة سواء تكلم معها بالعربي ام بالسنسكريتي ، الجماهير هي الجماهير، تبحث عن قائد ملهم ولهذا وجدناها تهتف قبل ايام في ساحة التحرير " خنا وياك يالقائد " ، ستقولون حتما ، هذه ليست ميزة ينفرد بها الشعب العراقي ، فالفرنسيون الذين تتبجح بهم ، هم انفسهم من حمل ديغول على الاعناق ، وهم انفسهم الذين خرجوا يهتفون ضده ، أعرف ذلك ، ولكن أتمنى عليكم ان لا تنسوا ان ديغول حين أجبر على الاستقالة لم يذهب الى ساحة الشانزليزية يهدد ويتوعد ، وانما ذهب الى قرية في الجنوب كي يكون بعيدا عن مجرى الاحداث هناك يكتب في مقدمة مذكراته “لاشيء اهم من فرنسا مستقرة " .
يقول وارن فايت في مقاله "، ان دوّامة الاحداث المتسارعة لا تترك لنا اليوم فرصة التأمّل والتعمّق. ولهذا انصح كل انسان ان يراجع ما فعله خلال اليوم ويعرف أين أخطأ ، أما الصواب فهو واجب لايجب ان نراجعه " و يكتب الجعفري على صفحته الشخصية :" العراق ينجز كرامات إن لم تكن معجزات، إنجاز بعد إنجاز، وكرامة بعد كرامة " فمن يطلب منه ان يستمع لنصيحة الجزائري
نصائح الجزائري للجعفري !!
[post-views]
نشر في: 14 ديسمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
بغداد
كارثة ليش العراقيين ما يعرفون ان ابراهيم الأشقري صاحب نظرية معجون الطماطة ( معجون المحبة) والمارد والقمقم حملدار الحجيج روزخون حسينيات لندن الذي كان يسكن في احد بيوت بلدية لندن المخصصة لذو الحاجة ويستلم راتب الإعاقة العقلية من الضمان الاجتماعي في لندن هو
الشمري فاروق
العزيز ابوحسين...فمتى يتعلم سياسيينا(سياسيوا الصدفه)...عندنا(أن لا شيئ أهم من عراق مستقر)