قبل إسبوع لم يكن معسكر زليكان القريب من دهوك أكثر من مدرسة تدريب لمتطوعين من الموصل فقدوا الأمل بالحصول على رواتب او دعم الحكومة فتسرب معظمهم الى أعمال اخرى.اليوم وبعد أنباء الاجتياح التركي لشمال الموصل، كشفت السلطات المحلية في نينوى عن ان المحافظ ال
قبل إسبوع لم يكن معسكر زليكان القريب من دهوك أكثر من مدرسة تدريب لمتطوعين من الموصل فقدوا الأمل بالحصول على رواتب او دعم الحكومة فتسرب معظمهم الى أعمال اخرى.
اليوم وبعد أنباء الاجتياح التركي لشمال الموصل، كشفت السلطات المحلية في نينوى عن ان المحافظ السابق أثيل النجيفي كان قد أنفق أربعة مليارات دينار على المعسكر دون علم مجلس المحافظة. كما أتفق مع انقرة لجلب مدربين، وربما كان ذلك بعلم الحكومة أيضا بحسب مسؤولين محليين.
ويطرح أثيل النجيفي، محافظ نينوى المقال، نفسه كقائد للمعسكر الذي يطلق عليه تسمية "معسكر الحشد الوطني"، إلا انه اصطدم برفض حكومتي بغداد والاقليم.
ويحاول مجلس محافظة نينوى الآن سد الطريق على المحافظ السابق عبر إقناع الحكومة الاتحادية بضم المعسكر الى المحافظة، وربطه بقيادة عمليات نينوى بقيادة اللواء الركن نجم الجبوري.
ونفت قيادة عمليات تحرير نينوى مؤخرا علاقتها بمعسكر "الحشد الوطني"، مؤكدة إنها تشرف على ثلاثة تشكيلات للمتطوعين، ومدرسة للتدريب تقع في شمال بعيشقة ليس من ضمنها المعسكر المذكور.
لكن زيارة وزير الدفاع خالد العبيدي الأخيرة الى معسكر النجيفي أثارت الجدل والاسئلة حول دور الحكومة في دعم مدرسة التدريب. وما زاد الغموض رفض العبيدي حضور جلسة الإستضافة التي عقدها مجلس النواب، السبت، لمناقشة التوغل التركي. وإكتفى العبيدي حينها بلقاء جانبي عقده مع رئيس مجلس النواب وأعضاء لجنة الأمن البرلمانية.
زيارة غامضة
ويعزو عبدالرحمن الوكاع، عضو مجلس محافظة نينوى، الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الى معسكر زليكان الى إنها "جاءت بفعل ضغط من كتلته تحالف القوى".
وأضاف الوكاع، في اتصال مع (المدى)، "كانت زيارة العبيدي للمعسكر شكلية ولم يقدم أي دعم للمتطوعين لأن حكومته تقول بانها لاتملك اموالاً فائضة لهذا الغرض".وعرض محافظ نينوى السابق أثيل النجفي، في صفحته على فيسبوك، شريط فيديو يظهر فيه زيارة وزير الدفاع، أواخر تشرين الثاني الماضي، الى معسكر زليكان.وأظهر التسجيل الوزير العبيدي وهو يتحدث للمتطوعين عن استعدادات تحرير الموصل. وقال للمتطوعين ان "رئيس الوزراء أرسلني بشكل خاص لزيارة المعسكر والاطلاع على أحوالكم وطلب مني ضمكم لاحدى القوات الامنية"، مؤكدا ان "الحكومة لم تتخل عن المتطوعين". ورجح ضمهم الى تشكيلات وزارة الدفاع.
وكان نائب عن الموصل اعتبر، في حديث سابق لـ(المدى)، إن زيارة العبيدي الى المعسكر كانت لاجل الاطلاع على حجم القوات التركية هناك. وأشار الى ان رئيس الحكومة كان على علم بوجود تحركات "مشبوهة" للاتراك في شمال بعشيقة.
علاقة مجلس نينوى مع بغداد
بالمقابل يطمح مجلس محافظة نينوى، الذي انتخب مؤخرا محافظا جديدا، الى فتح صفحة جديدة مع حكومة بغداد لانهاء سنوات من القطيعة والعلاقات السيئة مع الموصل لغرض الإسراع بتحرير المدينة التي يسيطر عليها "داعش" منذ الصيف الماضي.
ويقول الوكاع "نحاول إقناع الحكومة بالاسراع في ضم معسكر الحشد الى مجلس المحافظة وربطه بقيادة عمليات نينوى"، مشددا على "رفض ربط المعسكر بالنجيفي او بأي جهة أخرى. نريد استثماره لتحرير الموصل".
مجلس المحافظة قرر ايضا، قبل أيام، زيارة المعسكر للاطلاع على عدد المتطوعين وحجم الوجود التركي.
ويؤكد المسؤول الموصلي بالقول "لانعرف الكثير عن المعسكر لأن المجلس كان بعيدا عن الترتيبات الامنية، لكننا اكتشفنا مؤخراً ان المحافظة كانت قد أنفقت 4 مليارات دينار لدعم المعسكر".
وينوي مجلس المحافظة تشكيل لجنة لمعرفة مصير تلك الاموال وكيف أُنفقت. ويوضح الوكاع ان "المعسكر كان يضم 4 آلاف متطوع ولم يحصلوا على رواتب او دعم سوى دفعتين من الرواتب صرفت ل 1080 متطوعاً فقط".
ويرجح عضو مجلس محافظة نينوى إن "عدد المتواجدين حاليا في المعسكر يناهز 2000 عنصر"، مشيراً الى "تسرب معظمهم الى وظائف أخرى بعد ان فقدوا الأمل بالحصول على الرواتب".
ويرى الوكاع إن "بغداد كان بامكانها تجنب مشكلة التواجد التركي لو كانت قد دعمت المعسكر بشكل مباشر"، معتبرا إن "الحكومة لم تسرع بتغيير القيادات في المعسكر او حتى إعطاء رواتب وهو ما سمح للاتراك بالتدخل ودعمه". واستدرك بالقول "ربما كانت الحكومة على علم باتفاق النجيفي مع الأتراك".ونفت الحكومة مؤخرا علمها بالتواجد التركي في الموصل، فيما كان المتحدث باسم حشد الموصل محمود السورجي قال إن "الجانب التركي يدرب المتطوعين وجهز المعسكر بالكرفات وزودهم بخمس مدرعات".
نقل المتطوعين الى تكريت
لكن النائب عن محافظة نينوى حنين قدو، يؤكد إن المعسكر غير رسمي، وإن أثيل النجيفي يدعمه بأموال تركية".
وأضاف قدو، في حديث لـ(المدى)، "حين قررت الحكومة قبل ثلاثة أشهر نقل عدد من المتطوعين الى بغداد ثم الى سبايكر، شمال تكريت، قطعت الرواتب عن الذين لم يمتثلوا للأوامر وقرروا البقاء تحت إشراف النجيفي".
وقال النائب الشبكي إن "رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض كان قد دفع مرتبات لعدد من المتطوعين قبل ان يتم نقل 6 آلاف عنصر لإعادة هيكلتهم".
ويتوقع النائب عن التحالف الوطني ان "يكون النجيفي يدرب نحو 3 آلاف متطوع بدعم تركيا بحجة تحرير الموصل".
ولايجد النائب الشبكي تفسيرا لزيارة وزير الدفاع الى معسكر زليكان، الذي يقول بان "الحكومة قد اعتبرته مغلقا".
ويشير قدو الى ان "النواب لم يستطيعوا طرح اسئلتهم على وزير الدفاع حول المعسكر وحجم التواجد التركي لانه لم يحضر الجلسة".
وينفي النائب عن نينوى تفاصيل ما دار بين الوزير العبيدي بعد لقائه لجنة الامن والدفاع.