تمتلئ المواقع الحكومية وصفحات النواب بخطب وهتافات عن ضرورة الاصلاح ، ويلتقي نوري المالكي مع أسامة النجيفي ، وعالية نصيف مع فاضل الدباس ، بنصائح حول ضرورة الاصلاح ، ومثل ملايين من المواطنين ، ما أن أقرأ هذه المعلقات عن التغيير والاصلاح ، حتى اسأل سؤالا " ساذجا " هل اصحاب الخطب يريدون من الشعب ان يصلح نفسه ، وأجيب ايضا وبنفس درجة " السذاجة " حتما الشعب مطالب بالاصلاح ، وإلا مامعنى ان تمتلئ ساحات بغداد وشوارعها بلافتات تطالب ما تبقى من المسيحيين بالسعي الى الفضيلة ، وما معنى ان تتطوع جهات سياسية الى اطلاق حملة " لماذا لاترتدين حجابا " ، وكما أن هناك سياسيين فاسدين ، هناك أيضا نوع من التديّن المزيف الذي ، يؤمن أصحابه بأنهم أكثر حباً للدين وخوفا عليه ، وينسى اصحاب اللافتات ان دعوتهم قاصرة ومزيفة ، لأن الاولى بهم كان تعليق لافتة تقول " لماذا تسرقون أبناء شعبكم" .
أعود الى الاصلاح الذي طالبتنا به الرئاسات الثلاث قبل أيام حيث أكدت في بيان لها ان : " المجتمعين إتفقوا على تهيئة كل ما يساعد على تحقيق المصالحة المجتمعية ومواصلة الجهود المبذولة في هذا المجال من أجل توحيد موقف ومشاركة العراقيين جميعهم وحل جميع الاشكالات عبر الحوار " وهذا دليل على ان اصحاب المعالي وضعوا نصب أعينهم الشعب الذي يراد له ان يُصلح حاله واحواله وقبل ذلك " أخلاقه " .
هل هناك عيب في هذه الدعوة ؟ نعم أقولها بصوت واضح ، فالذي يحتاج الاصلاح هو مؤسسات الدولة التي نخرتها المحاصصة ، والذي بحاجة الى اصلاح هو القوى السياسية التي تصر على الغاء مفردة احترام الآخر من قاموسها السياسي ، الذي يحتاج اصلاح هو منظومة التعليم التي لاتزال تعاني تدهورا شديداً حسب نتائج آخر تقرير لمؤشر جودة التعليم العالمي " دافوس " الذي أكد اصحابه انهم أخرجوا العراق من التصنيف هذا العام بسبب تراجع مستوى التعليم فيه ، وعدم توفر أبسط معايير الجودة التعليمية والإهمال الحكومي المتعمد، سيقول البعض من المسؤولين حتما ، انها مؤامرة .. نعم ياسادة انها مؤامرة شبيهة بمؤامرة " الشامبو" على الخطوط الجوية العراقية ، لماذا فشلنا في التعليم والاعمار والسياسة والأمن ؟ التفسير جاهز،لأن الغرب يضحك علينا كل يوم ، وبعد..لأنّ الامبريالية لاتريد لنا ان نبني مستشفيات ومدارس ومصانع ، أما السبب الحقيقي الذي لا يريد أحد من المسؤولين ان يقوله: لأنّ نوعية " الشامبو " الذي تسبب في خرابنا ، هو أيادي محلية ابطالها مسؤولون وسياسيون لايريدون الخير لهذا البلد .
الاصلاح ليس اجتماعا سياسيا ولا خطب وشعارات ولافتات عنوانها " الحجاب او التيزاب " . انه إخلاص ووطنية وشجاعة يفتقرها للاسف معظم مسؤولينا .
اصلاحكم أعرج
[post-views]
نشر في: 15 ديسمبر, 2015: 09:01 م