TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ثمنُ الحرية باهـظ

ثمنُ الحرية باهـظ

نشر في: 16 ديسمبر, 2015: 09:01 م

تناقض وتضارب الأرقام المعلنة - عبر وسائل الإعلام - عن أعداد السجناء الذين أُطلق او سيطلق سراحهم وشيكاً. يصيب القارئ المتابع بـ ( البلبلة)، والبلبلة لو تدرون شر مستطير.. الرقم المعلن يترجرج ويتذبذب صعودا وهبوطا. ويميد يمينا ويسارا، عبر هذي الصحيفة او تلك المحطة، فلا تكاد تركن لخبر عددي، حتى تُفاجأ برقم آخر - آقل او اكثر - يلقيك على حافة الشك والريبة بالرقم، وبمن أورده معاً.الدقة من قبل القيّمين على شؤون السجناء، لاسيما الناطق الرسمي مسؤولية ثقيلة. لا ينبغي التهاون بشأنها قط ، فالرقم المعلن - مثالا لا حصرا (٢٢٥٣٠) يغدو مهزلة  لو حرر بجهالة كاتب أو سهوه (٠٣٥٢٢)… والفارق شاسع وواضح، ومشوش أيضا. فلا تدري أياً من الرقمين تُصدِّق.
………
هل يكفي إطلاق سراح سجين - بريء او مجرم - وتركه على عواهنه، دون مورد، ولو كفافاً، يكفيه شر التسول؟ من دون عمل يغنيه ويعصمه من مذلة الاستجداء من دون بيئة موائمة او عائلة حاضنة تقيه شر التشرد؟
……….
كان ثمة قانون أُطلق عليه في حينه قانون الإفراج الشرطي يحتوي بعض الضوابط لصالح المطلق سراحه وللمجتمع، لا أدري إن ظل ساري التطبيق ام أُوقف العمل ببنوده شأن الكثير من القوانين المؤثرة، والمعطلة!
…….
تأهيل السجناء - بعد إطلاق سراحهم، مهمة نبيلة تُرقى على مهام مدارس التعليم ودور الثقافة. والسجناء جميعا - لاسيما الأبرياء الذين زج بهم: كيداً او شبهة او عن طريق المخبر السري. محتاجون لعناية فائقة ورعاية مادية ومعنوية ونفسية لتخليصهم من وصمة عار تلاحقهم كـ ( ظلهم): سجين سابق او ربيب سجون مما يسعر لدى البعض منهم الرغبة العارمة بالانتقام.
……….
إن استنفار الأجهزة المعنية في وزارة الشؤون الاجتماعية، والطاقات النبيلة فيها، مطلوب وعلى وجه السرعة ، للبحث عن حلول ناجعة لاستيعاب وتأهيل هذا العدد الهائل من السجناء …. وبغير هذا فالقرار مبتور يشبه إيقاد شمعة بحجم عقلة إصبع ورفعها بوجه شمس في ظهيرة قائظة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram