في التعبير عن حرصهم على مواصلة تلاحمهم مع قواعدهم الشعبية، افتتح مسؤولون واعضاء في مجلس النواب مكاتب مختصة لشؤون المواطنين ، انتشرت في العاصمة بغداد وبقية المحافظات العراقية ، الغرض من افتتاح المكاتب اجراء لقاءات مباشرة بين النائب وناخبيه للاطلاع على اوضاعهم ، وتلبية مطالبهم ان وجدت ، فضلا عن تقديم تسهيلات لمن يحتاج الى وظيفة حكومة او اجراء عملية جراحية في الخارج ، لهذه الفرضية وغيرها افتتحت مئات الدكاكين ، اكتسبت تسمية المكاتب من لافتات معلقة فوق المباني او الشوارع العامة مع سهم يشير الى اليمين او اليسار لمكان المكتب الواقع في مبنى تعود ملكيته لعقارات الدولة .
موقع المكتب وأثاثه وعدد عناصر حمايته وواجهته الضوئية ، تعطي انطباعا بان صاحبه يتمتع بنفوذ كبير ، حين يقدم الطعام في المناسبات الدينية يؤكد بشكل لايقبل الشك بان أمواله من الرزق الحلال ، سجله ناصع في هيئة النزاهة ، لم يرتكب مخالفة إدارية حين تولى منصبا كبيرا في الدولة ، اما اذا كان صاحب المكتب نائبا فتبدو على ملامح وجهه علامات التعب والسهر نتيجة متابعة أوضاع المواطنين صغيرهم وكبيرهم ، لا يدخر جهدا من أجل رعايتهم في السراء والضراء .
المكاتب بعدد اعضاء مجلس النواب ، واخرى تابعة لمسؤولين فقدوا مناصبهم في" ثورة العبادي الاصلاحية " فضلوا الارتباط الصميمي بجماهيرهم على الموقع المفقود ، لانهم يعتقدون بان الشعب مصدر السلطات ، ابناء الحلال سيدلون باصواتهم في الانتخابات التشريعية المقبلة لمن فقد المنصب ، ليستكمل نظريته في إدارة الحكم في الدورة المقبلة ، ليحقق منجزات تاريخية تجعله اعلى شأنا ومنزلة من كل القادة العظام في العالم .
مكاتب النواب اشبه بصناديق الشكاوى في الدوائر الرسمية ، صندوق خشبي وضع في مكان لا يثير الانتباه ، لم يفتح للتعرف على محتوياته منذ سنوات ، مراجعو الدوائر الرسمية يتجاهلونه فهم على يقين راسخ بان معاملاتهم ،تنجز بدفع المقسوم الى الموظف الفلاني طبقا لوصية وتعليمات كاتب العرائض ، اعضاء مجلس النواب اصحاب المكاتب سواء كانت في بغداد او ناحية الدبوني بمحافظة واسط بامكانهم احياء صناديق الشكاوى بوضع صندوق من الالمنيوم بالواح زجاجية في مدخل مكاتبهم ، لاستقبال طلبات القواعد الشعبية ، ليتخلصوا من عبء تحمل نفقات مستلزمات الضيافة واستنساخ الوثائق ، والدخول بحديث طويل عريض لاقناع الراغبين في الحصول على وظائف حكومية ، بان الحكومة تمر بازمة اقتصادية ، وحين تتوفر الدرجات الوظيفية (بعيني وعلى راسي )، نحن خدام الشعب .
المكاتب الواقعة في احياء متفرقة من العاصمة لم يعرف عنها انها قدمت خدمة لعراقي واحد لذلك تجاهلتها وسائل الاعلام المحلية وفضائيات الاحزاب الحريصة على نقل نشاطات ممثليها في البرلمان ، على الرغم من غلق ابواب معظم المكاتب لقلة المراجعين ، تبقى تمثل احد مظاهر الديمقراطية في العراق ، المراجعة من الشباك رجاء .
مكاتب شؤون المغفلين
[post-views]
نشر في: 18 ديسمبر, 2015: 09:01 م