TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مكاتب شؤون المغفلين

مكاتب شؤون المغفلين

نشر في: 18 ديسمبر, 2015: 09:01 م

في التعبير عن حرصهم على مواصلة تلاحمهم مع قواعدهم الشعبية، افتتح  مسؤولون واعضاء في مجلس النواب  مكاتب  مختصة لشؤون المواطنين ، انتشرت في العاصمة بغداد وبقية المحافظات العراقية ، الغرض من افتتاح المكاتب  اجراء لقاءات مباشرة بين النائب وناخبيه للاطلاع على اوضاعهم ، وتلبية مطالبهم ان وجدت ، فضلا عن تقديم تسهيلات لمن يحتاج  الى وظيفة حكومة او اجراء عملية جراحية في الخارج ، لهذه الفرضية وغيرها  افتتحت مئات الدكاكين ،  اكتسبت تسمية المكاتب من لافتات معلقة فوق المباني او الشوارع العامة مع سهم يشير الى اليمين او اليسار  لمكان المكتب الواقع في مبنى تعود ملكيته لعقارات الدولة .
موقع المكتب وأثاثه وعدد عناصر حمايته وواجهته الضوئية ، تعطي انطباعا بان صاحبه يتمتع بنفوذ كبير ، حين يقدم الطعام في المناسبات الدينية يؤكد بشكل لايقبل الشك بان  أمواله من الرزق الحلال ، سجله  ناصع في هيئة النزاهة ، لم يرتكب مخالفة إدارية حين تولى منصبا كبيرا في الدولة ، اما اذا كان صاحب المكتب  نائبا فتبدو على ملامح وجهه علامات التعب والسهر نتيجة  متابعة أوضاع المواطنين صغيرهم وكبيرهم ، لا يدخر جهدا من أجل رعايتهم في السراء والضراء .
المكاتب بعدد اعضاء مجلس النواب ، واخرى تابعة لمسؤولين فقدوا مناصبهم في"  ثورة العبادي الاصلاحية " فضلوا الارتباط الصميمي بجماهيرهم  على الموقع المفقود ، لانهم يعتقدون  بان الشعب مصدر السلطات ، ابناء الحلال سيدلون باصواتهم في الانتخابات التشريعية المقبلة لمن فقد المنصب ، ليستكمل نظريته في إدارة الحكم في الدورة المقبلة ، ليحقق منجزات تاريخية  تجعله اعلى شأنا ومنزلة من كل القادة العظام في العالم .
مكاتب النواب اشبه بصناديق الشكاوى في الدوائر الرسمية ، صندوق خشبي وضع في مكان  لا يثير الانتباه ، لم يفتح للتعرف على محتوياته منذ سنوات ،  مراجعو الدوائر الرسمية يتجاهلونه فهم على يقين راسخ بان معاملاتهم ،تنجز  بدفع المقسوم الى الموظف الفلاني طبقا لوصية وتعليمات كاتب العرائض ، اعضاء مجلس النواب اصحاب المكاتب سواء كانت في بغداد او ناحية الدبوني بمحافظة واسط  بامكانهم  احياء  صناديق الشكاوى بوضع صندوق من الالمنيوم بالواح زجاجية  في مدخل مكاتبهم ، لاستقبال طلبات القواعد الشعبية ،  ليتخلصوا من عبء   تحمل نفقات مستلزمات الضيافة  واستنساخ الوثائق ، والدخول بحديث طويل عريض لاقناع  الراغبين في الحصول على وظائف حكومية ، بان الحكومة تمر بازمة اقتصادية ، وحين تتوفر الدرجات  الوظيفية (بعيني وعلى راسي )، نحن خدام الشعب .
 المكاتب الواقعة  في احياء  متفرقة من العاصمة لم يعرف عنها انها قدمت خدمة لعراقي واحد لذلك تجاهلتها وسائل الاعلام  المحلية  وفضائيات الاحزاب الحريصة على نقل نشاطات  ممثليها في البرلمان ، على الرغم  من غلق ابواب معظم المكاتب لقلة المراجعين ، تبقى تمثل  احد مظاهر الديمقراطية في العراق ، المراجعة من الشباك رجاء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram